دائرة الافتاء : الاسراف في الماء حرام
12-02-2013 09:23 PM
عمون - أفتت دائرة الافتاء العام بحرمة الاسراف في الماء، وقد جعل الله تعالى الماء قوام الحياة لكل الكائنات في الأرض، فلا يعيش بدونه إنسان ولا حيوان ولا نبات، بدونه وهو أكثر النعم انتشاراً على سطح الأرض.
وقالت الدائرة في البيان الصحفي الذي أصدرته اليوم الثلاثاء وتلقت وكالة الانباء الاردنية(بترا) نسخة منه الى قوله تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" (30 الأنبياء)،ومن هنا فقد حث الإسلام على الحفاظ على الماء وتخزينه وحسن استغلاله وحرم هدره وإفساده والتفريط فيه، لأنه نعمة كبرى تتوقف الحياة عليه في كل صورها وأشكالها، وهذه النعمة العظيمة إن حافظنا عليها حسب التوجيهات الدينية الكريمة دامت وسعدنا بها، كما أنها تزول وتفقد بهدرها والإسراف في استعمالها.
ودعا الى وجوب أن نحافظ على الماء وصيانته من كل ما يفسده أو يضيعه، والمحافظة عليه بتجميعه في سدود واسعة وأماكن معدة لذلك، وحفظه في خزانات محكمة وآبار طاهرة، ولا نفرط في أي نقطة من هذا الماء المبارك الذي أنزله الله تعالى نعمة لنا .
وتابع البيان "ولأهمية هذه المادة المهمة في الحياة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في استعمالها، ولو كان للعبادة كالوضوء أو الغسل، فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على سعدٍ وهو يتوضأ، ورآه عليه الصلاة والسلام قد أسرف في الوضوء، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما هذا السَّرَف؟ فقال: يا رسول الله، أفي الوضوء إسراف؟ فقال: نعم، ولو كنت على نهر جارٍ)، رواه ابن ماجه".
وقال "لهذا حدد الفقهاء مقدار الحاجة لغسل العضو -والحاجة الشرعية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال-فإن زاد عن الحاجة فهو إسراف، والإسراف في الماء إذا كان مملوكاً للشخص نفسه فهو مكروه، وأما إذا كان مملوكاً للاخرين ولم يعلم رضاه بالإسراف أو كان موقوفاً كما هو الحال في أماكن الوضوء الموجودة في المساجد، فإن الإسراف في الماء عندئذ محرم عند جميع الفقهاء، لأنه مال موقوف لا يجوز أن يستخدم إلا بقدر الحاجة".
وأضاف "ولأهمية الماء في الإسلام، فقد حدّد النبيّ صلى الله عليه وسلم الكمية التي ينبغي للمسلم أن يتوضأ ويغتسل بها، ففي الحديث الصحيح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم "كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد"، والصاع يساوي (75ر2لتر ماء)، والمد يساوي (687 ملليلتر ماء)" لافتا إلى أن هذا بيان لأقل ما يمكن به أداء العبادة عادة، وليس تقديراً لازماً.
وزاد "ونحن في الأردن من الدول الفقيرة بالماء، بل من أشدها فقراً، لذا يتأكد علينا المحافظة على الماء، وذلك بعدم الإسراف به، والقيام على صيانة السدود وشبكات المياه والمحافظة على مياه الأمطار من الهدر والضياع بغير فائدة، وشكر نعمة الله تعالى بحفظها والاستفادة منها على الوجه الأكمل".
--(بترا)