عمون - محمد الزيود - حظيت بتقدير أهلها وأبناء منطقتها وعشيرتها على مدار (15) عاما أمضتها في العمل الدؤوب في مجال العملين التطوعي والخيري وعضو مجلس بلدي بالتزكية ورئيسة جمعية الشريف ناصر بن جميل في منطقة البادية الجنوبية ، لهذا وصلت النائب شاهة أبو شوشة العمارين ابنة قرية «القريقرة» إلى قبة البرلمان.

وقالت العمارين المرأة الوحيدة والأولى المنقبة تحت القبة :»جئت إلى العبدلي لأنقل هموم أبناء باديتي الجنوبية للعاصمة عمان مصنع القرار السياسي والإقتصادي»، مؤكدة أنها وصلت لمجلس النواب بعد أن حملها أهلها وعشيرتها وأبناء البادية الجنوبية مسؤولية تعريف المسؤولين الحكوميين بهموم أبناء وبنات البادية الجنوبية.

وحول فكرة ترشحها لعضوية مجلس النواب قالت العمارين:»طلب مني أهلي وعشيرتي خوض الانتخابات واستجبت لرغبتهم، علما بأنني المرأة الأولى التي تخوض انتخابات مجلس النواب في البادية الجنوبية»، لافتة إلى أن ترشحها دفع بـ(5) سيدات أخريات للترشح لمنافستها.

وأشارت إلى أن النساء في البادية الجنوبية لم يفكرن سابقا بخوض الانتخابات في مجتمع محافظ كالمجتمع الذي أعيش فيه، خصوصا أن الانتخابات كانت حكرا على الرجال قبل أن يمنح جلالة الملك عبد الله الثاني الفرصة أمام المرأة للوصول لمجلس النواب عبر الكوتا.

وتأسف العمارين لإهمال الحكومات المتعاقبة لمنطقة البادية الجنوبية، مشيرة إلى أن جلالة الملك هو من عرف هموم البادية وأبنائها ووصل إلى قرى لم يسمع عنها بعض المسؤولين، إلا بعد زيارة جلالته لها.

وحول حملتها الاتخابية التي تقول النائب العمارين أنها كلفتها ما يزيد عن (25) ألف دينار بدعم من أهلها وعشيرتها، بينت أن حملتها الانتخابية مكلفة لأنها جابت مناطق وقرى البادية الجنوبية في المحافظات الأربعة التي يتواجد فيها أبناء عشائر دائرتها الانتخابية وهي محافظات العقبة، معان، الكرك والطفيلة، مشيرة إلى أنها تعيش في قرية القريقرة وأقاربها يعيشون أيضا في منطقة البيضا، العبدلية ودباغات الشوبك.
وأضافت أنها أقامت مقرا انتخابيا لغايات التواصل مع الناخبين في قرية القريقرة، مشيرة إلى أنها دقت أبواب الناخبين طالبة دعمهم ومؤازرتهم لها.

وردا على استفسار حول دور العمل التطوعي في تسهيل مهمتها، أوضحت العمارين أن عملها في العمل التطوعي لمدة تزيد عن (15) عاما فتح لها باب التواصل مع المواطنين بكافة فئاتهم العمريةـ إضافة إلى التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والمانحين للمشاريع في تلك المناطق، ما ساعدها في كسب تأييد ناخبين دائرتها.

وبخصوص ارتدائها النقاب ومدى تأثيره على حملتها الانتخابية قالت العمارين :»أرتدي النقاب منذ سنوات طويلة ولم يتأثر عملي بذلك أو أنه شكل لي عائقا في يوم من الأيام، حتى أنني كنت اتعامل في عملي مع أجانب من الدول المانحة للمشاريع»، مؤكدة أنها لم تنشر في حملتها الانتخابية، إلا اليافطات ولم تنشر صورا لها، إلا أنها اضطرت إلى خلع النقاب مرة واحدة في حياتها والتقاط صورة لها لتوضع على ورقة الإقتراع بحسب تعليمات الهيئة المستقلة للانتخاب.

