لا يسع المتمعن في ملف الإعانات الاجتماعية في الأردن إلا استحضار فقرة "هل تعلم؟" التي كانت تفاجئ الطلاب بمعلومات نادرة وغريبة عبر الإذاعة المدرسية.
ذلك أن تمحيص البيانات الرسمية والدولية حول هذا الملف يخرج بمفاجآت اكثر دهشة من تلك التي كانت ترتسم على وجوه الطلبة لسماعهم: "هل تعلم أن الوطواط من الثدييات؟ و هل تعلم أن الأسد لا يعيش في الغابة؟"
إعداد فقرة "هل تعلم؟" حول ملف المعونات الاجتماعية هو متن هذا المقال الذي يضع أمام القارئ المواطن والمسؤول، الغني و الفقير جملة من المعلومات المفاجئة لمن يهمه الأمر و"لا يعلم".
هل تعلم أن 15 بالمئة فقط من المعونات الاجتماعية تذهب إلى المستحقين من الفقراء؟ وهل تعلم أن غير المستحقين من الحاصلين على المعونة الاجتماعية هم من غير الفقراء المنتفعين من الفساد الإداري والمحسوبيات الرسمية؟
هل تعلم أن المعونة الاجتماعية لا تصل بالنتيجة إلا إلى 29 ألف فقير من اصل 750 ألف اردني يقبعون تحت خط الفقر في المملكة وبنسبة تقل عن 4% من إجمالي المستحقين؟
هل تعلم أن حجم المعونة الاجتماعية في الأردن اقل من أقرانه من دول المنطقة كمصر والجزائر إذا ما قيس إلى حجم موازنة الدولة وإلى حجم الاقتصاد؟
هل تعلم أن هذا الحجم المتواضع للمعونات الاجتماعية كان يتراجع من العام 2009 إلى العام 2012 كرقم مطلق وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي رغم الظروف الاقتصادية المتراجعة التي تسببت بازدياد معدلات البطالة وتفاقم نسب الفقر؟
هل تعلم أن مبلغ المعونات الاجتماعية رغم تواضعه قادر حسب الدراسات الدولية على إزالة الفقر المدقع بشتى أشكاله في المملكة، مع انه لم ينجح بذلك حتى الآن بسبب سوء التوزيع وهشاشة بيانات الفقر والفساد الحكومي بشقيه الإداري المالي؟
الغريب أن رئيس الوزراء ووزير المالية ينهمكان في شرح الوضع المتردي للموازنة من دون الالتفات جديا إلى ملف المساعدات الاجتماعية للأردنيين الفقراء ممن تتردى ظروفهم المعيشية وبما يفوق الظروف الصعبة التي تعانيها الموازنة.
أليس أغرب من ذلك أن يتوسع القطاع الخاص والبنوك في قطاع الخدمة الاجتماعية بينما تتراجع الحكومة في الملف نفسه؟
إعلان عام 2013 عاما للتنمية الاجتماعية هو المطلوب...
a.alzoubi@alarabalyawm.net
العرب اليوم