عمون - رعى جلالة الملك عبد الله الثاني أمس احتفالية غرفة تجارة عمان بمناسبة مرور تسعين عاما على تأسيسها.

وكرم جلالة الملك على هامش الاحتفال الذي عقد في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب مجموعة من رؤساء وأعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة عمان السابقين.

وقال رئيس غرفة تجارة عمان العين رياض الصيفي إن غرفة تجارة عمان انطلقت أعمالها منذ تأسيس الدولة الأردنية على يد الملك عبدالله الأول، وواكبت مرحلة التأسيس في عهد الملك طلال، واستمرت في النمو والازدهار في عهد الملك الباني الملك الحسين، وما تزال تحقق الانجازات الكبيرة في مختلف المجالات في عهد الملك عبد الله الثاني.

وأضاف الصيفي أن غرفة تجارة عمان استمرت بالتطور والتوسع التدريجي على مدى السنوات الماضية لتكون من أبرز مؤسسات القطاع الخاص التي تحرص على تطور ونمو الاقتصاد الوطني وعلى رعاية مصالح القطاع التجاري والارتقاء بمستوى أدائه.

ويبلغ عدد الهيئة العامة لغرفة تجارة عمان أكثر من 44 ألف شركة ومؤسسة تعمل في مختلف المجالات التجارية والخدمية، مجموع رؤوس أموالها يقدر بـ 45 مليار دينار.

وأشار الصيفي الى تطور الخدمات التي تقدمها غرفة تجارة عمان بشكل ينسجم مع الانجازات التي حققها الأردن على الساحة الاقتصادية من خلال دورها كحلقة وصل مع الجهات الحكومية لايصال هموم وتطلعات القطاع التجاري ومعالجة القضايا التي تحد من نموه، إضافة الى تقديم البرامج التدريبية التي تعتمد على أحدث الوسائل العصرية وإعداد الدراسات الاقتصادية.

وبين الصيفي أن الهدف الرئيس لغرفة تجارة عمان يتمثل بالارتقاء بالاردن إلى أعلى مستويات النمو والتطور عبر الترويج بشكل دائم لأردن اقتصادي واستثماري، مؤكدا أن الغرفة تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة، نظرا لما تمتلكه من شبكة علاقات دولية واسعة واتفاقيات ومذكرات تفاهم مع مختلف الغرف وهيئات القطاع الخاص الدولية والسفارات والجهات الدبلوماسية العاملة لدى المملكة.

من جانب آخر، قال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع، في كلمة ألقاها عن رؤساء غرفة تجارة عمان السابقين، تعتبر غرفة تجارة عمان أول مؤسسة اقتصادية منذ تأسيس الامارة؛ حيث استمرت على خدمة أعضائها والاقتصاد الاردني بهمة عالية.

وبين الطباع أن غرفة تجارة عمان على مدار تسعين عاما لم تتلق أي دعم مادي من أي جهات حكومية وبقيت نشيطة في خدمة الاقتصاد الاردني ومشاركة في لجانه ومؤسساته الاقتصادية إيمانا منها بالرسالة التي تحملها وهي خدمة الاقتصاد الاردني المنفتح على العالم منذ نشأة الامارة.

وأشار الطباع إلى أن أول مجلس استشاري اقتصادي بين الغرفة والحكومة كان في بداية الثمانينيات والذي أرسى قواعد الحوار الهادئ ومد الجسور بين الحكومة والغرفة والقطاع الخاص.

وقال وزير الصناعة والتجارة، الدكتور حاتم الحلواني، إن السياسة الاقتصادية الأردنية ارتكزت على مبادئ الانفتاح الاقتصادي وتحرير التجارة، وتوفير بيئة جاذبة ومحفزة للاستثمار؛ حيث ساهم ذلك في تعزيز قدرات الاقتصاد الأردني وفتح أسواق تصديرية واسعة للمنتجات الأردنية تحتوي على أكثر من مليار مستهلك وكذلك استقطاب المستثمرين من كافة بلدان العالم.

