هذه قصص ادبيه وتاريخيه فيها عبره للصغار والكبار ولمن فاته ان يتذوق وهاهنا ثلاثة مواضيع ارجو ان تعجب القراء
دولة الراحل رئيس الوزراء الاسبق بهجت التلهوني و بيت الشعر (نبني كما كانت اوائلنا تبني )
فى يوم 11\1\1994 دعا منتدي الشباب العربي دولة الراحل بهجت التلهوني الى لقاء و حضر معه الاديب حسن الكرمي يومها ذكر الراحل بهجت بيت الشعر :
نبنى كما كانت اوائلنا تبنى ونفعل مثل مافعلوا
و سال بهجت يومها الاستاذ حسن الكرمي من القائل ولم يستطع الاستاذ حسن تحديد من القائل ولكنه قال ان الشاعر جاهلي و منذ ذلك اليوم تابعت هذا الموضوع حتى اعرف من قال هذا البيت سالت زميلين او ثلاثة فلم يعرفوا و بعد بحث شخصي في القراءة و جدت ما يلي:
اولا: ان القائل هو المتوكل الليثي (المتوكل بن عبدالله بن نهشل الليثي)كان على عهد معاوية ونزل فى الكوفة نسب الامدي اليه بيت الشعر :
لا تنه عن خلق و تاتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم
اذن فان الشاعر اموي كما يذكر الزركلي فى الاعلام عند الحديث عن هذا الشاعر .
ثانيا... و جدت فى كتاب ملوك العرب لامين الريحاني ان (السلطان الراحل عبد العزيز اهتم بهذه الابيات و ان الريحاني يقول انه قرأ للسلطان ما كتب فوق بابه .
لسنا و ان كرمت اوائلنا يوما على الاحساب نتكل
و يقول ان البيت للمتوكل الليثي و هو :
لسنا و ان أحسابنا كرمت يوما على الانساب نتكل
و ان البيت الثاني للشاعر المتوكل الليثي و هو :
نبني كما كانت اوائلنا تبنى و نفعل مثلما فعلوا
و يستمر الحديث الذي صب فى مضمون ان (نفعل فوق ما فعلوا ) يعني ان نزيد عليهم !!
ثالثا:لقد بدا لى ان دولة الراحل اعجب بمضمون هذا البيت كثيرا و انه كرره فى ذلك اليوم و كان حريصا ان يعرف من الذي قال هذا البيت و قد تبين كما ذكرت انه للمتوكل الليثي و تبين ان هذا البيت مع غيره من ابيات نسبت البه و ان الملوك اعجبت بهذه الابيات لدرجه ان البيت الاول كتب فوق الابواب و قد ذكر ( ابو تمام)البيت المذكور ايضا ان هذه البيات خلاصه لفكر و فلسفه حكم تركها السلف الصالح لنا و اصبحت اكثر شهرة من القائل ذلك ان (البيت ) كان معروفا اما القائل فقد صعب على الكثيرين ان يعرفوه و قد بذلت جهدا شخصيا فى القراءة حتى وصلت الى القائل المشار اليه انفا .
على ايه حال فقد و جدت ان هذا البيت كان يثير الجدل حول هل نقنع و نفعل مثلما فعلوا ام نزيد على ذلك فلقد ذكر دولة الراحل بهجت الشئ ذاته فوجدت ان بلاط الملوك شهد مثل تلك الافكار و ان الريحاني نفسه كان من الشهود على تلك الاحاديث و المقارنات
*المرأة في قصص ألف ليلة و ألف ليلة
تعريف بالكتاب و الدافع وراء قصص الكتاب :
يعتبر الكتاب أشهر كتاب قي كتب اللغة العربية و لا يعرف الأوربيون كتابا أكثر مما يعرفون عن هذا الكتاب و شخصياته الأسطورية حيث لا يعرف الأوربيون كتب عميد الأدب العربي و قبل فوز نجيب محفوظ بجاءزة نوبل فإن الأولربيين لم يعرفوا نجيب محفوظ.
