عمون -
على شفا الخط الاحمر لنتنياهو
(معاريف- عمير ربابورت:22/2)
(المضمون: من هذه النقطة فما بعد، لايران توجد القدرة العملية للوصول الى قنبلة في كل نقطة زمنية تجدها سليمة، وذلك لان تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري هو مسألة بضعة اسابيع فقط).
لو كانت ايران معنية بذلك لكانت تملك منذ الان كمية 250 كيلوغرام يورانيوم مخصب الى مستوى 20 في المائة فأكثر، اللازمة لانتاج عدة قنابل نووية اولى. فهذه هي الكمية التي ذكرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه الشهير في الامم المتحدة، كفارقة هامة في الطريق الى القنبلة. حقيقة أن ايران لا تحوز هذه الكمية من اليورانيوم المخصب تنبع حصريا من قرارها هي. فالتقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بان ايران بطأت بقدر ما وتيرة تخصيب اليورانيوم، بل فرزت جزءا من اليورانيوم الذي سبق أن خصبته (28 كيلوغرام لمزيد من الدقة) لقضبان الوقود، التي لا يمكن استخدامها لاغراض انتاج القنبلة النووية. ولكن هنا، الى هذا الحد او ذاك، تنتهي الانباء الطيبة في التقرير.
عند فحص التقرير بعمق، لا يمكن عدم الوصول الى الاستنتاج بان الحسم حول مسألة اذا كانت ايران ستصل الى قنبلة ذرية خاصة بها أم ان الولايات المتحدة واسرائيل ستمنعانها من ذلك، حتى من خلال الهجوم، هو قريب جدا. فالفترة الزمنية الحرجة ستكون بين الربيع والصيف.
عمليا، يفيد التقرير بان ايران اصبحت منذ الان "دولة حافة" نووية – بالضبط الوضع الذي حاولت اسرائيل منعه على مدى السنين. ايران لا تصل الى حافة 200 كيلوغرام يورانيوم مخصب فما فوق، فقط كي تمنع سببا فوريا لتشديد العقوبات الاقتصادية عليها بل وربما الهجوم. غير أنه من هذه النقطة فما بعد، لايران توجد القدرة العملية للوصول الى قنبلة في كل نقطة زمنية تجدها سليمة، وذلك لان تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري هو مسألة بضعة اسابيع فقط. الجزء الصعب من ناحية تكنولوجية هو تخصيب اليورانيوم من المستوى الذي يوجد فيه في الطبيعة (احاد قليلة في المائة) الى مستوى نحو 20 في المائة. وقد اجتازت ايران هذا العائق التكنولوجي منذ زمن بعيد.
الاجزاء المقلقة جدا في تقرير أمس تروي عن أن ايران تزودت بـ 180 جهاز طرد مركزي جديد، وتيرة تخصيب اليورانيوم فيها أعلى بثلاثة اضعاف من أجهزة الطرد المركزي القديم. فضلا عن ذلك فقد اشار مراقبو الامم المتحدة الى أنهم لم يتلقوا الاذن بالاقتراب من المنشأة العسكرية في برتشين، حيث يجرى اغلب الظن النشاط الذي يفترض به أن يجعل اليورانيوم المخصب سلاحا نوويا حقيقيا. واذا ربطنا بذلك حقيقة أن في الاسبوع الماضي فقط شارك علماء ايرانيون في التجربة النووية التي اجريت في كوريا الشمالية، فالاستنتاج هو أن ايران تندفع بكل القوة نحو القنبلة.
ما كانت الولايات المتحدة واسرائيل بحاجة الى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تعرفا وضع البرنامج النووي الايراني. فهو معروف جيدا لمحافل الاستخبارات الغربية. بعيون غربية، الزمن الناجع للهجوم الذي يعيق البرنامج النووي هو بين الربيع وشهر حزيران، حيث ستجرى انتخابات للرئاسة الايرانية.
يبدو أن ليس لاسرائيل خيار عسكري حقيقي لفرض اعاقة هامة للبرنامج. اذا كان هجوم، فانه سينفذ اغلب الظن من الولايات المتحدة التي تملك القاذفات الاستراتيجية والقنابل المخترقة للخنادق بنجاعة اكبر من القنابل التي لدى اسرائيل.
