الفالنتاين ويوم المحاربين القدامى
د.بكر خازر المجالي
16-02-2013 06:41 AM
هذا الاسبوع احتفل من احتفل بعيد الفالنتاين ، الذي يمكن ان نطلق عليه اسم عيد الحب وضحك البنات على الشباب وضحك الشباب على البنات ،وعيد الشكليات ولا ننكر انه قد يكون مناسبة للتعبير الصادق وان كان الصادقون لا يحتاجون الى مناسبة للتعبير عن مشاعرهم.
وحين تقلب صفحات التواصل الاجتماعي وتقرأ في كل انواع الصحافة والاعلام نجد اصل هذا العيد وما مناسبته مع ذكر الاسماء والاماكن بالتفصيل ،ويكاد كل هذا الجيل يعرف هذه القصة ويعبر عنها باللون الاحمر في كل شيء في اللباس في الورد الاحمر ، ولكنهم ما عرفوا الشماغ الاحمر ،وما عرفوا لون دم الشهداء القاني في القدس وباب الواد والسموع والكرامة.....
في ذات المناسبة احتفلنا في الاردن بمناسبة وطنية وهي يوم المحاربين القدامى استذكارا لجهود الرجال الشهداء والراحلين منهم والاحياء في خدمتهم لهذا الوطن وقتالهم المشرف في كل ميادين القتال، فهم من كتب التاريخ العسكري ،وهم من صاغوا اغنيات مرحى لمدرعاتنا وجندي في الجيش الحربي وخسا يا بوقان وارم باسم الله الرمية ،ودمت يا شبل الحسين وجيشنا يا عربي وغيرها ،وهم اصحاب الارث المجيد مدعاة الفخار والاعتزاز الذين لا يكفيهم يوم بل لهم كل الايام والسنين الاردنية درسا ومحاضرة وكتابا وسفرا وبرنامجا ولقاء وموسوعة لان سيل البناء المعنوي والثقافي والتاريخي يجب ان لا يتوقف جريانه وهديره والا فان هناك من هو جاهز ليحل محله وتحويل مجراه ليصب في البحر الميت منتهزين توقف عجلة التاريخ بمساعدة من قد احتلوا وانغرسوا في بعض المكاتب والزوايا يمارسون دور الاقصاء والتفشيل والتسفيه وبما اتصفت به نفوسهم .
كان حفل المحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين في غاية التنظيم برعاية وتشريف جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية في قصر المؤتمرات، ولكن لم يعرف الحضور سبب اختيار هذا اليوم وما قصته التاريخية البطولية ، ولماذا كان تجاهل ذلك رغم ان ذكر السبب قد مر على استتحياء خلال فلم قصير بانه في هذا اليوم قد استبسلت كتيبة اردنية فقط ، لم نعرف من هي هذه الكتيبة ( وهي كتيبة الحسين الثانية ام الشهداء ) ولم نعرف ما هي البطولة التي قدمتها ( وهي المقاومة والاستبسال في يوم 15 شباط 1968 وتقديمها لشهداء سبعة على رأسهم قائدها الشهيد الرائد منصور كريشان في ذات اليوم ولحقهم اربعة في اليوم التالي من الجرحى ) ،
لماذا تم تجاهل ذلك وهو جزء من التاريخ المشرف ؟ ولم يذكر اي شيء حتى في الكلمات ولا في كتيب الاحتفال وبرنامجه ، ويستحق يوم 15 شباط 1968 ان نسميه الكرامة الصغرى خاصة ان يوم 21 آذار 1968 كان مقررا ان يكون يوم تأبين الشهداء السبعة وزملائهم . .
وبما انه لم يجر اي تكريم لاي محارب قديم او لاي متقاعد متميز فلماذا على الاقل لم يتم تكريم ذوي الشهداء في ذلك اليوم من 15 شباط ؟ وقد كان من بين الحضور ابن الشهيد منصور كريشان وهو العميد المتقاعد مازن وقد اخبرني عاتبا بامور معينة وملاحظات معينة؟ وأويده في ملاحظاته التي تركزت على ان الشخصنة والافق الضيق هي الاهم احيانا من قيمة التاريخ والمعنويات .
كل الشكر والتقدير على جهود مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ، املين ان يكون هذا الاحتفال باكورة الاهتمام في التاريخ العسكري للمحاربين القدامى وتاريخ الجيش العربي الاردني اضافة لجهود القوات المسلحة الاردنية التي تسير قدما باتجاه التوثيق الصحيح لتاريخ يحتاج الى مؤسسة قديرة تقوم بذلك.