عمون - وائل الجرايشة - في الوقت الذي فشلت فيه اربع كتل نيابية يوم الأربعاء بتحديد موقفها من رئيس الحكومة وانهار الائتلاف الرباعي الذي كان يجمعها ، بدأ يتعاظم طرح كتلة المستقبل النيابية الذي يجد آذاناً صاغية لدى كتل ونواب مستقلين وربما يستهوي أخرين من أعضاء كتل حددت موقفها من اسم الرئيس المرشح لقيادة الحكومة المقبلة.

"المستقبل" التي قلبت المشهد بعد أن تمسكت يوم الثلاثاء بموقفهما القاضي بتشكيل حكومة برلمانية من رحم مجلس النواب ، دفع بكتلة الوعد الحر بالعودة الى حنينها الأول ومقترحها الذي عرضته أمام رئيس الديوان الملكي والداعم لحكومة برلمانية خالصة قوامها أعضاء مجلس النواب رئيساً وفريقاً.

انهيار الإئتلاف القى بظلاله على المشهد البرلماني الذي بات أكثر غموضاً فيما يتعلق باختياراته لرئيس الحكومة المقبل بعد أن كانت الانتخابات الداخلية لكل كتلة من الائتلاف اظهرت ترشيح (3) شخصيات لرئاسة الوزارة المقبلة.

ورغم تخلي كتلتي (التجمع الديمقراطي) و (الوعد الحر) عن دعم ترشيح رئيس الهيئة المستقلة عبد الاله الخطيب ونائب رئيس الوزراء عوض خليفات الى موقع الرئاسة ، لا تزال كتلتا (وطن) و(الوسط الاسلامي) تدعمان ترشيح رئيس الوزراء الحالي عبد الله النسور والذي اصبح المرشح الوحيد المعلن من قبل (4) كتل نيابية .

فبالاضافة الى كتلتي (وطن) و (الوسط) هناك كتلتا (الوفاق ) و(الاتحاد الوطني) تدعمان ترشيح النسور ، وهو الأمر الذي قد يساعد نصف الإئتلاف السابق (وطن والوسط) إلى اعادة تموضعهما والتنسيق مع الكتلتين الاخريتين اللتين تتفقان مع طرحهما في اسم الرئيس.

عملياً فإن نتائج الانهيار الذي طاول الإئتلاف افضى الى استبعاد اسمين (الخطيب وخليفات) والابقاء على (النسور) ، وهنا لا يستبعد العضو البارز بكتلة وطن النيابية خالد البكار خلال حديثه لـ عمون التواصل مع الكتل النيابية للتوصل الى صيغة حول ترشيح رئيسٍ للحكومة مع تمسك كتلته والوسط بالنسور.

يعترف البكار بأن الخيارات اصبحت محدودة أمام النواب والسبب يعود كون أغلب الشخصيات العامة التي تم تأهيلها في السابق باتت متهمة أو جزء منها من "مرحلة فاسدة" - على حد وصفه - وضيق الخيارات المتاحة أمام النواب جعل نواباً يتبنون خيار الحكومة البرلمانية من مجلس النواب .

يضيف أن فكرة الحكومة البرلمانية تسعى اليها كتلته لكنها لا زالت مبكرة في ضوء عامل الوقت ونظام الكتل القائم في المجلس ويقول " لا يمكن أن تكون في يوم وليلة الحكومة البرلمانية" ، لذا ارتأينا أن تبقى الحكومة وتلتزم في برنامجها واذا تخلت عنه أو تلكأت في القيام بواجبها فيمكننا طرح القة بها طالما نملك الصلاحية الدستورية .

ويشير إلى أن كتلته متماسكة رغم انسحاب ثلاثة أعضاء منها - لم يصل قرارهم رسمياً الى المكتب الدائم للكتلة - ، وبيبين أن عامل الوقت يضغط عليهم حيث أن مهلة البيان الوزاري لتتلوه الحكومة أمام النواب قبل 10 الشهر المقبل ، اذا لم يتم اختيار رئيس جديد او حتى اعادة تكليف رسمي لتشكيل حكومة جديدة برئاسة النسور.