اذا هاجمت الولايات المتحدة، وهذا ليس مؤكدا على الاطلاق، فان اسرائيل ستتعرض لهجوم على جبهتها الداخلية وستنجر الى الحرب. واذا لم تهاجم الولايات المتحدة في الاشهر القريبة القادمة، فان ايران ستصل الى قنبلتها الاولى في غضون نحو سنة ونصف من اليوم.
شارون اخطأ – وكان محقا في نفس الوقت
(معاريف - أمنون لورد:22/2)
(المضمون: حقيقة أن شارون فهم على نحو سليم الى أن ستتدحرج الامور في الالم لا تعفيه من أحد الاخطاء الاستراتيجية والسياسية الكبرى في تاريخ الدولة. حرب لبنان الاولى، التي كانت ذروتها المذبحة في المخيمين، خلقت صدعا في الشعب وأصبحت خط فاصل في علاقة الاسرة الدولية باسرائيل).
قنبلة تقرير لجنة التحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا وضعت أمام حكومة بيغن في بداية شباط 1983. من الصعب التفكير في دراما أكبر من تلك التي بحث فيها الوزراء بكل تعقيدات التقرير ومعانيه، حين كان الشارع في الخارج يغلي وفي غضون البحث يصل التقرير عن قتيل وجرحى.
أحد نجوم البحث كان بلا شك الوزير يوسف بورغ الراحل، الذي تحدث في الايام التي سبقت البحث عن اجواء الانقلاب. وفي وسائل الاعلام فسروا ذلك كقول ضد وزير الدفاع اريئيل شارون. في احدى ذرى البحث قال د. بورغ ان ليس له حساب شخصي مع اريك شارون، ولكنه ادعى بانه "نشأت اجواء التزلف للشعب والانقلاب". ومن أقوال بورغ يمكن أن نفهم بان شارون بالذات، بتفسيره المبالغ فيه لاستنتاجات تقرير كهان، فهم الى اين تؤدي. بورغ يلمح بصعود النازية في ألمانيا، شارون يرى الاتهام بالجرائم ضد الانسانية. ليس واضحا من في خريف 1982 وفي شتاء 1983 خلق أجواء التزلف للشعب وغليان الشارع. هل كانت هذه حركة "السلام الان" هي التي خلقت وضعا يدور فيه البحث الجماهيري والبحث الحكومي في التقرير تحت ضغط لا يطاق تقريبا أو اجواء الرفض والانتفاضة التي بثها وزير الدفاع شارون؟
النهج المتفائل الساذج، الذي مال اليه الكثير من الاسرائيليين في ذات الوقت، عبر عنه الوزير دافيد ليفي: "بتشكيلها اللجنة أعطت الحكومة تعبيرا عن تصميمها وارادتها للوصول الى تقصي الحقيقة. وهكذا عبرت عن قوة وحصانة الديمقراطية الاسرائيلية... فصول كاملة اضيفت من أجل تحسين صورة دولة اسرائيل وطهارة سلاح الجيش الاسرائيلي".
البحث الذي دار في الحكومة حول قبول التوصيات، لماذا وكم، لم يعد مثيرا للاهتمام. ما هو مثير بالفعل للاهتمام هو رؤية الى اين تدحرجت رواية المذبحة في صبرا وشاتيلا في وعي العالم الذي تغذى بالدعاية الفلسطينية ومن محافل سياسية في الاسرة الدولية.
في هذه النقطة ينبغي القول ان اريئيل شارون كان محقا في تقديراته: "بالنسبة للاستنتاجات... يخيل لي الاخطر على اسرائيل والشعب اليهودي بأسره. في صفحة 73 تقول اللجنة ان بذلك تجد تعبيرها وتتلخص المسؤولية غير المباشرة لاسرائيل عما جرى في مخيمي اللاجئين... دولة اسرائيل (مسؤولية) وليس فقط حكومة اسرائيل او الجيش الاسرائيلي أو المتسلمين للمناصب". شارون يستخدم تعبير "ابادة شعب" ويدعي: "سيأتي محبي طالحنا وقد يدعون... بان ما نفذ في المخيمين هو ابادة شعب، حسب القانون الاسرائيلي...".
