مجرد زوبعة في فنجان الخشمان ؟!
ممدوح ابودلهوم
13-02-2013 07:37 PM
دعونا، ابتداء، نلتقط هذه اللحظة التاريخية من عمر دولتنا الأردنية الأبية ، وقبل أن تسيطر ديباجة التقديم على دارة التفاصيل بقضّها المرتجى وقضيضها المطلوب!، نعترف بأن حفلات الشواء/ حفلات الباربيكيو الخلاسية المغناجة، على كل سيرة بهية ومسيرة نقية لصقور البلاد من الرجال الرجال في أكارم الأردنيين، لم تتوقف ولن تنثني عن فعلها اللاأردني الأثيم ..
لا بل هي سادرة في غيها الفرعوني اللئيم (مش لاقية حدا يلمها)، فنحن معاشر الأردنيين نشامى ونشميات بإزاء ذلك كله، وهو بالمناسبة كثير كما المتربصين داخلياً وخارجياً بهذا الحمى الأشم، متكاثرُ - يا لوجع الدنيا الأردنية-كما الفساد والمفسدين (اللي يكاكو عنا ويبيضوا عند الجيران)، صامتون لا نريم حتى لكأن الطيور قد عشعشت على رؤوسنا المستكينة المستكينة ، و التي كانت ذات ماض نشموي - معاذ الله أن نعترف بأنه قد ولى - مرفوعة شامخةً لا تنحني إلا لله سبحانه..
فكيف يا أهل المقولة العزموية إياها (المنية ولا الدنية)، إذا كانت هذه الطير هي بُغاث الطير وقد استنسرت علينا في معمورتنا الأبية، وحائرون كعادتنا تاريخياً بإزاء هؤلاء الخارجين على الاصطفاف الباسل بين تهلكتين: الأولى خجل المضيف من تطاول الضيف (اللي مد ايده بالخرج)، والثانية صبر الكريم على أذى اللئيم!
مستمرة هي أجل حفلات شواء صقور الوطن (اللي ما يعرف الصقر يشويه)، منذ (صاحب الحلم: الاتحاد الوطني) وأعني المغفور له (دولة الشهيد وصفي التل) طيب الله ثراه، وحتى زمن (محقق الحلم: حزب الاتحاد) سعادة (النائب الكابتن محمد الخشمان)، ويبدو للأسف الغرناطي القديم إياه أنها لن تتوقف ، إلا بهبةٍ حزبيةٍ نشموية عنوانها العريض هو شعارها المقدس ( الله / الوطن / الملك ) ، هبةً أجل لمّا يزل جلالة سيدنا يدعو لها صبحةًً وعشيةًً وفي الأذكار ، كي يبقى أردن الهواشم العظيم غانماً سالماً من أذى هؤلاء المتربصين، وهي صيحة هاشمية مشرفة يحتشد لأجل تمام تلبيتها شرفاء البلاد ومثالهم هنا اليوم النائب الخشمان ..
ما الجريمة التي اقترفها ابن الأردن البار محمد الخشمان كي يُقَّد قميصه الوطني النظيف من دُبُرٍ في هدئة من زمانه الباسل ؟!
أَما وقد إنقشعت الغُمّة بفضل تجليّات اللمّة، وأعني اللمّة الجمعيّة لحرائر وأحرار الأردنيين من جميع أصقاع المعمورة الأردنية المحفوظة، الذين التفوا حول رمزهم الوطني المرشح النائب محمد الخشمان، فإنّ السؤال العريض الذي يجب طرحه كي لا يبقى معلقاً برسم الهواء المزرنخ، والذي لا بد وأن يلد أسئلة في غاية الوجاهة كثيرة إن نعدها لا نحصيها، وهو سؤال ليس من دروس ما جرى للوجيه الخشمان السكوت عليه، لا بل يصبح عدم طرحه بالتالي والآن تحديدأً شكلاً من أشكال عدم المكاشفة حتى لا نقول دفن الرؤوس في الرمال ، أما السؤال فهو من ذا الذي لا يريد للتجربة الحزبية الوسطية الأردنية ، أن تصل إلى البرلمان حيث صناعة القرار التشريعي في البلاد ؟!
أعلم أن القضية ما زالت منظورة أمام القضاء الذي أجزم حد اليقين بأنه عادلٌ ونزيه، تماماً مثلما أحيطُ بتعليمات دائرة المطبوعات والنشر والتي تنصُ في واحدة منها على منع أي مقالٍ صحفي يتناول أي قضيةِ منظورةٍ أمام المحاكم..
غير أني هنا أدلو بدلوي ليس ككاتبٍ صحفي بل كمواطنٍ أردني أولاً، وثانياً كصاحب رأي منصفٍ وثالثاً كحزبيٍّ يفخرُ بما وصل إليه الأردن، من نجاحٍ وتألق على الصعيد السياسيّ من بابه الحزبيّ بعد فراغٍ لسنين عدداً، من هنا فمن الطبيعي أن يرعبني بل ويذبحني من الوريد إلى الوريد النيل من رمزٍ حزبيٍّ، في قيمة وقامة ومقام محمد الخشمان رئيس حزب الاتحاد الوطني الأردني، باحتشاداته الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالتالي الإنسانية المشهودة في الأردنيين..
