ردا على خير الله خير الله ي مقاله المنشور في صحيفة الغد بتاريخ 18/202007بعنوان" جماهير وكوارث" يحاول كاتبه الاستمرار والتعنت وراء مذهبه الليبرالي الذي انسحب الكثيرون منه بعد فضيحة حقيقة الليبرالية الأمريكية بعد ديمقراطية أفغانستان والعراق وبعد أن صار معروفاً ما هي حقيقة تفكير المحافظين الجدد المختبئين وراء الليبرالية.مشكلة هذا الكاتب اللبناني القاطن في لندن أنه يصل بكتابته إلى حد الاستغفال لمن يقرأ مقالاته ،ولا يراعي عقلية القارئ فحتى حازم صايغة الذي يحمل فكرا شبيه يقل تطرفا عن خير الله الذي يتناسى دوما أي ذكر سيئ لأمريكا وحسناتها في الشرق الأوسط وكوارثها في المنطقة فيحمل الآخرين جرائم المعتدي وطبعا السيد خير الله والليبراليون العرب صاروا متأمركين أكثر من ملهمهم توماس فريدمان الذي قعر لهم العالم كما تشاء أمريكا.
خير الله خير الله يوجه كلاماته ولومه للشعب العربي لأنهم أحبوا أو بالأخرى بحثوا عن مسببي الكوارث وكأن الشعوب العربية المقهورة والمجبورة اختارت يوما من يحكمها! عبد الناصر وصدام مسببي كوارث العرب كما يدعي ! وهم رموز يبدوا من أن الشعوب بالغت في حبهم ؛ ولكن من تسبب في اعتداء على العرب عام 1967 عبد الناصر أم إسرائيل وهل اعتدى صدام على أمريكا التي لم تجد أي دليل واقعي لأسلحة دمار شامل قبل أن تدمر بلداً كان آمنا وتقتل منه 750 ألف وتسبب فيه حربا طائفية ؟ الغريب أن خير الله يحمل العرب مسؤولية النكسة 1948والنزحة1967 والاعتداء الصهيوني على للبنان، ويتهمنا من أننا لم نتعلم ولا أعرف ماذا يقصد بالتحديد هل لم نتعلم الركوع عند أقدام الأمريكان أم ماذا .. ولا أعرف أين تلك الفرص الضائعة و المهدورة التي أضاعها الفلسطينيون كما كتب خير الله فهل إسرائيل حققت وعود أوسلو وخارطة الطريق وطبقتها بحذافيرها أم دمرتها وبترت كل بنودها!!
المشكلة ربط خير الله كلام احمدي نجاد الذي في ساحة الواقع لا يقدم ولا يؤخر، باعتداءات الصهاينة على فلسطين ولبنان فهل كانت إسرائيل آمنة على جارتيها في عهد الإصلاحي خاتمي أم تم احتلال رام الله ومجازر غزة وجنوب لبنان قبل أن يكون نجاد حتى رئيس بلدية طهران؟
وقبل أن ينتقل خير الله إلى كلامه المكرر حول لبنان وفلسطين في كل مقال يكتبه في صحيفة الغد الذي تعتمده ككاتب رسمي يمر عابراً على أن العرب يبحثون عن أصحاب الكوارث ،قافزا عمن يضع ويعين أصحاب الكوارث وهي أمريكا وأن العرب يتحملون سياسية تغيير اللعبة حسب مزاج الأنظمة الأمريكية لتي دعمت نظام صدام ومن ثم أعطه الخط الأخضر عبر أولبرايت لاحتلال الكويت وبعد أن حاصرته لمدة ثلاثة عشر عاماً دمرته .
ومتجاهلا خير الله إلى أن أمريكا من سلمت العراق إلى السيطرة الإيرانية الخفية كما عبر عن عروبة العراق بكلمة "سابقا" وهي من تحارب مناطق السنة وتقصفهم بطائراتها بمعاونة الحكومة العراقية الموالية لإيران كل هذا لا ينتبه له كاتبنا الليبرالي فقد تكون أخبار وتحركات أمريكا مشفرة عنه.
الغريب في هذا الكاتب أنه يقف ضد حكومة حماس مع أنها شرعية ويعتبر المتمردين على أوامر وزير الداخلية السابق سعيد صيام هم على حق بعد أن يعطيهم خير الله الشرعية الكاملة بوصفهم منتمين إلى السلطة الفلسطينية والرئاسة طبعاً لأنهم يخالفون هوى توماس فريدمان الأب الروحي لليبراليين بعدد عزل ملهمهم رامسفيلد.
في المقابل يهاجم حزب الله والعماد ميشيل عون ويتهمهم بافتعال الفوضى (طبعا بعد تبرئة الصهانية من اعتدائها على لبنان وتحميل الذنب على حزب الله)لأنهم يطالبون بانتخابات مبكرة ويعترضون على الحكومة اللبنانية التي ترفض الرئيس لحود .
أي توزيع خير الله واضح أنه حسب التقسيم الأمريكي تماما ،فهو يستمر لاستغفالنا مقارنا طائفة الشيعة بسبعة عشر طائفة أخرى دون أن يذكر التقسيم العددي للسكان .
طبعا اتهامات خير الله لحزب الله بأنه صانع فتنة يعرف وهمها كل من سمع لخطابات ومطالبات حزب الله وسمع بالمقابل لمن طلب –جنبلاط- اغتيال بشار الأسد ولمن يحالفه وسيما سمير جعجع الداعي للفتنة اللبنانية وطبعا خير الله الذي يعترض على اعتصام الشوارع يعرف أن حكومة السنيورة خلفت حكومة عمر كرامي باعتصام الشوارع بعد فعلتها مرة أولى قبل عقد من الزمن .
طبعا لا بد في كل مقال يكتبه خير الله من الهجوم على سورية بداية من فرح أنطون إلى يومنا هذا محملا إياها كل مصائب العرب وفي هذا يقدم لنا الكاتب ما هي نوايا أخوتنا الليبراليون العرب الذين تاب معظمهم بعد غزو العراق وآخرين بعد استقالة رامسيفلد وما زال خير الله يناكف عنهم ويكرر كلامه المعاد في كل مقال .
Omar_shaheen78@yahoo.com