كان يامكان في قديم الزمان شعب طيب يقطن في مدينة قديمة تقع على رؤوس الجبال. كان شعبا أمينا ومسالما يحب البساطة ويكره التصنع والتكلف، شعب مولع بمدينته ويرغب ببقائها نقية بعيدة عن الدخلاء أصحاب النوايا السيئة.كان هذا الشعب الطيب قانع في عيشه مؤمنا بربه وملتفا حول قائده.
في احد الأيام جاء شخص يدعى "سيبان" من بلاد بعيدة حيث العادات والتقاليد واللغة الغريبة، فتساءل هذا الشعب الطيب عن سبب وجود "سيبان" في مدينتهم وطبيعة مهمته
قرر "سيبان" الذي أراد أن يتقرب إلى هذا الشعب الطيب بطريقة أو بأخرى إقامة مهرجان كبير في ساحة المدينة ودعا الجميع إلى المشاركة في هذا الحفل.
حضر الشعب الطيب الحفل والحيرة والتساؤل على محياه، أمام الضجيج والألعاب النارية والبالونات الملونة التي خلقت في مدينتهم الهادئة صخبا لم يعتادوا عليه.
جلس الشعب الطيب على مقاعد وضعت في ساحة، وبدأ بمشاهدة لاعبين يقفزون على حبال عن ذات اليمين وذات اليسار يرافقهم شباب بارعون في قرع الطبول على الطريقة الغربية وبالتناغم مع خطوات الراقصين.
عند انتهاء الحفل، سأل "سيبان" الشعب الطيب: مار أيكم بهذا الاحتفال؟ وهل أعجبتكم موهبة الموسيقيين من أبناء مدينتكم؟ فهم نجوم صاعدة وعلى أتم الاستعداد لإحياء أفراحكم ومناسباتكم.
تشاور حكماء المدينة بلغة العيون، وأجابوا بلسان واحد: شكرا، نحن نفضل مدينتنا على حالها؛ هادئة، بسيطة وبعيدة عن كل تلك المظاهر وحمى الاحتفالات. أما أبناؤنا من الموسيقيين فنريدهم على نمط بلدتنا؛ يقرعون الطبول على أنغام أغانينا الشعبية لتظل مدينتنا محصنة آمنة نقية.