عمون - ماجد الدباس - "تعددت المعيقات والنجاح واحد" عبارة تلخص حال أوائل المملكة الذين حصلوا على نتائجهم الخميس بعد معاناة الانتظار والترقب، فمن "هّم" العائلات والدراسة الجامعية إلى معضلة الرسوب والاعادة نجح الاوائل وحققوا ما يريدون .

أوائل المملكة في جميع الفروع شرحوا لـ"عمون" طرق التفوق وأسبابه، المعضلات والمسببات، النجاح والفشل، المنغصات والمفرحات، كلها ثنائيات ذاقوها على مدار حياتهم الدراسية التي انتهت في حقبتها الأولى في سعي لإكمال مشوار التفوق في دراساتهم العليا.

*الفرع العلمي
لم تعق دراسة تخصص "الطب" في الجامعة الهاشمية الطالبة فرح مالك الرواحنة عن التفوق والحصول على المركز الاول على مستوى المملكة بمعدل 99، فبرغم الصعوبات والدراسة والامتحانات الجامعية تمكنت فرح من إعادة مستويي الرياضيات الثالث والرابع وتحصل على المعدل الذي أهلها لهذا المركز .

الرواحنة أوضحت في حديثها لـ"عمون" بأنها حصلت في الدورة الصيفية الماضية على معدل 96.8 ما اهلها لدراسة الطب على "نظام الموازي" رغم توفر مكرمة العسكريين لها، ولذلك سعت لرفع معدلها من خلال اعادة مادتي الرياضيات وهو ما نجحت وتفوقت به ، وعزت ذلك لجهود ذويها وصديقاتها الذين لم يبخلوا عليها بالنصح والمساعدة وتوفير المواد التي لم يكن وقتها يسعهفا لدراستها او حضور محاضراتها.

وبينت الرواحنة بان أصعب ما واجهها هو التوفيق بين الدراسة الجامعية والثانوية؛ لبعد جامعتها عن مكان سكنها في عمان ما كان يوجب عليها انهاء يومها الجامعي في وقت متاخر ثم العودة الى المنزل والنوم ثم الاستيقاظ للدراسة وكانت عملية متعبة.

*فرع الادارة المعلوماتية
ذات الحال جمع بين اول العلمي والمعلوماتية فيزن أبو صلاح الذي يدرس التمويل في الجامعة الاردنية حصل على معدل 96.7 بعد ان أعاد ثلاثة مواد كانت نتائجها بين الـ94 والـ96 ليتمكن من دراسة تخصص المحاسبة في ذات الجامعة .

وانتظام الدراسة هو الذي أسهم في تفوق أبو صلاح الذي سعى لتنظيم وقته ما ساعده على التفوق الذي تفاجئ به كما يتحدث، عازياً الفضل لذويه والمعلمين الذين قاموا بتدريسه ومساعدته فيما تحقق.

*الفرع الأدبي
وفي تجربة جديدة قدمت الحاصلة على المركز الأول على مستوى المملكة الطالبة سارة محمود نموذجاً في التفوق والمواضبة؛ فسارة لم تشحن نفسها بالشحنات المعيقة عن الدراسة، بل قدمت على دورتين في الصيفية الفائتة سبعة مواد وفي الدورة الشتوية السبعة الاخروات ما مكنها من الحصول على معدل 92.9 .

واعتبرت سارة التي تسكن محافظة مادبا الانجاز المتحقق بأنه غير متوقع، وردت على استفسارات "عمون" هل أنا من الأوائل؟ فكانت الاجابة بأنها هية الأولى على مستوى المملكة، وعندها وجهت كل التحية لذوويها الذين وفروا لها أسباب الراحة والهدوء الذي ساهم في نجاحها .

وأكدت بانها تريد دراسة اللغة الانجليزية في الجامعة لانه التخصص الذي تجد نفسها فيه، وبظل التطور فإن أي وظيفة تريدها تحتاج إلا التفوق باللغة الانجليزية .

*الفرع الشرعي
ابراهيم الرشدان ذو الأربعين عاماً هو من نال المركز الاول بمعدل 89.3 في الفرع الشرعي، وعند اتصال "عمون" به لم يتردد في القول بان العلم الشرعي هو المحرك الأساسي له رغم عمله في القطاع الحكومي وعدم قدرته على الدراسة سوى في أخر شهر ونصف ولمدة لم تتجاوز الت4-5 ساعات يومياً .

ويتابع الرشدان الذي يعيل امرأة وطفلتين بأن زوجته هي صاحبة الفضل إلى جانب أبويه، وستكون الشريعة هي مقصده العلمي القادم في الجامعة، ناصحاً الجميع بالجد والاجتهاد وعدم اليأس في حالة الفشل فـ"لكل جواد كبوة" .

*فرع الاقتصاد المنزلي
التوجيهي الفلسطيني الذي تحصلت عليه مريم حامد لم يكن كافياً عندها لمواصلة التفوق كما تقول، فهي تريد المنافسة على القبول الموحد بالأردن ولذلك تقدمت للتوجيهي الأردني وكان لها التفوق والحصول على معدل 95.6 على رأس تخصصها في الترتيب.

وتلفت حامد والدة ثلاثة اطفال أن تنظيم الوقت والدراسة بعد صلاة الفجر حتى خروج الأولاد للمدارس هو من أهلها للتفوق، الى جانب دعم الزوج الذي نجح في التوجيهي العام الفائت وهو الان يدرس في احدى كليات المجتمع .

وتفاجئت حامد من قرار وزارة التعلم العالي بمنع دارسي تخصصها من دراسة التخصصات الإنسانية لانها تطمح لدراسة اللغة الإنجليزية؛ ولذلك تسعى الان لدراسة احدى تخصص في العلوم .

*الفرع الصناعي
كثرة الدراسة هي محرك خالد عباس الذي يقطن في الاغوار الشمالية للنجاح والتفوق ، حيث حقق معدل مرتفع وصل لـ96.9 يؤهله لدراسة تحصص الهندسة الذي يحلم به .

وأوضح عباس بأنه قدم مواد على فصلين 7 في دورة و7 في اخرى، وعليه فإن الطموح الانساني لا يتوقف وفقاً لقوله .

*الفرع الزراعي
المحاولات المتكررة للنجاح في الفرع العلمي بتخصص الرياضيات لم يكن مانعا لوعد الهياجنة من التقدم بل والتفوق، ففشلها بالرياضيات كان سبيلها لتغيير تخصصها بدعم الأهل ولتتمكن من النجاح والتفوق .

وقالت الهياجنة أن أهلها قدموا الدعم والنصح لها وأكثر ما أثر فيها حديث ذويها عن "غيروا العتبات ترزقون" وهي رزقت بهذا النجاح الكبير بالحصول على معدل 85.8 وحشدت لأجل الحصول عليه طاقتها "غير الكبيرة" لان الملل تسرب الى نفسها ولولاه لارتفع المعدل لاكثر من ذلك .

*فرع التعليم الصحي
أهدي هذا الانجاز لروح والدي الذي توفي منذ عامين ذلك قول العجلونية فداء الرشايدة التي حصلت على معدل 91.5 في المرتبة الاولى على مستوى المملكة ، فظروفها هي ساهمت في تقدمها وإن درست على "الخاصة"، طامحة بدراسة التمريض .

وكان لأهلها دور الأسد في التقدم والتفوق فبرغم توتر الاجواء "التوجيهية" إلا أن الاهل كانوا يؤكدون عليها بأن "كل شيء مقدر ومكتوب" والدراسة والمواظبة والمتابعة اول باول هو سر النجاح، مشددة على جميع الطلاب القادمين بأن يقسموا أوقاتهم ليظفروا بالنجاح .