عمون- طارق العاصي
عائلته مهشمة ومفتتة اجتماعيا،,هو طفل عمره لا يتجاوز 10 سنوات يعاني من مرض ما في صدره, يضطر للخروج من منزله صباحا ليبيع ما تيسر له من حبات العلكة والمناديل الورقية, ليؤمن لوالدته واخوته قوتهم اليومي،رامي يعاني مع اسرته ، اضطهاد والده الذي يعمل في العتالة فوالده يرقبه في مجمع الباصات لأخذ غلته اليومية, حيث يترك الاب اولاده بلا مصروف وبلا طعام ويبقى رامي يلوذ بصمته باحثا عن فرج قريب ليؤمن لوالدته خبز العائلة اليومي الذي يأكلونه مع الشاي.
رامي الذي التقيناه في مجمع الباصات في محافظة جرش اشار الى انه يعمل في بيع العلكة عندما دخل الصف الاول حيث كان يبيع ابناء الحي الذي يسكن فيه وعن الاسباب التي دفعت رامي للعمل مبكرا قال: والدي هو السبب فهو يصر على عملي انا واخواتي الذي اجبرهن على العمل في مصانع مدينة الحسن.
وفي نهاية الشهر كان يأخذ منهن رواتبهن ولا يترك لهن اي قرش باستثناء حالات نادرة كان يترك لهما 5 دنانير من اصل 110 دنانير وهو راتب كل واحدة منهن حيث تعمل أختاي الكبيرتان في المصانع.
ومن هنا جاء دوري في العمل لتأمين قوتنا اليومي حيث استطيع في بعض الاحيان ان أتملص من والدي عن طريقة تخبئة بعض النقود مع زميلي, لذلك فان والدي هو سبب نزوعي للعمل في وقت مبكر.
خالد وهو طفل آخر يبلغ من العمر 9 سنوات يعمل في بيع العلكة ايضا هو مضطر لذلك بسبب طلاق والديه وزواج والده وزواج والدته حيث اضطر خالد للعيش مع ابيه وزوجته, فزوج والدته رفض استقباله في منزله, وعن هذه المعاناة قال خالد: زوجة أبي تجبرني على العمل حتى لا ابقى في البيت فهي لا تريد ان اذهب الى المدرسة في البداية عارض والدي الفكرة الا انه ومع الايام لم يعد يبدي اي اهتمام وبدأت اعمل في بيع العلكة لطلبة الجامعات الذين يصطفون في المجمع بانتظار باصاتهم حيث يعطيني الطلبة الكثير من النقود مقابل حبة العلكة فأنا ابيع كل ثلاث حبات بعشرة قروش, فهم يأخذون ثلاث حبات ويعطوني ربع دينار, وغالبا ما اجمع باليوم ثلاثة دنانير واحيانا خمسة حيث تأخذ زوجة ابي نصف المبلغ والباقي اصرفه على نفسي وعلى اخي الصغير, حيث اشتري طعاما لي وله وبعض الاشياء الاخرى وانا ارى الكثير من امثالي من الاطفال لكن ليس بيدنا اي حيلة.
احمد طفل آخر اجبره والده على العمل ببيع العلكة لكي يتدبر امره فوالده لا يعطيه اي قرش فأحمد يعمل بعد دوامه بالمدرسة امام احدى الجامعات حيث يحصل احمد على بعض النقود ليشتري متطلباته من قرطاسية ومصروف للمدرسة, وعن سبب امتناع والده عن اعطائه مصروفه يقول احمد: والدي رجل بخيل وهو يملك رصيد كبير في البنك على حد قول والدتي هو لا يُحضر اي شيء على البيت سوى الخبز وخمسة كيلو أرز وسكر وذلك في الشهر الواحد, لذلك اضطر للعمل حتى أؤمن مصروفي.
اما عمر الذي يعمل بسبب مرض والده حيث يعاني والده من مرض ببيع العلكة مما اضطره لترك المدرسة والعمل في بيع الشوكولاته والعلكة لمساعدة والدته التي تعمل في خدمة المنازل وتنظيفها وفي ذلك يقول عمر: عائلتي مكونة من ستة افراد ووالدي مريض غير قادر على العمل واخوتي جميعهم يدرسون وانا اصغرهم لذلك اضطررت للعمل واحيانا أرجع الى المنزل وبيدي مبلغ جيد من المال فأهل الخير كُثر وهم يعطونني مبالغ جيدة فأنا اذكر ان سيارة توقفت بجانبي على الاشارة الضوئية واحداهن اعطتني عشرين دينار, لذلك انا اشعر بأن الله يساندني لانه يعلم مقدار معاناتي وألمي ودافعي للعمل وترك المدرسة.