بعد انجازاتهم الاقتصادية انتظروا نجاحاتهم السياسية
فهد الخيطان
11-12-2007 02:00 AM
خبراء الاقتصاد من الليبراليين الجدد يديرون دفة السياسة الخارجيةبحدود معرفتنا بمجموعات الليبراليين الجدد في الاردن, تتركز قدراتهم وخبراتهم لا بل وعبقريتهم في المجال الاقتصادي والتنموي وليس في المجال السياسي. فقد كانوا وما زالوا رواد البرامج الاقتصادية والتنموية ومحركي عجلة النمو الاقتصادي والاستثمارات ودعاة الانفتاح والخصخصة بلا حدود او قيود والداعمين لمشاريع الحكومة الالكترونية والحكومة الرشيقة وأعداء ألداء للقطاع العام البيروقراطي والمترهل. متخصصين ببرامج مكافحة الفقر والبطالة. وخبراء في ترجمة القوانين وجلب المنح الاجنبية وفي فك وتركيب الوزارات واستحداث المناصب الاستشارية. وكانوا وما زالوا لا يكترثون بالدستور وصلاحيات السلطات تنفيذية كانت أم تشريعية, يملون من اجتماعات مجلس الوزراء الطويلة, وهم الذين اقترحوا تقسيم السلطة التنفيذية الى عدة لجان لتسريع اتخاذ القرارات واحالة العطاءات وتنفيذ المشاريع الحيوية.
وعهدناهم خبراء في صفقات الخلوي المربحة وفتح الابواب امام الشباب الافذاذ والسكرتيرات المجّدات لتولي المناصب العليا, بصراحة لم نعهدهم يهتمون بالسياسة الداخلية او الخارجية. في مناسبة واحدة طالب احدهم بتحجيم المؤسسة الامنية والعسكرية لانها حجر عثرة على حد زعمه امام مشروع الاصلاح السياسي الذي كان يراد منه تكريس حقائق سياسية تودي بهوية الدولة ومستقبلها.
يبدو ان الاولويات تغيرت في هذه المرحلة فبعد ان انتهى الليبراليون الجدد من انجاز مهماتهم الداخلية بنجاح منقطع النظير بدليل انخفاض معدلات الفقر والبطالة وتجاوز الازمة الاقتصادية قرروا الانتقال الى الملف السياسي خاصة وان التحديات الخارجية في المرحلة المقبلة سيكون لها تداعيات مباشرة على الاردن واستحقاقات تتطلب ادارة "كفؤة ووطنية". وبما ان الليبراليين الجدد هم خبراء في كل شيء وفي كل زمان ومكان فمن الطبيعي ان يتولوا ادارة الملفات الخارجية خاصة وانهم بلا استثناء يتمتعون بعلاقات قوية وحميمة مع الامريكان والاسرائيليين ولهم حلفاء في دوائر السلطة الفلسطينية من رجال اعمال ناهيك عن خبرتهم في مجال القانون الدولي وصلاتهم الوثيقة مع البنك الدولي المرشح لتمويل برامج توطين اللاجئين ورعاية مشاريع التنمية الثلاثية في المنطقة.
الجيل السابق من خبراء السياسة الخارجية عطّل كل هذه المشاريع الريادية وافشل مشروع "الدولة الفلسطينية المؤقتة" ووقف حجر عثرة في طريق الكونفدرالية. من الآن وصاعدا ستلاحظون اداء مختلفا وكما عودنا الليبراليون الجدد فنحن على موعد مع نجاحات وانجازات لا يمكن تصورها.