وأضافت أن إصرار الهيئة المستقلة على وضع صورتها دون النقاب على ورقة الاقتراع سبب لها خسارة في الأصوات وتشويشا للناخبين الذين يعرفوها بالنقاب، علما بأنها حصلت على (1135) صوتا أرسلتها لقبة البرلمان.
وخلال الجلسة الحوارية مع العمارين رد زوجها عطا الله العمارين حول دعمه لها في الانتخابات في منطقة عشائرية محافظة فأجاب:»وقفت لجانبها بعد ان حثها أبناء وبنات العائلة والعشيرة في البداية على الترشح للانتخابات، لهذا كسرت زوجتي الحاجز الموجود والذي منع خوض المرأة للانتخابات في مناطق البادية الجنوبية لسنوات طويلة».

من جانبها علقت النائب العمارين على كلام زوجها بالقول:»لو لا موافقة زوجي لما خضت الانتخابات».
وبخصوص بعد المسافة بين العبدلي وقرية القريقرة والبالغة تقريبا (600) كيلومتر ذهابا وايابا قالت :»اقنعني اهلي وأبناء منطقتي للرحيل لمنطقة قريبة من عمان، لأتمكن من خدمتهم وتوفيرا للجهد والوقت، وخصصت يوما في الاسبوع للالتقاء بهم في منطقتي».
وحول أبرز هموم البادية الجنوبية التي تحملها العمارين وتنوي طرحها أمام المسؤولين بينت أن البادية الجنوبية يوجد فيها مدارس ومراكز صحية، إلا أن معظمها يفتقر للكثير من المستلزمات الضرورية، إضافة إلى طرح مسألة وجود شركات من القطاعين العام والخاص في منطقة البادية إلا أبناء المنطقة لا يستفيدون من وظائف وخير هذه الشركات.
وأشارت إلى ان معظم مطالب أبناء دائرتها خدمة، مضيفة أنه قليل ما كان يطلب منها الإهتمام بالتشريعات إلا أن كان أبرزها قانون الضمان الإجتماعي.
وتأمل العمارين أن يتولى عدد من أبناء دائرتها عددا من الوظائف العليا في الدولة، خصوصا أن بينهم نسبة متعلمين مرتفعة.
أما ما ستطرحه بخصوص هموم المرأة قالت :»المرأة في البادية الجنوبية لديها إقبال على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لهذا تحتاج لتمويل لدعم هذه المشاريع، التي تدر دخلا على أسرهن، ما يفتح فرص عمل جديدة لأبناء وبنات المنطقة».
وردا على استفسار حول رأيها بالحراك الشعبي أكدت انه لا يوجد حراك شعبي في البادية الجنوبية مشددة أنها مع الحراك السلمي الذي يطالب بالإصلاح، مستهجنة أن يقوم بعض ممن يدعون الإصلاح ويقومون بتخريب الممتلكات العامة والخاصة.
ولفتت إلى أبناء البادية الجنوبية يأملون أن يكون هناك ساحة للتعبير عن الرأي يطلق عليها ساحة «الهاشميين» حتى يتمكن من يريد التعبير عن رأيه بالحديث دون التأثير على مجريات الحياة الإقتصادية.
وتنوي العمارين دعوة الوزراء لزيارة مناطق البادية الجنوبية للتعرف على هموم أبنائها وقضاياهم مباشرة من المواطنين أنفسهم.
وحول العمل البرلماني داخل المجلس انضمت العمارين لكتلة الوعد الحر التي يرأسها النائب أمجد المجالي وقالت :»مأسسة الكتل النيابية أمر يقوي المجلس وعمله البرلماني».
وأضافت أن الكتل النيابية بالتزامن مع عمل اللجان الدائمة ستدفع بعمل برلماني حقيقي، وتطبيق حقيقي للرقابة والتشريع.
وتؤيد فكرة طرح أسماء ومواصفات لرئيس الحكومة المقبلة، خلال المشاورات التي يجريها النواب مع رئيس الديوان الملكي في قصر بسمان العامر.
وبخصوص طوحها في الفترة المقبلة قالت:» أطمح لخدمة وطني وأبناء دائرتي الانتخابية، إضافة إلى أنني أطمح لإكمال دراستي الجامعية، خصوصا أن أحمل شهادة الثانوية العمة فقط».
وتتمنى العمارين من الناخبين فتح المجال أمام النواب الجدد للتعرف على العمل البرلماني، إضافة إلى التعرف على كيفية التواصل مع المسؤولين لخدمة مناطقهم.

"الرأي"