يدفعك الشعور بالفخر أمام كوكبة من النشامى للتساؤل : أية صفات انسانية يتشربها أولئك البواسل.. وأية قيم نبيلة تحملها ضلوعهم التي غُرست أوتاداً لحماية الأوطان، وأي جمع متقن لحزمة خصال قيادية تتجذّر فيمن نذر روحه وجسده وشبابه لأجل التراب الطاهر.

أعجز وأنا أكتب عن عسكريين من الرجال الرجال.. فما الذي يقال أمام تضحيات يندر مثيلها، بينما حماة الديار يترجمون حب الأوطان بالفعل ويحملون رسالة عظيمة قدموا وما زالوا يقدمون لأجلها ثمناً كبيراً من أجل رفعة هذا الوطن، وراحة هذا الانسان.

يقيناً، لا يكفي أمام عظم عطائهم أن نقول شكراً أيها الأبطال من أفراد قواتنا المسلحة الأردنية وأجهزتنا الأمنية، والشكر موصول كذلك للجهة الخيّرة التي تجهد في السعي الانساني الدؤوب، الهيئة الخيرية الهاشمية للمصابين العسكريين، هذه التجربة الريادية ذات الرسالة النبيلة لتأمين حياة كريمة وتخفيف معاناة العسكريين المصابين، والارتقاء في تأهيلهم طبيا ومهنيا وأكاديميا ونفسيا وإعادة دمجهم في مجتمع يدين لهم طوال العمر، وليس أقل من محاولة تيسير ظروفهم وايصال الخدمة لهم ليستمروا في ابداعهم وانتاجيتهم، فمن يقدم حياته وشبابه في سبيل الغير لا يمكن أن يبقى أسير المساعدة ولا يعرف هناء العيش إلا بمزيد من التضحية، وعلينا جميعاً مؤسسات وأفرادا واجب ومسؤولية رد الجميل وتقديم الدعم كما يستحقه النشامى المصابون، والمساهمة يداً بيد لإعادة بعضٍ من الحياة الطبيعية لمن بذل من أجلنا صحته وجسده ومهنته بإيثار مذهل،وهذا فقط ردّ لجزء يسير من الديْن لهم في أعناقنا.

ذوو العطاء لا يتكررون .. ومنكم أيها الشرفاء ننهل معاني الرفعة وسموّ الواجب، بما قدمتموه في سبيل الله وفي سبيل الوطن وفي سبيل الانسان.فليحفظكم الله سنابل عطاء باذخ نفاخر العالم بشموخكم وتفانيكم الاستثنائي.

.. يا أوسمة الفخار والعزة هنيئا لكم مابذلتموه لوطن سيظل يباهي بكم الدنيا. (الرأي)