لغة الموسيقى 5 مصر أمنا
نعم مصر أم الدنيا..
سأتحدث هنا عن ذهبية الموسيقى التصويرية في مهرجان القاهرة للإعلام العربي الثالث عشر
أنصفت مصر مشروع طارق الناصر الإبداعي المجدد للتأليف والتوزيع الموسيقى وجاء في خبر على موقع
www.egynews.net
(أما الجائزة الذهبية فاستحقها طارق الناصر كأحسن موسيقى تصويرية عن موسيقى مسلسل الملك فاروق ومسلسل رسائل الحب والحرب).. هل جاءت المناسبة لتؤكد رأي الأستاذ محمد نوح الموسيقار العربي المصري قبل عشر سنوات.. يوم جاءتني صديقتي الفنانة والمخرجة المسرحية سمر دودين والفرح يكلل جبينها: كنت أتمنى لو سمعت ما قاله بالأمس محمد نوح عن طارق أثناء مناقشة الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان وقد كان يرأس لجنة التحكيم يومها، خلال مناقشة موسيقى الأعمال المشاركة، ند عن بعض الأعضاء ما معناه أن الأردن غير متطور على المستوى الموسيقى.. فما كان من الأستاذ المعلم محمد نوح أن قال : أنتم في الأردن لديكم موزارت العرب طارق الناصر وتقولون أن ليس في الأردن موسيقيين؟ أنا موسيقي وابني موسيقي نال أعلى الشهادات في الموسيقى ومع ذلك فقد أذهلنا طارق أثناء تسجيله موسيقاه في الاستديو عندي في مصر لمهرجان كأس الخليج في سلطنة عمان عام 1995 وكتبت عنه رغم أني لم أسمع عمله الموسيقي في نهاية رجل شجاع..
وبعد
الشام بلدنا مثلما الأردن إنما هناك عتب كبير مني أنا شخصيا عليها .. إذ لم يحدث أن كتبت أو استضافت شامنا طارق على صفحات صحفها أو تلفازها وقد كنت أسمع نشيج قلبه ولم يمض على وفاة جدته (أمي) سنة وهو يعمل في موسيقى مسلسل "آخر أيام التوت" إنتاج أردني بفضاءات شامية إذ كان يرى في هالة شوكت يومها طيف جدته التركية ذات الثقافة الشامية..كما موسق عدد كبير من الأعمال السورية مثل نهاية رجل شجاع والجوارح والكواسر ويوميات مدير عام وملوك الطوائف وعلى طول الأيام وآخرها ثلاث أعمال لثلاثة مخرجين من سوريا حاز اثنان منها على أكثر من ذهبية..
كأم لطارق مؤمنة بأن طارق الناصرمشروع إبداعي عربي أردني.. امتلأت فخرا ليلة أمس، أرقب طارق يصعد درجات المنصة بعد عام من السهر والتعب والتفكير المضني عدا عن الاشتباكات الصغيرة التي لابد عنها لمن يتصدى لمشروع لم يسبق أن تناوله أحد في الأردن بهذه الحرفية المهنية والإبداع الشخصي .. وليتسلم مكافأته من أم الدنيا..
عام 2007 هو عام الثقافة في مدينة إربد حاضنة طارق الناصر وأسرته وعائلته الممتدة.. هذا العام كرست وزارة الثقافة الأردنية عادة سنوية بتسمية مدينة في كل عام لتكون عاصمة للثقافة، وكانت إربد شمال الأردن هي العاصمة لهذا العام الذي قارب على الانتهاء.. أصدقاء طارق الذين توزعتهم المدن في الشرق والغرب لم ينسوا ابن صفهم الحالم في مدارس مدينة إربد..وما زال أمين جنزير وخالد أبو الهيجاء وسني جرار يهاتفوه من مختلف بلاد العالم حتى هذه اللحظة.. أتذكر هؤلاء .. ورغم ما يكنه جيل الشباب من الإعلاميين والفنانين بمختلف تخصصاتهم من اهتمام وتقدير جدير بالتحية والاحترام....إلا أن أهل الثقافة في مدينتنا للأسف لم يعيروا أدنى اهتمام لابن إربد الذي جاب العالم مع مجموعته الموسيقية ممثلا الأردن والأهم مساهمته الموسيقية في فيلم وثائقي أنتجته قناة الديسكفري عن الأردن وقد علق ممثل القناة آنذاك بقوله: لديكم
rockmusic..
في غمرة الشباب وهو ابن عشرين ويوم قال عنه المخرج الأردني هايل العجلوني: هذا ثروة وطنية يجب أن تتولى الدولة تعليمه..
رفض مغادرة الأردن للبحث عن الشهرة في مصر أو أوروبا وأميركا كما كان ينصحه الأصدقاء والمقربين..
ربما يخشى على روحه من التبدد في غير الأمكنة التي نشأ وعيه عليها في إربد وعجلون والبتراء ووادي رم..
وما زلت أذكر ما خبرني به قبل سنوات شاعر معروف أحب أن يحاور طارق.. في مقاربة بين الشعر والموسيقى..
لم تنشر المحاورة (لأن طارق الناصر مازال أصغر من أن يحاوره شاعر معروف).. هذا كان رأي مسئولي الثقافة في الصحيفة..الآن أتذكر أنها تزامنت مع نفس الفترة الزمنية التي أعلن الموسيقار محمد نوح عن رأيه في موسيقى طارق الناصر وليست مصادفة أن يستخدم نفس التشبيه المنتج الموسيقي والمخرج المسرحي السويسري
Sandro Lunin
وقد حضر عرض موسيقي لطارق على مسرح / زارا - فندق حياة عمان / فما كان منه إلا أن همس لمجاوريه: أراني أستمع لموزارت..
وفي هوليود لم تتوقف المخرجة عن البكاء وهي تتابع تصوير العرض الموسيقي لموسيقار بخبرة في العمل الفني والموسيقي تكاد تكون مساوية لعدد سنوات عمر طارق الناصر من الأردن..
للمشاركة في الفيلم الوثائقي / الموسيقى العربية ما بين التنافر والتناغم / من إنتاج PBS Public Broadcasting Service أحد أكبر مؤسسات الإعلام في أمريكا - حيث تم مقابلة طارق الناصر من بين مجموعة موسيقيين وفنانين محترفين من الشرق ومن يقابلهم في الغرب بهدف التمازج بين الحضارات وتم تقديم مقطوعة موسيقية مشتركة تبادل فيها طارق الناصر مع الموسيقي الشهير الحاصل على الأوسكار لعامي 2006-2007 غوستافو Gustavo Santaolalla العزف والانسجام الإنساني والموسيقي العفوي.
وقد أجابت بأنها شعرت أن جوستافو وطارق كانا يحلقان معا بانسجام كما لو أنهما يعرفان بعضهما منذ زمن سحيق..بعيدين عن الجمهور.. وكأنهما في عالم خاص اكتشفاه للتو..
.... . . .
هذا غيض من فيض.. ولي عودة إن شاء الله
وتحية لمصر .. وللقائمين على المهرجان إذ ما زالت مصر تعطينا الدروس في تجاوز الإقليمية إلى فضاءات عربية رحبة..
وكالة عمون الإخبارية/الرابط
http://www.ammonnews.net/arabicDemo/article.php?articleID=14430