خبراء القانون في الحكومة وبالاساس وزير العدل موشيه نسيم والمستشار القانوني للحكومة اسحق زمير، حاولوا ايقاف شارون عند خطئه. وكانوا محقين. ولكن المذبحة التي ارتكبتها الكتائب في صبرا وشاتيلا تعتبر اليوم جزءا من الرواية الفلسطينية التي تتحدث عن قتل شعب وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ارتكبتها اسرائيل في لبنان. كل من كان على وجه الكرة الارضية بين العام 2000 وحتى "عمود السحاب" في تشرين الثاني 2012 يفهم بان من ناحية الاعلام العالمي والمنظمات الدولية المختلفة، كل رصاصة اطلقت من سلاح اسرائيلي باتت موضوعا للتحقيق سواء كانت هذه جريمة حرب أم لا.
من التقى بالنائب العسكري العام السابق افيحاي مندلبليت يشهد بان هذا النهج استوعب بقدر كبير من الجهاز القضائي الاسرائيلي، بما في ذلك الجهاز العسكري. من يقرأ التقرير نفسه يمكنه أن يتبين الى اي معمعان قضائي دخلنا منذ صياغته. وهذا تقرير متوازن وسوي العقل الشخصية الاساسية في صياغته كان الرئيس المتقاعد أهرون باراك. اللجنة تقبل كمعطى انه في وضع الحرب يصاب "شيوخ، نساء واطفال". ولكن حقيقة أن شارون فهم على نحو سليم الى أن ستتدحرج الامور في الالم لا تعفيه من أحد الاخطاء الاستراتيجية والسياسية الكبرى في تاريخ الدولة. حرب لبنان الاولى، التي كانت ذروتها المذبحة في المخيمين، خلقت صدعا في الشعب وأصبحت خط فاصل في علاقة الاسرة الدولية باسرائيل.
مؤامرات دولية
(يديعوت - ناحوم برنياع:22/2)
(المضمون: أظهرت قضية السجين إكس ان اجهزة الامن الاسرائيلية لا يوثق بها لأنها لا تقدم للجمهور إلا المعلومات الكاذبة. لماذا سيكون وزير الدفاع الامريكي الجديد تشاك هيغل ضعيفا عاجزا في رأي أليوت أبرامز الذي كان نائب رئيس مجلس الامن القومي في عهد بوش).
نُفذت واحدة من العمليات اللامعة في تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية في ايران في 1979 في بداية حكم نظام آيات الله. فقد احتل الايرانيون السفارة الامريكية واحتجزوا الدبلوماسيين رهائن. ونجحت قلة قليلة من ناس السفارة في ان تجد ملجأ في بيوت دبلوماسيين كنديين. وانشأت وكالة الاستخبارات المركزية لتخليصهم شركة انتاج وهمية كان يفترض ان تصور فيلما في ايران. ويعتمد على هذه القصة الحقيقية فيلم "آرغو"، الفيلم الممتاز لـ "بن أبالك". إن الفيلم عن صعود وسقوط المواطن الاسرائيلي الاسترالي بن زغيير يعد بألا يكون أقل منه اثارة وتوتيرا. والمشكلة هي النهاية الجيدة غير الموجودة. انها قصة بدأت بخطأ وانتهت بمأساة. وكان الخطأ قبول انسان لم توهب له المنعة النفسية الملائمة للعمل. وكانت المأساة انتحاره في السجن. ويجوز ان نُقدر ان زغيير قد سبب بموته من الضرر أكثر مما سبب في حياته.
إن قصص الاستخبارات هي سلعة ساخنة جدا في السوق. وقضية السجين إكس هي سلعة ملتهبة. ففيها مؤامرات دولية وامور غامضة وحياة وموت. وقد دخلت فيها أسماء جهتين تثير الحرب السرية بينهما فضولا ضخما في العالم وهما الموساد الاسرائيلي من جهة، وايران من جهة اخرى.
ان وسائل الاعلام ممثلة فعالة في هذه الدراما. واليكم حكاية صحفي استرالي اسمه جيسون كوتسوكيس تلقى مكالمة هاتفية من استراليا عرضت عليه ان يفحص عن طائفة من التفصيلات عن شركة اقتصادية دولية. وحاول ان يقاطع بين المعلومات ولم ينجح؛ وحكاية قناة تلفاز استرالية اسمها "إي.بي.سي" أنتجت فيلما وثائقيا عن زغيير. وكان هذا الفيلم قليل الحقائق، وبلغت الى صحفيين في اسرائيل اشاعات عن حياة السجين إكس وموته. وتمت بعض محاولات لتفحص الظروف اجتُثت وهي ما تزال في المهد. فقد طُبقت أوامر حظر نشر شاملة أجازتها رئيسة المحكمة العليا دوريت بينيش، وجاء التحول مساء بث الفيلم في التلفاز الاسترالي. وانهارت السدود حتى قبل ان يُفهم هنا مبلغ ضآلة الفيلم الذي بُث هناك. وانتبهت وسائل الاعلام الاجنبية على أثر وسائل الاعلام الاسرائيلية. وانتبه اعضاء برلمانات في كل دولة ذُكر اسمها على أثر وسائل الاعلام.