وعرض الحلواني بعض الانجازات التي حققها الاقتصاد الأردني في عهد الملك عبدالله الثاني؛ اذ بلغ معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي حوالي 5 % سنوياً خلال العقد الماضي، وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من ثلاثة أضعاف، حيث بلغ 22 مليار دينار في العام الماضي مقارنة بحوالي 6 مليارات دينار في العام 2000.

كما نما نصيب الفرد من الدخل القومي من 1235 دينارا في العام 2000 إلى 3475 دينارا في العام الماضي اضافة الى نمو الصادرات الأردنية بشكل ملحوظ، حيث بلغت 5.1 مليار دينار في العام الماضي، مقارنة بحوالي 1.1 مليار دينار في العام 2000، كما تضاعف حجم الاستثمارات المحلية والعربية والعالمية مما ساهم في خلق فرص العمل للأردنيين.

وبين الحلواني ان حجم التجارة العربية البينية ما تزال لا تتجاوز 10 % من إجمالي التجارة العالمية، وكذلك حجم الاستثمارات العربية لا تتجاوز 7 % من حجم الاستثمارات العربية الخارجية، ولذلك فإن الأردن يسعى مع الدول العربية الى الوصول الى الاتحاد الجمركي وتطبيقه بحلول العام 2015 وذلك من أجل تحقيق الحلم العربي بالوصول الى إنشاء السوق العربية المشتركة بحلول العام 2020.

واكد الحلواني حرص الأردن على دعم إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى حيث كان من اوائل الدول التي وقعت عليها وطبقتها، ونتيجة لذلك فان حوالي 55 % من إجمالي تجارة المملكة يتم مع الدول العربية وبقيمة تصل الى 5.1 مليار دينار استيراداً وتصديراً، حيث بلغت واردات الأردن من الدول العربية حوالي 3.1 مليار دينار، بينما بلغت صادراتنا اليها 2 مليار دينار.

من جانب آخر، قال ممثل الاتحاد العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية/ رئيس مجلس الغرف السعودية عبدالله المبطي، في كلمة نيابة عن رئيس اتحاد الغرف العربية عدنان القصار، ان الاتحاد يحفظ لغرفة تجارة عمان جهودها في رفد أعماله خلال مسيرته الطويلة من اجل تقدم القطاع الخاص العربي خدمة للشعوب العربية.

واكد المبطي أهمية مضاعفة العمل والجهود العربية في رحلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية الطويلة، خاصة في الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، حيث من حق الشعوب العربية ان تنعم بالعيش الرغيد وبحقوقها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، ومن حق الاجيال الجديدة ان لا تضيق بهم أوطانهم طلبا لفرص العمل ولتعليم جيد ورعاية اجتماعية وصحية مستدامة.

وأشار المبطي إلى أن الاتحاد بالتعاون مع الغرف العربية سيضاعف جهوده لمتابعة تنفيذ قرارات القمة الاقتصادية والاجتماعية العربية التي عقدت مؤخرا في السعودية والتي أكدت على تنفيذ المشروعات الاستثمارية التي أقرت سابقا.

وجرى خلال الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن مسيرة غرفة تجارة عمان والتطورات التي شهدتها منذ تأسيسها قبل تسعين عاما.

وجرى خلال الحفل تكريم رؤساء غرف عمان السابقين وهم: المرحوم يوسف عصفور، والمرحوم محمد الجقة، والمرحوم زكي الإدلبي، والمرحوم "محمد صبري" الطباع، والمرحوم "محمد علي" بدير، والمرحوم ابراهيم منكو، وحمدي الطباع، و "محمد هادي" عصفور، وحيدر مراد.

أما أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة عمان السابقون فهم: ممدوح أبو حسان، و"محمد خير" الحمصي، وتوفيق قعوار، وعمر أبو زيد، وسعيد معتوق، وحسان زكريا، و"محمد مروان" الزبدة، ورياض الصيفي، وسليم خرفان، وسمير المعشر، ويوسف السردي، ومحمد المحتسب، واسماعيل الصرايرة، وغسان خرفان، وينال البسطامي، وغازي قعوار، وزياد غيث، وطاهر الطاهر، وهشام الحاج حسن، ونافذ عليان، وسلمان القضاة، وفتحي الصغير، ونايف غيث، ونايف القصراوي، هاني الخليلي، وعلاء الدين ديرانية.