قبل ايام استضافتني اذاعة الجامعه الاردنيه في برنامج رحلتي معها يعني رحلتي مع الجامعه الاردنيه ومع العلم . وكان بودي ان يكون العنوان رحلتي معاهن مع الجامعات ولي علاقات مع جامعات عديده مثل :اليرموك وناغويا في اليابان ووارسو وجاجلينيان (بولندا) وجامعة ولاية بنسلفانيا (الولايات المتحده)والقاهره واكسفورد(بريطانيا) وكويتا (الباكستان) ونيويورك وهذه الرحله الطويله التي بدأت من الاردنيه يوم كنت طالبا فيها و استمرت مدرسا وباحثا وجارا قريبا اذ لايبعد بيتي عن مكتبي الا حوالي كيلو متر واحد .هذه الايام سوف ابذأ اجازه تفرغ علمي وهذه الاجازه هي اجازة رقم 4 اذا حصلت على اجازتين من اليرموك واجازتين من الاردنيه وقد انتجت في الاجازه الاولى كتاب ثورة الكرك 1910 (العلاقات العربيه العثمانيه )وتكرمت دار رم للدراسات وطبعته وحققت كتابا رائعا اسمه تحفة الوزراء للثعالبي وتكرمت دار البشير وطبعته و قد تم اعداد مادة هذه الكتب في مكتبة الجامعه الاردنيه كنت امكث كثيرا في المكتبة وفي الاجازة الثانيه ذهبت لاكسفورد وقرأت 16 صندوقا من اوراق كلوب باشا وقضيت اشهرا وانا أقرأهذه الاوراق والتي اسفرت لاحقا عن كتابة كتاب لورد الصحراء الذي اعتبره واحدا من اهم ماكتبت وقد نال الكتاب بعض الاهتمام الدولي اذ قام احد اساتذة الجامعات في اليابان بترجمه جزءا لليابانيه ونشر الجزء الاول مع تعليق في دورية يابانيه هامه وارسل لي منها عدة نسخ وعلى المستوى المحلي فقد طبع هذا الكتاب الاخ نذير رشيد ودفع 3000 دينارا و قمت انا بدوري بدفع 1500 دبنارا لمن ترجم الكتاب للانجليزيه وهو الاخ صادق عوده والكتاب يغتبر في نظري احسن ماكتبت وباعتراف من قرأه يعتبر من ضمن احسن ماكتب بقلم اردني في تاريخ الاردن وهو ملئء بالوثائق الهامه جدا واتمنى من كل من حصل على الكتاب ان يقرأه وليحكم بنفسه على مقدار الجهد المبذول في الكتاب ومازال جهدي مستمرا اذ ابحث ولم اجد ناشرا للنسخه الانجليزيه.
وفي اجازة التفرغ الثانيه عملت اكثر من كتاب ومنها كتاب عن البيانات الوزاريه وطبعته امانة عمان وفي اجازة التفرغ الثالثه اكملت كتاب لورد الصحراء وكتبت كتابا عن الجيش . كان بامكاني ان اكتب اكثر ولكن لاتتوفر المساعدات والرعايه للباحثين والاهتمام برجال الصحافه في الاردن اكثر من الاهتمام بالعلماء وهذا مؤلم جدا واؤكد بعد التجربه ان الدعم الذي حصلت عليه من خارج الجامعات اكثر من داخلها وعلى سبيل المثال اغدق علي استاذي العزيز مدير التربيه والتعليم والثقافه العسكرية اللواء عبد المجيد مهدي النسعه بتقديم اجواء علميه وخصص لي مكتبا وكنت احضر من جامعة اليرموك الى المديريه ونبدأ العمل وفي خمسة اعوام اتنتجنا الكتب التاليه :
- دبلوماسية الصحراء (عن التعليم في المدارس الرحاله في الباديه)
-الثوره العربيه الكبرى قصائد واناشيد
-تاريخ الجيش العربي في عهد الاماره
-من ماثر الملك عبد الله بن الحسين
-الحسين بن علي مبادئ ومواقف
وبعدها اكملت مديرية التوجيه المعنوي الرساله وانتجنا بدعم المديريه الكتب التاليه
- الثوره العربيه الكبرى الجانب الفكري
-في وداع الشهيد
-الجنديه في خدمة السلام
- تاريخ ونشأة وتطور القوات المسلحه الاردنيه
وقد دعم رئيس الاركان عبد الحافظ باشا الكعابنه الكتابين الاخيرين دعماقويا ووفر لي جميع مااحتاج وكان بمعيته رجال على نفس هذا النهج وهم اللواء قاسم محمد صالح والعميد عدنان عبيدات وهذا يكون مجموع مادعم الجيش 9 كتب وفي القطاع الخاص دعمت دار البشير نشر تسعة كتب برحابة صدر واسعة وكان رضوان دعبول مميزا في دعم كل ماكتبت وكان اكثر كرما في شراء كل النسخ دفعة واحده وهي تجربه لاتتكرر ابد وللعلم رضوان دعبول سوري الجنسيه وقد غادرنا وبالنسبة افتقدته فقد كان نعم المعين ا وهناك مساهمات لوزارة الثقافه اذ دعمت نشر 3 كتب ودعمت امانة عمان كتابين و
