«زمزم» جسر خلفي أم انشقاق ؟
طاهر العدوان
05-03-2013 04:42 AM
منذ ان بدأت وسائل الاعلام تتناقل اخبار مبادرة زمزم التي نسبت الى عدد من كبار قيادة الاخوان تعددت الاجتهادات وتناقضت بنفس قدر تناقض التصريحات التي صدرت عن الاخوان حول المبادرة وفيما اذا كانت بداية انشقاق داخل صفوفهم ام ماذا ولأي هدف ؟.
في البداية رجحت مسألة الانشقاق غير ان الأسابيع والشهور تمر دون ان يحدث ذلك وفيما لم تبتعد تصريحات ( قادة زمزم ) كثيرا عن فكر الاخوان ومطالبهم.
لم يكن خافيا خلال الأشهر الاخيرة وجود تيار او مجموعة من بين صفوف الاخوان كانت مع المشاركة في الانتخابات والدخول في حوار مع الدولة بعيدا عن مسائل الخلاف الرئيسية معها، كما لم يكن خافيا وصول رسائل شفهية عبر وسطاء عن رغبة الدولة بتفاهمات مع الاخوان حتى ان لم يشاركوا في الانتخابات مثل الاتفاق مع الحكومة المقبلة على مجمل قضايا تتعلق بمسألة تطوير الاصلاح في السنوات الاربع المقبلة بما في ذلك السعي لتغيير قانون الانتخاب.
في كل الاحوال اذا لم تكن مبادرة زمزم انشقاقا فما هي ضروراتها في ظل وجود حزب للإخوان هي جبهة العمل الاسلامي وما هي مبرراتها مع واقع مشاركة الاخوان في الجبهة الوطنية برئاسة احمد عبيدات، الا اذا كان الهدف صناعة تيار على (يسار) قيادة الجماعة والحزب وجبهة الاصلاح يسمح بفتح باب خلفي للمشاركة ويسد ثغرات المقاطعة إرضاء لقيادات معتدلة داخل الحركة الاسلامية، وجاذب لشخصيات تدعم قيام تيار وطني إسلامي كما يقول احد قيادي زمزم.
وقد يكون الامر تكتيكا حزبيا يهدف الى مد جسر خلفي مع الدولة وربما مع الحكومة المقبلة للحد من الخسائر الناجمة عن المقاطعة ان وجدت، واستعدادا لفتح أبواب كانت مغلقة للحوارمع مختلف مؤسسات الدولة بما في ذلك الكتل النيابية في المجلس الجديد.
كل هذه التساؤلات وغيرها تثيرها الطبيعة الغامضة للعلاقة بين جماعة زمزم وجماعة الاخوان من جهة، ورأيي انه اذا كانت المبادرة مجرد صناعة وجه حزبي آخر للإخوان فان الراي العام الاردني سرعان ما سيكتشف ذلك، وسيظل يركز على ما يصدر من مواقف وتصريحات قيادة الجماعة، تماما كما فعل مع حزب جبهة العمل الاسلامي الذي لم ينجح وجوده في الحد من الدور السياسي لجمعية الاخوان وقياداتها ووجودها في المشهد العام.
اخيرا اذا كان الاخوان يرغبون في مد الجسور مع الدولة والحكومة ليكن ذلك مباشرا وبدون واجهات جديدة، اما اذا كان الامر مختلفا ومتعلقا بتيار يريد تمييز نفسه عن قيادته بتنظيم خارج اطار التنظيم فان الوقت ليس بعيدا لانهاء غموض المبادرة فأما ان يقوم اهل المبادرة باسدال الستار على اللعبة او اننا امام خطوات تمهد لاعلان انشقاق حاصل فعلا مهما حرص القائمون على المبادرة بالتمسك بدعاوى الانتساب للجماعة.
الرأي