بيد أن الأوربيين عرفوا كتاب ( ألف ليلة و ليلة) و ترجموا بعضا من قصصه و ترجموا الكتاب كامل .
تتلخص فكرة الكتاب بأن الملك ( شهريار) نقم على المرأة و أخذ يتزوج من الأبكار و يقتلهن بعد الليلة الأولى من الزواج حيث فرغت البلد من النساء ثم جاءت بنت الوزير شهرزاد كانت مثقفة فأخرجت أباها من الهم و الغم الذي يوافيه بالبحث عن بنات جدد للملك فعرضت على والدها أن تذهب للملك و تتزوجه ، و فعلا تم زواجها من الملك و بدأت شهرزاد مع الملك أول حكاية و هي حكاية التاجر مع العفريت . و شدت إنتباه الملك بأن تكمل القصة في اليوم التالي و سارت الأحداث على هذا النحو (شهرزاد) تروي القصص و بدأت بقصة التاجر مع العفريت ثم تتالت الحكايات و يلاحظ أن قصة التاجر مع العفريت ليست أول قصة في الكتاب إذ أن هناك قصة الملك نفسه شهريار و ما جرى له مع النساء . و تسير القصص على هذا النحو .
بدأت شهرزاد خطتها مع أختها ( دنيازاد) و بدأت شهرزاد و هي المثقفة و المطلعة على سير الأوليين و الملوك و أخبارهم برواية قصة التاجر و العفريت للملك و هي صراع بين جني و تاجر و تدخل ثلاثة شيوخ بحكمة أنقذوا فيها التاجر و بالرغم من ذلك فان القصة فيها خيانة زوجة .... و تتالت القصص و فيها عنصر التشويق الرهيب الذي جعل الملك ينتظر ألف ليلة و ليلة و ينسى الحقد على بنات حواء و لم يقتل شهرزاد لأن شهرزاد أجبرته على الإنتظار ثلاث سنوات و هو ينتظر بقية القصص .
و من أبرز القصص في الكتاب هي القصة الأولى التي اعتمدت عليها شهرزاد في التشويق و هي :
*قصة الحمال مع البنات :
توحي هذه القصة أنه لا يوجد تفريق في المجتمع و ان المجتمع لا يفرق بين حمال و وزير و أن الحمال يلتقي مع الخليفة هارون الرشيد في جلسة طرب و لهو .
و في قصة فرعية تظهر خيانة العبد ريحان الذي تسبب في قتل صبية ظلما مما يوحي أن الكتاب ساخط على العبيد لأبعد حد.
و يظهر التحامل على المرأة في قصة الحمال مع البنات و يظهر التحامل على كل من غدر حتى و لو كان رجلا و يبدو أن العجوز كانت هدفا في الهجوم أيضا بحيث يظهر ذلك واضحا في قصة الحمال مع البنات و في قصة مزين (حلاق) بغداد قصة رجل في منتهى اللؤم و السادية اذ يخدع شحاذا ضريرا و يصعد معه لأعلى غرفة في القصر ثم يعتذر له و يتركه ينزل لوحده و يقتفي أثره بعد أن ينزل و يقع عن السلم و يذهب لمكان العميان و يسرق أموالهم و يشتكوه للوالي و يتظاهر انع اعمى مثلهم و عندما يجلده الجلاد يفتح عينه و يتهم الأخرين بأنهم مبصرون و يفتك بهم الوالي .... الخ و هذه القصة تعكس لؤم الناس و غدرهم .ركز كتاب ألف ليلة و ليلة على عنصر التشويق القصصي كثيرا و كان الخيال فيه واسعا و أدخل الجن في علاقات مع البشر صراعية أو تعاونية .
غير أن الكتاب ظلم المرأة الشرقية و ظلم الخلفاء العباسيين و بخاصة هارون الرشيد .
