لماذا يحارب الأخوان وثيقة زمزم ؟ .. *أ.د محمد وليد العبادي
12-02-2013 08:23 PM
تحاول قيادة الأخوان المسلمون جاهدة منذ اطلاق وثيقة زمزم التصدي لها ومحاربتها بل اجهاضها ومحاكمة رموزها .
وأتساءل لماذا هذا الهجوم ؟
هل لأن متزعمي وثيقة زمزم أكّدوا انها مبادرة اجتماعية لإيجاد تيار اسلامي عريض يضم بين صفوفه اخواناً وغير اخوان ؟
هل لأن هذه الوثيقة أتت في الوقت المناسب والحرج والذي اجتاحت وتجتاح بعض دولنا العربية ثورات تؤكد على المطالبة بالديمقراطية والحرية .. بينما تمارس أنظمتها الحاكمة شرعية الدم بدلاً من شرعية الحوار وترسيخ الديمقراطية لشعوبها .
فهذه الوثيقة كما يقول متزعمها الدكتور رحيل الغرايبة بأنها (جزء لا يتجزأ من العمل الشعبي والحراك الوطني الإصلاحي الراشد الذي يهدف إلى تحقيق الإصلاح الشامل بطرق حضارية سلمية وعلنية بعيداً عن العنف والتطرف والتعصب الديني أو المذهبي أو الإقليمي) .
هل يأتي هجوم قيادة الأخوان على الوثيقة لأنها تؤكد (أن الأخوان المسلمون أهملوا الشأن الداخلي واهتموا بقضايا أخرى على حساب القضايا الداخلية، وإن بعض قيادات جماعة الأخوان يستثمرون بالقضية الفلسطينية ويتاجرون بها على حساب المشروع الوطني، وأن حماس ما زالت تتدخل بالشأن الأخواني، كما أن هذه القيادات تستخدم المال السياسي لإقصاء الآخرين من كوادر الحركة كالفصل والتهميش والذين لا يُشكّوا بوطنيتهم وولائهم للأردن ومحاولتهم التأكيد على قضايا وطنهم الداخلية وهموم شعبهم بعيداً عن أجندة الأخوان الخارجية.
وأقول عندما يدعو أصحاب وثيقة زمزم إلى الابتعاد عن لغة التكفير والتخوين والتجريح في الخطاب العام وتبنّي الخطاب العقلاني الإيجابي .. فهم يهدفون إلى تبنّي مشروع وطني ديمقراطي .
ونعتقد أن أصحاب هذا التيار (زمزم) سيصبح عمّا قريب تيَاراً شعبياً واسعاً يضم معظم الاتجاهات الأردنية المثقّفة على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها لرسم سياسات جديدة لبلدهم وترسيخ مستقبله من خلال تأسيس وبناء الأردن من جديد على أساس مشاركة ساسية واسعة تضم كافة التيَارات والاتجاهات.
وخلاصة القول فأرى أن وثيقة زمزم تعتبر بداية مشروع وطن أتت من أبناء الوطن.
*عميد كلية القانون/ جامعة ال البيت