وكانت كتلة وطن تلقت ضربة يوم الثلاثاء بعد انتخابات اجرتها رشحت النسور ليقود الحكومة المقبلة ، حيث اعلن النواب محمد الظهراوي وقصي الدميسي ومحمد هديب انسحابهم من (وطن) بينما يسر آخرون لزملائهم نيتهم ترك الكتلة.

وينوه البكار إلى أن (وطن) تجري مشاوراتها مع كتل أخرى مثل (الاتحاد الوطني والوفاق) اللتين اعلنتا دعمها للنسور للتنسيق فيما بينها ، ويوضح " هنالك تواصل للخروج بتوليفة تحدد خياراتنا للرئاسة المقبلة للحكومة ".

ويبدو أن الصراع المقبل سينقسم الى كتل تدعم النسور وأخرى تميل بشكل واضح لخيار تشكيل حكومة برلمانية من مجلس النواب ، وسيحشد كل طرف لطرحه.

وبحسب المواقف المعلنة فإن الكتل (وطن والوسط والوفاق والاتحاد) التي تدعم النسور يصل عدد أعضائها الى (65) نائباً ، في حين يصل عدد أعضاء الكتل (المستقبل والوعد الحر) التي تدعم تشكيل حكومة من مجلس النواب (38) نائباً ، في حين يتشاور نواب لاستقطاب كتلة النهج الجديد التي تضم (8) اعضاء ليرتفع العدد الى (46) نائباً ان وافقت "النهج" على تأييد الفكرة.

ويقول النائب محمد القطاطشة عضو كتلة المستقبل أن هنالك تواصلاً لضم النواب الذين يؤيدون طرح تأليف حكومة من مجلس النواب (رئيساً واعضاء) ، ويبين أن الفكرة تلقى رواجاً في صفوف النواب من بينهم أعضاء في كتل أخرى اتخذت موقفاً بتسمية مرشحها للرئاسة.

ويتابع " سنحشد لهذا الموقف أكبر قدر ممكن من النواب لاقناعهم بحكومة من رحم مجلس النواب " ، مؤكداً على أن هذا الخيار هو الأفضل للخروج من دوامة الطريقة المتبعة في اختيار الرؤساء.

من جهته يشير النائب علي الخلايلة إلى أن الملك كان واضحاً في خطبة العرش وهو يلقي بمسؤولية اختيار تشكيل الحكومة على عاتق البرلمان والتي طالب خلالها أن تكون هنالك "حكومة ظل".

يتساءل الخلايلة وهو عضو كتلة المستقبل في معرض حديثه لـ عمون " لماذا يتخلى النواب عن مسؤولياتهم ويلجأوا الى النهج القديم في اختيار الأشخاص لرئاسة الحكومة ؟" ويبين "نريد التجديد فقط هذا ما نسعى إليه".

وينوه إلى أن عدداً من النواب المستقلين ومن بينهم اقطاب نيابية تدعم خيار تشكيل الحكومة من مجلس النواب ، معرباً عن تفائله بتعزيز مقترحهم داخل فكر مجلس النواب.

كتلة التجمع الديمقراطي عادت الاربعاء لتؤكد على أنها ترغب برئيس من خارج نادي رؤساء الحكومات السابقين ، واصبحت تركز على برنامج الحكومة المقبلة ومواصفاتها وفق ما يؤكد النائب يوسف القرنة رئيس كتلة التجمع الديمقراطي.

الكتلة ستبدأ في محاورة شخصيات وطنية حول رئاسة الحكومة ، وبحسب ما تحدث القرنة لـ عمون فإنها ستخصص برنامجاً لذلك اعتباراً من يوم الخميس ، مبدياً في ذات السياق امتعاضه من "حشر" النواب في زاوية معينة وتضييق الخيارات عليهم ويقول " لا سيف مسلطاً علينا للإستعجال فالموضوع ليس سهلاً".