ان تمايز وسائل الاعلام في عصر الانترنت الى حد فقدان السيطرة عليها حقيقة معلومة. وكذلك الباعث التنافسي القوي في وسائل الاعلام الاسرائيلية حقيقة معلومة. وكانت محاولات من ناس في داخل الجهاز الحكومي لوقف الطوفان. ولقيت هذه المحاولات سورا عاليا من عدم الثقة وفاجأهم قدر عدم الثقة. لأنه يبدو أنهم لا يثقون بأحد لا بالساسة ولا برؤساء أذرع الامن ولا بقضاة المحكمة العليا.
ومن جملة ما لا يثقون به ان يكون شخص مثل زغيير قد انتحر حقا لأنه اذا مات فهي علامة على ان الموساد صفّاه. وحتى لو برهنوا لهم على أنه خنق نفسه بيديه فلن يقتنعوا حقا لأنه من المؤكد ان شخصا ما في الموساد قطّر له مخدرا جعله ينتحر أو حفز عنده افكارا انتحارية.
نال الجهاز الحكومي عدم الثقة به عن استحقاق. وناله بألف قضية وقضية قدم فيها للجمهور معلومات كاذبة. وناله بورطات جنائية. قد يكون رئيس هيئة الاركان هو الرجل الذي كلمته هي الكلمة الأقدس في المجتمع الاسرائيلي. وها هو ذا رئيس هيئة الاركان يتعلق فوقه الآن شبهة انه كان مشاركا في تزوير رسالة كانت مُعدة لاحباط تعيين وريثه. ومن الذي يتهم؟ وزير الدفاع. ومهما يكن الامر فانه لا يوجد هنا واقع يبني الثقة.
فقدت ثقتي بالجهاز حينما دُعيت الى الشهادة في محاكمة جنائية في محكمة في القدس. وكان المتهم قد صور وهو يضرب صحفيا ضربا شديدا. وكانت القاضية تميل الى العطف على المتهم فطلبت إلي أن أغير الحقائق بشهادتي كي أخفف حكمه ولم أصدق ما سمعته أذناي.
بعد ذلك تاب إلي صوابي. فالشك أمر سليم. وعدم الثقة أمر خطير لأنه يستدعي اسوأ شعور بالاضطهاد. فالذي لا يثق بأحد يفقد الوسيلة التي تُمكنه من الحكم على الواقع. وفي دولة كلها كذابون لا يتحمل أحد المسؤولية ولا يعاقب أحد. واقتنعت بصورة نهائية حينما طلب واحد من زملائي وهو صحفي موهوب ان تحقق النيابة العامة لماذا استقر رأي القضاة الكبار الثلاثة في محكمة لوائية على تبرئة متهم أراد تأثيمه. ألم يحصلوا على رشوة؟.
لم يعش زغيير في عزلة تامة فقد سجلت أكثر من خمسين زيارة له في ثلاثة اشهر. كان إكسا عند الجمهور العريض لا عند أبناء عائلته ولا عند محاميه ولا عند آخرين. وبرغم ذلك لا يضر ان نفحص عن امكانية تغيير الترتيبات المتعلقة بسجناء في عزلة؛ ويجب ان يُطبق القانون على السجانين الذين فشلوا؛ ويجب ان نفحص من جديد عن ترتيبات القبول والمتابعة في المنظمات الاستخبارية. ان العدو هو ايران مع كل ذلك برغم جميع الاسئلة وجميع الشكوك وبرغم عدم الثقة. واذا لم نعرف كيف نحاربها سرا فسنضطر الى محاربتها علنا وسيكون ثمن ذلك أبهظ كثيرا. وقد نسيت هذه الحقيقة على نحو ما من القلوب في الايام الاخيرة.