و تأتي خطورة الكتاب من أنه أشهر كتب اللغة العربية و وقع بيد الأوربيين فتصوروا المجتمع العربي بصورة غير حقيقة و قد يأخذون فكرة عن تحلل و فساد في المجتمع العربي من واقع ما قرأوه من قصص
*إلى استاذي مع حبي ...
لقد لفت انتباهي الظاهرة الخطيرة التى اجتاحت مدارسنا و اصبح الاستاذ يتعرض للضرب من الطلاب . و لقد وقعت حوادث متتالية خلال الاشهر الماضية و ضرب المعلمين و المعلمات فى وسط المدارس .
ما هذا التردي و من المسؤول ولماذا آل الحال الحال بين طلابنا الى هذا المستوى المتدني من الاخلاقيات ؟!! هل هو ضعف في شخصية الاساتذة ام تمرد الطلاب ام ضعف فى القيم فى المجتمع بشكل عام ؟ ما السبب ؟!!
اتوقع ان هناك عدة اسباب يجمعها قاسم مشترك واحد هو ضغف القيم فالقيم ضعيفة جدا و الاطفال ايضا غير ملامين لضعف هذه القيم اذ لا توجد سياسة لتلقين اولئك الاطفال قيما صالحة مدروسة و المفروض ان تتظافر الجهود على هذا النحو :
اولا : جهود الاسرة و الاعلام الرسمي , من المفروض ان يتظافر الجهد بين الاسرة و الاعلام الرسمي لأن الاطفال يتلقون مصادر المعرفة من هذين المصدرين قبل المدرسة و من المفروض ان يكون جهد هذين المصدرين قويا . و استطيع ان احدد مسؤولية الاعلام الرسمي و التلفزيون بالذات في هذه المرحلة و المراحل اللاحقة . و يمكن ان يقدم التلفزيون برامج مدروسة و ان يصرف الجزء الاكبر من موازنته عليها بدلا من هذا الصرف على برامج تدمر قيم الاطفال و تشكل اسوأ مصادر المعرفة . و اشير الى برامج شاهدت جزءا منها اخيرا فلاحظت و للأسف انها منقولة عن برامج اجنبية و بطريقة سيئة و لهدف سئ .
فلو نظرنا لبرنامج العلم نورون لوجدنا ان هذا تقليد لمسرحية مدرسة المشاغبين و للأسف ايضا فان مدرسة المشاغبين هى تقليد لذلك الفيلم الهام (الى استاذي مع حبي ) و هو فيلم ذو مغزي انساني نبيل اذ يشير الى مشكلة التفرقة العنصرية و كيف واجه استاذ (اسود) مجموعة طلاب بيض و انتصر فى النهاية و كانت القصة رائعة اخراجا و تمثيلا و لقد حاول العرب تقليد ذلك على اسوا صورة فجاءت مدرسة المشاغبين ثم جئنا نحن (بالعلم نورن ) و زادت الكوارث التي عكست عمق ماساتنا الثقافية و غياب شخصية (البطل) الذي يجب ان ينصب جهدنا على تحفيز الجيل باطفاله على السعي الى تقليده و الاقتداء به .
ثانيا: جهود المدارس و هي جهود لاحقة لجهود الاسرة و جهود الاعلام الرسمي . علما ان جهود الاعلام الرسمي يجب ان تستمر و بالمناسبة فان الجهود الرسمية يجب ان لا تقتصر غلى التلفزيون و الاذاعة و انما يجب ان تتعداها الى وز ارات ثانية مثلا لماذا تركز وزارة الشباب على الرياضة فقط و هى بالمناسبة تركز على رياضة الكبار فقط و لماذا لا تتدخل وزارة الثقافة ايضا فهى ذات جهود غائبة و اتمنى ان ارى فى خطة مدروسة تركزعلى الأطفال الا يكون ذلك افضل بكثير من هذه النتائج ذات الدعاية السيئة لنا عن مبارياتنا كرة القدم خارج الأردن ؟ !!!