وبذات الحكم وشهادتي مجروحة تقطر دماً وطنياً باسلاً، يوجعني أيضاً حتى النخاع فشل تجربةٍ حزبيةٍ عفيةٍ نقية باسلةٍ نشموية، شهد بمسارها الناهض البعيد قبل القريب، وأنا أشير هنا إلى تجليات المرتقى الصعب لحزب الاتحاد ، والتي جمع الرئيس الخشمان لبهاءات فوزها العظيم وقتاً وجهداً وكدحاً ومَضاءاً ومن ماله الخاص الذي جمعه بعرق السنين، الذي لم يجنه فيما قد يتوهم هؤلاء بنوم الضحى أو بنجاسة اليد فساداً وإفساداً من قوت المواطنين، فهو يعلم كما نعلم جميعاً أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، كي يبذل هذا المال الحلال في نهاية المطاف في سبيل تحقيق شعار حزب الإتحاد الأنبل (الله/الوطن/الملك)..
لماذا يضع هؤلاء الكهفيون الذين من أسف يَرون ولا يُرون ، عصيّ الكيد العتموية في دواليب نهوض الخشمان الوطنية ؟!
لماذا ينقضون بليلٍ ما ينسجه محمد الخشمان بنهار ؟!
لماذا لا يريدون للكابتن الخشمان أن يكدح وعلى الصعد كافة كي يبقى الأردن مليحاً كوجه مليكه المستبشر دوماً بغدنا الأكرم ؟!
هل جريمة الخشمان في كتابهم اللعين أنه المحسن الذي لا تدري يساره عما قدمت يمينه ؟!
هل جريمته وهو ابن السلط البار درة البلقاء الأبية ، أنه تبرع لأبناء العمومة وأبناء الخئولة بل أبناؤه في نادي السلط الرياضي ، كي يحفزهم على المزيد من النشاط البدني والتألق الرياضي محققاً نظرية أن العقل السليم في الجسم السليم ؟!
أولم يروا إليه ، وهو الذي لم يفرق في إحسانه بين بقعة وبقعة في طول البلاد وعرضها ، في البوادي والأرياف والمركز والأطراف حتى المخيمات والأكتاف ، يمد يد العون لكل المحتاجين ويقدم الدعم المادي والمعنوي إلى النوادي والجمعيات والمراكز بتلاوين أهدافها ومختلف توجهاتها ، لا بل وصلت يده الطولى إلى غربي النهر إلى الأشقاء في فلسطين ، فاصطحب أطفال غزة هاشم من المعاقين والمصابين ،على متن طائرة من طائرات شركته (الأردنية للطيران) إلى الخارج على نفقته الخاصة ، ثم يعود بهم وقد أشرف بنفسه على وضع أطراف صناعية لهم هناك ويعيدهم إلى أهلهم سالمين معافين ؟!
أذيع، يا أهلُ ، وفي هذا المقام تحديداً ، سراً أجزم حد اليقين بأن احتفاظي به - وبخاصة بإزاء ما يجري - لوناً من ألوان الحرام ، وهو أنني وقبيل انتخابات الأمانة العامة في حزب الاتحاد الوطني بيومين ، أخذت نموذج الترشيح ووضعته في دوسية من دوسيات الأردنية للطيران على مكتب أحد الزملاء في مقر الحزب، وحين عدت للبيت وقبل أن أبدء بتعبئة استمارة الترشيح ، وجدت في جيب الدوسية ورقات ثلاثاً مطوية ، فتحتها فضولاً كي أجد مئات من أسماء المحتاجين و الجمعيات والمراكز ، وقد وضع إلى جانب كل اسم أو جمعية المعونة والدعم المخصصين لكل منهم، وبالمناسبة هاتفت الزميل المحترم بأني وجدت هذه الورقات وأنها في أيد أمينة وأعدتها صبيحة اليوم التالي ..
وبعد .. فما سقته آنفاً هو غيض من فيض لم تنصفه هذه الإطالة القسرية ، حسبي أختم بأن ما حدث هو مجرد فرية استوت فيما أجزم زوبعة في فنجان النائب االخشمان ، فقد قال سبحانه في محكم تنزيله ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ، وإني على ثقة أولاً بقضائنا النزيه العادل الذي سيبدي صبحه خيط الخشمان الأبيض من خيط الكائدين الأسود ، وثانياً بأن أحداً من غيارى الأردنيين والأردنيات من الطرة شمالاً حتى الدرة جنوباً ، لم ولن يصدقوا أن نائبهم نائب هذا الحمى الأشم يمكن أن يقوم بذلك ، لا بل وقفوا صفاً واحداً مؤمنين ببراءة نائبهم الخشمان ورادين على هذه الفرية مرددين قوله سبحانه (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم و .. الله و من ثم الوطن /الملك و الملك/الوطن مقصدي ..
Abudalhoum_m@yahoo.com