اما بالنسبة للكتابه في الصحف فقد بدأت الكتابه بعد لقاء مع المرحوم جمعه حماد وكتبت في الرأي ثم الدستور في عهد الاخ(محمود الشريف) ثم الشعب في عهد الاخ (هاشم خريسات ) ثم الاسواق في عهد الاخ (مصطفى ابولبده) ثم الرأي(في عهدالاخ جورج حواتمه) ثم الغد (في عهد جورج حواتمه ايضا) وبعدها كتبت لاذاعة عمان في عهد هاشم خريسات ثم اذاعة الامن العام في وقت لاحق ولمدة عامين ا في عهد عصام العمري ويلاحظ القراء ان الكتابة والنشر ترتبط بالعلاقة مع الاشخاص وليس الموءسسات ,والان اكتب في عمون مع اسرتها وعلى رأسها الاخ سمير الحياري وفي خارج الاردن لي نشاط في مجلات علميه وبالنسبة للعلاقات الشخصيه فقد وفرت لي الصحفيه البريطانيه فاليري يورك ان اكتب في الصحيفه التي تعمل بها وكان الحديث بحضور الاخ مريود التل رحمه الله ولكني كنت مشغولا ولم اتابع معها كنت منصرفا للساحة الداخلية وركزت على الاردن كثيرا واعطيت الكثير والحمد لله جاء التقدير من جلالة الملك عبد الله الثاني اذ قلدني بيديه الكريمتين وسام الاستقلال وفي الوسام اشارة لدوري في اثراء الحركة الثقافيه واخلاصي واخلاقي وهي في نظري رسالة لكل من نتعامل معهم بأن يكونوا على دين ملوكهم في تقدير العاملين ولكن الرسائل لايتم استقبالها جيد في المكان الذي نعمل فيه او نتعامل معه ومثلا اذكر انه بعد ان تم منحي الوسام طلبت اجازة تفرغ من الجامعه الاردنيه وكنت منقولا اليها من اليرموك وفي هذه الحاله لابد ان اطلب تثبيت وقدمت طلبا ودون ان اعلم دار شيء ليس لصالحي في الخفاء اذ ان مجلس الكلية وقبل ذاك كولسة القسم اللذان لم يوافقا على التثبيت وهذا يجعلك في مهب الريح ولكن رئيس الجامعه الدكتور عبد الله الموسى ومجلس العمداء لم يوفقوا على القرار المزاجي وبالنسبه لي كنت يومها غارقا في العمل ولم اعرف عن كل ماجرى شيئا والحمد لله الذي يدافع عن المؤمنين وبصراحه كان ايمانا قويا ان الله موجود وان الانسان لايستطيع احد ان يؤذيه اذا كان مع الله . ولذلك انصرفت للعمل والكتابه والتركيز على الاردن وبالرغم انني لم اغادر الاردن بعد ان التحقت بالجامعات فانني غادرت لليابان في سفره طويله ويومها بكت ابنتي حنين بكاء مرا وهذا اليوم من اصعب ايام حياتي واضطررت ان استعين بابن اخي احمد حتى يخفف عن حنين باصطحابها بمشوار ولما عدت وسافرت الى اكسفورد فان ابتي رزان توسلت ان لااغادر فقمت بتسجيل قصصا لها على المسجل حتى تسمعها في غيابي ودارت الايام وسافرت حنين واسيل وكان اصعب سفر يوم سافرت اسيل كان ذلك اليوم اصعب الايام على اسيل وعلينا . على العموم بالنسبة لي كنت اعوض البنات بعد السفر بهدايا كثيره اذا سافرت وبشكل عام لم اعد اسافر وفي خيالي ابيات الشاعر الجاهلي حطان بن المعلى:
أنزلنــي الدهرُ على حُكْمِـه مــن شامخٍ عالٍ إلى خـَفْضِ
وغــالني الدهرُ بوَفْرِ الغِنى فليــس لي مالٌ سوى عِرْضي
أبــكانيَ الدهرُ، ويا رُبَّمـا أضحــكني الدهرُ بما يُرْضـي
لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـبِ القَطـا رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلى بـعضِ
لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ
وإنـمـــا أولادُنــــا بيننــــــا أكــــبادُنـا تمـشـي علـى الأرضِ
لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم لامتنـــعتْ عيـني من الغَمْـــضِ