ثمة أخبار يتم تداولها بخصوص موجة جراد محتملة تتجه نحونا .
الخبر مفزع في الحالات الطبيعية , أقصد في الحالات التي يكون في البلد خير نخاف عليه من شراهة كتائب الجراد الجرارة و النهمه لكن حينما لا يعود في البلد " عرق أخضر " برغم شعار " أردن أخضر عام 2000 " و الذي تبناه المرحوم الملك حسين و حينما ينكل بكل سهولنا و أراضينا الزراعية إستنادا الى سياسات تنفير المزارعين من أراضيهم من خلال تركهم دون دعم و دون إسناد تقني و تشجيع الفلاحين على هجرة أراضيهم بدل تثبيتهم بها و إرغامهم على بيعها تحت ضغوط كلف الحياة و تراجع أبوية الدولة و تراجع مستويات الحياة و التنكيل بإقتصاد البلد و تصعيد " أولاد " دابوق على حساب " رجال " " النعيمة " و " عي " و إعدام سنابل القمح التي اكلت منها روما ذات يوم و تقطيع الاراضي الزراعية عمدا لإجبار أصحابها على بيعها و التآمر على تراب اربد الشبيه بالحناء و قلع الزيتون لزرع المخازن ! حين يحدث كل ذلك فالأجدر بنا أن نحزن على الجراد و نخاف عليه لا أن نخاف منه سيما أن فكرة عبقرية مفادها طلب مساعدات دولية قد تخطر على بال أحد جماعة الديجتال بحجة مواجهة الجراد!
يتشائم كبار السن كثيرا من هجوم الجراد فقد عانوا كثيرا منه في عشرينات و ثلاثينات القرن الماضي و قد أسهمت هجماته بالتحالف مع موجات الجفاف بمجاعات عنيفة مات على إثرها العشرات و تعتقد بعض العجائز أن فوق نهم الجراد للأكل فانه عادة ما يستتبع ذلك حربا بين البشر و ذلك محتمل و منطقي بحسب خبرات السنين الماضيه اذ يضطر الناس لقتال بعضهم من اجل لقمة تنقض حياتهم بعد ان قضى الجراد على كل شيء بالكامل .
إذا لم يكن لجحافل الجراد المتجه نحونا قائد حكيم فأنه مقدم على الإنتحار حتما فلا شيء صالح للاكل لأننا بالاساس إعتدنا على أكل شحنات قمح غير صالحه حتى لأستهلاك الحيوانات و تعف نفس الجراد عنها !
عموما من أي جراد يجدر بنا أن نخاف و أي جراد يجدر بنا أن نواجه , ذاك الذي ياكل " العشب " أم ذاك الذي يأكل " الشعب " ... و لا يعرف الشبع ؟!