حاولت عشرات المرات أن تدخل الخيط بالابرة ولكن محاولاتها باءت بالفشل , إستجارت بابناءها الخمس الجالسين حولها إلا أن الأول لم يستطيع فأيديه ترتجف ولم يتمالك أن يركز طرف الخيط بالأبرة فأخذها الثاني بعد أن مل من المحاولات السابقة لكن سوء النظر أفقده الدقة والصواب هو الآخر فأنتقلت إلى الثالت والرابع والخامس والأبرة " تلف " على الجميع دون أن يفلحوا في " لضمها " فعلى ما يبدو ان علة الإرتجاف وسوء التركيز والنظر مستأصلة جينيا في العائلة في النهاية كانت الام تبكي حال أولادها " وتلطم " على خديها ....قائلة " إذا ابرة مش عارفين تلضموها .....كيف بيوتكم راح تفتحوها " ....!!!!!
تذكرت قصة هذه العائلة المكلومة بسوء " اللضم " وانا أتابع المشاورات التي ستدور حول تشكيل الحكومة مع المجلس النيابي السابع عشر في ظل اوضاع مثقلة بمعاناة البطالة والفقر وارتفاع الأسعار والمديونية المرتفعة والتي تتصاعد كل عام بشكل لا يوجد فيها متنفس ولو بمقدار ثقب أبرة والحسرة والاحباط يتملكني عن الآلية التي ستسفر عنها هذه المشاورات في تشكيل الحكومة ، فكلنا يعلم الثقل العشائري الموجود في هذا المجلس والذي يجمع في اعضاءه أكثر من نائب من عشيرة واحدة وحتى أشقاء من اسرة واحدة الأمر الذي سينعكس دون أدنى شك على تشكيلها وظروفها فهل سنشهد من يساوم بثقته من السادة النواب الأفاضل على الخيار إما " قرابتي " وإلا حجبت " الثقة " ؟!
وإذا كان ما سبق هو السيناريو الذي سيعتمده اعضاء المجلس في تشكيل الحكومة القادمة فأقرأوا علينا " السلام " لتكون الواسطة والمحسوبية قد مرت بشكل تشريعي ودستوري مقنن " واسطة نيابية " ولتنعكس هذه " الواسطة" إذا تمت على كل أشكال جهازنا الحكومي فوزير " القرابة " بلا أدنى شك سيكون مطية في يد صانعيه أما بتعيين باقي أفراد العشيرة أو الأسرة الكريمة أو بالمشاريع الخدمية والنفعية التي سينالها بالطبع " أولي القربى " الأمر الذي يعني أن كل مشاكلنا الاقتصادية والإجتماعية والتي شكلت وما زالت شقا أو مزعا في حياة المواطنين لن يتم حياكتها بأبرة وطنية فالشق أو " المزع " سيبقى مشرعا لأننا ما زلنا نعاني من سوء " اللضم " ...!!!!
إن قانون الإنتخاب الحالي الذي وصفه جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش بانه غير مثالي يتطلب من المجلس الحالي أن يشرع في تغييره نحو الأفضل بشكل توافقي بين كل مكونات المجتمع ليكون هو المنظومة الأساسية التي نقدم من خلالها نحو كل أشكال الإصلاح ومنها فرز مجلس نيابي وطني قادر على تشكيل الحكومات الكفوءة في المستقبل ، أما إذا استمر بشكله الحالي فهذا وبكل تجرد وشفافية يعني بأنه سيكون عبئا على الوطن والمواطنين .....عندها – لا قدر الله – فاننا " سنلطم " على حالنا السيء القادم وسينطبق علينا المثل القائل " بدل ما يكحلها عورها " ...أتمنى أن يجيد المجلس النيابي السابع عشر " لضم " ابرتنا القادمة لحياكة الانشقاقات التي مرت في حياتنا ,...فالوطن لا يستحق مزيدا منها ...!!!!!