لا يكرهه
سيُعين في هذا الاسبوع السناتور السابق تشاك هيغل وزيرا للدفاع في ادارة اوباما الثانية. وقد تكلم هيغل في الماضي معترضا على جماعة الضغط الموالية لاسرائيل ومعترضا على عملية عسكرية امريكية في ايران. وقد تراجع عن هذه التصريحات في اثناء مساءلته في مجلس النواب الامريكي. إن ما هو أشد اقلاقا للاسرائيليين هو القطيعة الكاملة بينه وبينهم. فلا توجد ذكريات مشتركة ولا تعارف شخصي. وقد جاء اهود باراك في نهاية الاسبوع الماضي الى واشنطن كي يُثبت تفاهمات شفهية كانت له مع وزير الدفاع الماضي ليون بانيتا. ويحسن ان تعتمد اسرائيل على النظرية المكتوبة الى ان تصبح لها نظرية شفهية مع هيغل.
إن هيغل مقرب جدا من نائب الرئيس بايدن ومن وزير الخارجية كيري. وسيوكل الى هؤلاء الثلاثة تنفيذ سياسة اوباما الخارجية في الولاية الثانية سواء أكان ذلك حسنا أو سيئا. ويفضل هؤلاء الثلاثة الدبلوماسية على استعمال القوة والاعتراف بحدود الولايات المتحدة على التلويح بقوتها. وهذا هو التصور العام لاوباما ايضا.
كان أليوت أبرامز ابن الخامسة والستين أشد المعارضين لتعيين هيغل، وقد اتهم هيغل بمعاداة السامية وهي تهمة كبيرة جدا حينما تُقال في جدل عام في امريكا.
كان أبرامز نائب رئيس مجلس الامن القومي في عهد بوش. وكان مقربا جدا من حكومات اسرائيل وكان صديقا وشريكا. ونشر في المدة الاخيرة كتابا يلخص عمله في الادارة هو ("امتُحن في صهيون: ادارة بوش والصراع الاسرائيلي الفلسطيني"). وقد التقينا في نهاية الاسبوع الماضي في مقهى اسمه "بيس" على تل الكابيتول في واشنطن. وطلبت ان أعلم لماذا يكره هيغل فقال: "لست أكرهه، فأنا لا أعرفه شخصيا. لي اصدقاء يهود قالوا انهم يعرفونه منذ سنين ولم يسمعوه قط ينبس بملاحظة معادية للسامية. أعتقد ان كل من يرفض تنظيمات اليهود للتأثير في السياسة الامريكية مصاب بمعاداة السامية. هذا هو تعريفي.
"قال هيغل ذات مرة: لست سناتورا اسرائيليا أنا سناتور امريكي. والتزامي هو للولايات المتحدة. ولم تكن تلك زلة لسان".
قلت: في اسرائيل ايضا من يعتقدون ان جماعة الضغط اليهودية عدوانية جدا ولها أعداء ايضا في المجموع اليهودي في امريكا.
قال أبرامز: "ليس هذا هو الشيء نفسه".
"قال هيغل ايضا انه ليس من المقبول في العقل الهجوم على ايران. وهذه مقولة فظيعة لأن الاحتمال الوحيد لتراجع آيات الله عن المشروع الذري هو ان يخشوا هجوما امريكيا".
قلت: لكنك تعلم انه سيوافق عليه آخر الامر، فمجلس الشيوخ لا يتدخل في العادة في تعيينات الرئيس.
قال أبرامز: "اجل. أفترض انه سيوافق عليه آخر الامر. لكنه سيكون شديد الضعف باعتباره وزير دفاع. ان الصراع مع هيغل يعرض الحزب الجمهوري على انه حزب موال لاسرائيل جدا وهذا جيد. ويتبين للجميع ثانيا انه توجد هنا جماعة ضغط موالية لاسرائيل قوية تعتمد في أكثرها على المسيحيين. وليست هذه جماعة ضغط يهودية".
قلت: اختار اوباما هيغل لتقليص ميزانية الدفاع. فهل هو المرشح المناسب لهذه المهمة؟.
قال أبرامز: "لا. يُحتاج لتقليص ميزانية الدفاع الى وزير دفاع من الطراز الاول، الى واحد يُجله مجلس النواب. وقد كان هيغل بائسا في عرضه في المساءلة. ويعلم الآن كل عضو في مجلس النواب ان التعيين فاشل".