معركة هاتفيةهاني العزيزي
20-02-2007 02:00 AM
عادت بي الذاكرة وأنا أشهد سجالا أقرب ما يكون للعراك ، على ساحة وموقع " عمون " بين مؤيد ومعرض ، وبين كلمات رصينة وأخرى رخيصة ، وبين الاعتدال والمغالاة . أقول عادت بي الذاكرة إلى أواسط السبعينات من القرن الماضي ، حيث كان الحصول على خط هاتفي يتطلب سنوات من الانتظار ، أو واسطة ثقيلة العيار ، وتمكنت بعون الله وبدعم مالي من الوالد - رحمه الله وموتاكم أجمعين - من الحصول على خط هاتفي . وبعد بضعة أيام ، أمطرت السماء " زاعوقا من المطر " كان بما يكفي لحدوث تماسات هاتفية شديدة في تلك الأيام ، وبطريق الصدفة رفعت سماعة هاتفي لإجراء مكالمة ما ، وسمعت العجب قبل أن أدير قرص الهاتف ، فقد كانت الخطوط متشابكة ، اختلط الحابل فيها بالنابل ، وأصوات البعض من الناس تطلب من البعض الآخر إغلاق هواتفها لتتمكن من إجراء اتصالاتها ، ودون جدوى استمر الصراخ بالرجاء ، واختلط الجد بالمزاح ، واكتفيت بالسمع دون الكلام ، وسمعت أحدهم يقترح على آخر أن يدعي أن حالة طارئة لديه تتطلب اتصالا هاتفيا مستعجلا ، ويرجو من الأخوة الآخرين إغلاق خطوطهم . وفعلا بدأ عدد المتحدثين يقل تدريجيا استجابة لزعم صاحبنا ، إلى أن اقتصر الأمر على صاحبنا وصوت أنثوي يطلب منه إيضاح ماهية الحالة الطارئة لتخلي له الخط ، فأجابها برد فكاهي ، يبدو أنه نال استحسانها ، فكان أن ردت عليه بضحكة أنثوية ، لقيت منه الإعجاب ، مما يجعله يسمعها كلمات غزل ردت عليها بكلام لطيف ، أطاح باتزانه ، فأسمعها كلاما خرج به عن الوقار ، وتجاوز فيه الخطوط بكافة ألوانها ، فشتمته ، ورد الشتمية بأسوأ منها ، واستجابت بشتائم أخرى ، فقال لها بالحرف الواحد كما أذكر : " سكري خطك أحسن ما آجي أترفشك " !! لم أتمالك نفسي من الضحك ، وقبل أن ُيسمعاني فاصلا من سيل الشتائم المتبادل ، أغلقت سماعة هاتفي ، ولم أعد لرفعها إلا بعد التأكد من توقف المطر .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة