عملية تحسين التعليم عملية مستمرة لا تنتهي فعندما نتوقف نتأخر ونخسر، والنظام التعليمي يجب أن يواكب طموح الشباب ومتطلبات السوق.
هذه مداخلة ساهمت بها جلالة الملكة رانيا خلال مناقشات جلسة تشاورية حول التعليم في الاردن وربطه بسوق العمل، ضمن سلسلة المشاورات التي تعقدها منظمات الامم المتحدة .
للحقيقة كنا سجلنا بداية قوية في تطوير التعليم قبل أكثر من عشر سنوات عندما تم إدخال الحاسوب واللغة الإنجليزية كمتطلب أساسي , وكنا في الصدارة, حتى في ظل تبدل الاولويات أو إختلاطها, ولا زلنا رغم ما أصاب نظامنا التعليمي من تشوهات مهنية أو سلوكية ربما وضعت نقاطا سوداء في صفحة سوادها أبيض .
بينما نشاهد المبادرات الملكية في تطوير التعليم وقد أصبحت نماذج تمشي على الأرض , نتفائل بتحقق مباديء تكافؤ الفرص , لكننا نتذكر .. قبل أكثر من عشر سنوات عندما ووجهت خطوة الملك في إدخال مادتي الحاسوب واللغة الإنجليزية كمتطلب أساسي اعتبارا من الصفوف الأولى بالمدارس الحكومية ,بأداء متباينة بذات الحجج التي نراها تتكرر اليوم وهي الأولويات , هل من أولوية غير التعليم ؟. نقف اليوم بعد سنوات لنلاحظ الفرق ونلاحظ أننا بحاجة الى المزيد ونلاحظ أيضا كم هي الفرص الضائعة التي كان بالإمكان تحقيقها لوأننا بدأ قبل ذلك بعشرين عاما .
يعود الملك مجددا وقد لاحظ ما أصاب نظامنا التعليمي من صدع ليتخذ خطوة غاية في الأهمية , وهي اعادة النظر بالمكرمة , وغايته منحنا درسا في أليات تحقيق تكافؤ الفرص بين الطلبة، وحصولهم على فرص تعليمية متساوية , لكنها في ذات الوقت خطوة مهمة على طريق تحقيق ما يصبو اليه كل الأردنيين وهو العدالة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية , ولا تحتمل أي تفسير دون ذلك لأن نحو 73 % من قبولات الجامعات هي استثناءات وما تبقى من مقاعد لا تتجاوز 27 % كانت متروكة ليتنافس عليها أكثر من نصف الخريجين بينما يغطي التعليم الموازي كلف التعليم الجامعي التي لا تغطي الطالب ضمن القبول العادي سوى 27 % منه فقط.
لو أن إستفتاء موضوعيا تم , لحل إصلاح التعليم أولا وثانيا وثالثا وحتى عاشرا , لأن 70% من الأردنيين تقل أعمارهم عن 30 عاما، فيما يبلغ المتوسط العمري للسكان 20 عاما والحصول على تعليم جيد يتصدر أولوياتهم ويمكن تصور حجم الوضع الذي يصيب كثيرا من الاهالي اذ يحارون في مواجهة معادلة مقلوبة .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي