نتنياهو يترنح أمام أوباما .. العبرة في التنفيذ
اسعد العزوني
14-02-2013 03:54 PM
ليس مبالغة القول ان هذه السنة كبيسة بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي نتنياهو، وأولى علاماتها عدم فوز تحالفه مع حارس البارات السابق /وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان ،فوزا يؤهله لتشكيل حكومة يمينية يكون القرار فيها له ، ولا يضطر لمشاركة آخرين ليسوا من خندقه ،مع ان الأمر في إسرائيل في هذه القضية لا يختلف عليه سويان وهو أن الجميع ينتمون للفكر اليميني ،وإن تميز هذا بدرجة أو درجتين لا تريا بالعين المجردة عن الآخر، ومبدأ الجميع :كلنا في إسرائيل يمين متطرف.
أما العلامة الفارقة الثانية على أن سنة نتنياهو الحالية هي كبيسة ،فهي سقوط مرشح الجمهوريين الأمريكيين في إنتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية اليميني ميت رومني ،وفوز المرشح الديمقراطي الرئيس باراك حسين اوباما لولاية ثانية ،ومعروف أن أوباما ونتنياهو على خلاف، وأن الثاني أهان الأول كثيرا حتى في عقر داره ،إذ وجه له الكونغرس دعوة لإلقاء كلمة صفقوا له فيها وقوفا 33 مرة ،علما أن الكونغرس لم يتشاور مع الرئيس أوباما حول دعوة نتنياهو.
ومعروف أن الرئيس الأمريكي في ولايته الثانية يكون أكثر تحررا من ضغوط اللوبيات اليهودية وأداتها الكونغرس ،وهذا ما يشعر به الرئيس أوباما،الذي أعلن انه سيزور فلسطين والأردن في شهر نيسان المقبل وسيدعو إلى تحريك المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية المتوقفة بسبب إستمرار الإستيطان الإسرائيلي.
وجاءت العلامة الثالثة على سوء حظ نتنياهو هذا العام هي إستياء المتشددين المتدينين من زوجته سارة ، التي ظهرت في حفل أداء اليمين في الكنيست بفستان شفاف من الدانتيل الأسود الذي أظهر بعضا من معالم جسمها،وإتهموها بأنها غير ملتزمة بالشريعة اليهودية التي تنص عليها التوراة ،وأنها بدت ليبرالية ،وتقلد زوجة الرئيس الأمريكي أوباما التي ظهرت هي الأخرى بفستان مشابه في حفل اداء زوجها لليمين ،وأنا شخصيا أميل إلى هذا الإعتقاد ،وأن ذلك جاء بالإتفاق مع زوجها ليكون الموضوع برمته مادة للحديث بين السيدتين إبان زيارة أوباما المقبلة.
نتنياهو يعلم جيدا وضع الرئيس الأمريكي في الولاية الثانية ،ولذلك فكر ثم دبر ،وخرج بنتيجة مفادها أن السير عكس التيار الأمريكي في ولاية الرئيس الثانية لن يأتي بفائدة،لكنه مع هذا التفكير والتدبير بيت أمرا وهو أن العبرة في التنفيذ،وهذا يعني انه سيستمع إلى أوباما وسيهز له رأسه مبديا إعجابه بما يقول وموافقا عليه ،بل وسيذهب بعيدا حد الثناء على قول ومواقف الرئيس ،حتى تزول الغمة .
هذا ما فعله نتنياهو الذي سيشكل حكومة تضم عناصر وسطا على رأسهم الحوراء تسيبي ليفني التواقة لفتح الخطوط مع الإدارة الأمريكية وآخرين طبعا.
أول مظهر من مظاهر ترنح نتنياهو المفتعل امام أوباما هو تصريحاته الأخيرة التي قال فيها أن هناك إمكانية فعلا لتنشيط العملية التفاوضية بين إسرائيل والفلسطينيين ،وزاد من ترنحه المفتعل أنه سيرسل مستشاره إسحق مولخو إلى واشنطن للتباحث مع الإدارة الأمريكية حول كيفية تنشيط هذا الملف الراكد وهذا يعني انه إستبق زيارة أوباما إلى المنطقة بالتاكيد أن أمريكا هي شريكة إسرائيل في هذا المجال.
ما أود قوله هو أن نتنياهو قام بحركات ترنح فعلا أمام الرئيس اوباما على طريقة العلاج بالتخدير، لكن لسان حاله سيقول للضيف الأمريكي أن العبرة في التنفيذ ،بمعنى أن نتيناهو حتى لو لم يكن قويا بما فيه الكفاية فإنه سيعطي من القول معسوله، لكنه لن ينفذ شيئا وهذا هو ديدن المسؤولين الإسرائيليين منذ تأسيس إسرائيل حتى يومنا هذا.