لا تجعلونا نراهن على فرس خاسر
جهاد المنسي
10-02-2013 04:52 AM
المرحلة المقبلة، وفق التصريحات والتأكيدات، مرحلة تعميق الإصلاح المنشود وتجذيره، والسير به إلى أبعد مدى، ما يؤهلنا لاحقا البناء على إصلاحنا، ويضعنا على بداية الطريق باتجاه الوصول للدولة المدنية العصرية، دولة المواطنة، واحترام حق التعبير والاختلاف، وتعزيز حقوق الإنسان، وتقوية مكانة المرأة والشباب قولا وفعلا.
وحتى يتسنى لنا جميعا، مواطنين واحزابا ومؤسسات مجتمع مدني وسلطة تشريعية ورقابية وكل مكونات المجتمع، البناء على ذلك والوصول اليه، والإيمان بالإصلاح والتغيير نهج عمل، وفكرا مستقبليا لا نحيد عنه.
وحتى نصل للمعادلة الآنفة، فإن ذلك بحاجة لفرسان تغيير يمكن المراهنة عليهم، لديهم إيمان مطلق بالإصلاح والتغيير، وقوة منطق تدافع عنهما.
المرحلة المقبلة التي من المفترض أن تبدأ اليوم بافتتاح الدورة غير العادية لمجلس الأمة السابع عشر، هي بداية الطريق الذي يمهد للمرحلة المقبلة، وما سينتح عنها سيجعلنا لاحقا نرى إنْ كنا وضعنا العربة أمام الحصان ام خلفه.
الأمل أن نكون قد وضعنا الحصان امام العربة، وبدأنا السير في الطريق الصحيح، وهذا الطريق يتطلب أولا رجالا يمهدون الدرب له، ويؤمنون أن المرحلة ليست مرحلة كسر عظم، ولا تصفية حسابات.
فمرحلة الإصلاح بحاجة لشخصيات تؤمن أن التغيير لا يتطلب استحضار بدلاء لأي جهة كانت، فكل جهة في مرحلة التغيير لها دورها وحضورها، ولكل طرف الحق في الاختلاف والرأي.
ما يهمنا أن نسير في الإصلاح نحو التغيير، تغيير النهج قولا وفعلا، السير في الطريق دون الالتفات إلى هذا أو ذاك، وإنْ عبرنا ودخلنا مرحلة الإصلاح الحقيقي المنشود، فإن الجميع، سواء من كان يعتقد أن الإصلاح غير حقيقي أو أولئك الذين يرون أن الإصلاح سحابة صيف عابرة ستمر إنْ آجلا او عاجلا وبعد ذلك يذهب كلٌ إلى حيّه، سيلحقون بركب الإصلاح ويسيرون في طريقه.
إذن دعونا نضع الوطن على سكة الإصلاح، دعونا نبتعد عن الاصطفاف والتخوين، وبالوطن عن المتاجرة بأشخاص ديكوريين استحضرهم البعض وكبّرهم لكي يقول إننا نسير باتجاه التغيير.
بالمناسبة الإصلاح والتغيير لا يعنيان نبذ القديم والتعامل معه كـ"خيل الإنجليز"، ولا يعني ان كل جديد إصلاحي، إذ يمكن ان يخرج من بين القديم من هو إصلاحي ومتجدد وديمقراطي اكثر بكثير من الجديد الذي يرى الأردن من خلال نظارة قاصرة عمادها الجهوية والفئوية والقبلية والعشائرية.
يمكن أن يسأل سائل عن مناسبة كل ذلك، وسببه وهدفه، وربما تذهب التفسيرات إلى هذا الركن أو ذاك، وحتى لا تكبر التأويلات فإن ما سبق بلا مناسبة، وهدفه فقط التذكير بطريق الإصلاح وتذكير رجالاته بالهدف السامي للتغيير المنشود.
لا أبني قصورا وهمية بأن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة فاصلة باتجاه الإصلاح والتغيير المنشودين، ولكنني أحلم بأن تكون المرحلة الحالية مرحلة لتعبيد طريق الإصلاح للوصول للدولة المدنية التي نريد والتي هي عماد إصلاحنا المطلوب.
نأمل أن يكون رهاننا الحالي للسير في طريق الإصلاح رهانا على فرس رابح، وليس على فرس خاسر يقع بنا في منتصف الطريق، ويعيدنا للخلف.
إن مرحلة الإصلاح بحاجة لرجال إصلاحيين، بعيدا عن نغمة قديم وجديد، التي بدأ يتحدث بها البعض للتمهيد لنفسه فقط دون النظر لمصلحة الوطن.
مؤخرا تحدث البعض عن أن المرحلة تتطلب تغييرا في الوجوه والأسماء، وأختلف تماما معهم شكلا وموضوعا، وبعد ذلك دعوني أسأل إنْ كان أولئك الذين يرون أن التغيير يتطلب تغيير الأسماء والوجوه، هل هم حقيقة الأمر اصلاحيون وديمقراطيون ويرون أن حرية التعبير تتطلب احترام الرأي الآخر. لا تدخلوا علينا فرسانا خاسرين يرون الوطن عبر مصالحهم فقط.
jihad.mansialghad.jo
الغد