facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يخافون من الاخوان


08-02-2013 05:23 AM

هآرتس - تسفي بارئيل -

(المضمون: خلافات دبي ودول الخليج مع الاخوان المسلمين ليست سياسية فقط بل ومذهبية تتعلق بموقفهم من الاسلام السياسي).

اسم ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، ليس غريبا على الاسرائيليين. فقبل ثلاث سنوات، في 19 كانون الثاني 2010، اقتحم المجال الاسرائيلي بعد تصفية رجل حماس محمود المبحوح في فندق في دبي. في حينه، مثلما هو اليوم، ظهر القائد القديم – 33 سنة في منصبه – للشرطة كشخصية مضحكة بعض الشيء. حديثه الفظ، حركات يديه الواسعة وكذا مضمون كلامه دفعت اسرائيل لان تتعاطى بشكل مع تصريحاته المصممة لمكافحة "الارهاب" في المدينة – الدولة الغنية (احدى الامارات في دولة اتحاد الامارات) التي يتحمل المسؤولين عن أمنها.

ولكن خلفان الذي جعل دبي، التي يزورها نحو 7 مليون شخص في السنة، احدى المدن الآمنة في العالم، هو رجل سر حاكم الامارات، محمد بن راشد آل مكتوم، ويجلس في مجلس ادارة الامارة وعلى رأس لجنة الميزانيات. عندما يتحدث خلفان الناس يستمعون اليه لانه يقول بصوت عالٍ ما يقوله زعيم الامارة في الغرف المغلقة.

من اضطر مؤخرا الى الاستماع بانصات شديد الى السهام المشحوذة لخلفان هم الاخوان المسلمون في مصر. ففي السنة الاخيرة لم يعفهم قائد الشرطة من كل اهانة ممكنة. وفي الاسبوع الماضي كتب في حسابه على التويتر ان "الاخوان المسلمين غير قادرين على أن يديروا دكان بقال، وفقط زعيم مستقل يمكنه أن ينقذ مصر". واتهم خلفان قيادة الاخوان بانهم تآمروا مع الولايات المتحدة، في صيغة الحفاظ على اتفاق السلام مع اسرائيل شريطة دعم امريكا لحكمهم. وفي النهاية اتهمهم بانهم يعتزمون السيطرة على دول الخليج.

وينسجم موقف خلفان هذا مع مخاوف معظم دول الخليج التي تتعاطى بشك شديد مع الثورة التي جرت في مصر بشكل عام وصعود الاخوان المسلمين الحكم بشكل خاص. ومع أنه منذ الستينيات شكلت السعودية، دول اتحاد الامارات والكويت دول لجوء للعديد من نشطاء الاخوان المسلمين، ممن بحثوا عن مخبأ من مطاردات الانظمة في مصر. الا أنه بعد قضية سيطرة المنظمات المتطرفة التي أسمت نفسها "الاخوان" على المسجد الكبير في مكة في 1979، وبعد أن تبين لدولة اتحاد الامارات بان الاخوان يسيطرون على جهاز التعليم – نشأ صدع عميق بين الانظمة في هذه الدول وبين حركة الاخوان المسلمين.

بعد الانتخابات للرئاسة في مصر وتتويج محمد مرسي رئيسا، تبنت كل واحدة من دول الخليج سياسة خاصة بها لمواجهة "التهديد" الجديد. فالسعودية ومنافستها قطر قررتا، على طريقتهما، ان تشتريا بالمال الولاء المصري للخط العربي – ان توقفا مسبقا فكرة استئناف العلاقات مع ايران وحصر النشاط الايديولوجي للاخوان في نطاق مصر.

أودعت السعودية ملياري دولار في البنوك المصرية، وزادت قطر دعمها من 2.5 مليار دولار الى 5 مليار دولار منها مليار دولار منحة. اما لدولة اتحاد الامارات فتوجد سياسة اخرى. فمع أنها أعلنت قبل نحو سنة بانها ستساعد مصر بنحو 3 مليار دولار، ولكن حتى الان، لم يتفق على السبل الادارية لنقلها والرقابة على المال، على حد قول مسؤولي كبار في دولة اتحاد الامارات. وفي مصر يوجد شك في أن تصل الاموال على الاطلاق. وبدلا من المال وصل في كانون الاول بلاغ من خلفان يقضي بان رجاله اعتقلوا 11 نشيطا من الاخوان المسلمين للاشتباه بمحاولتهم ضعضعة استقرار الدولة، التجسس على أهداف أمنية واعتزام تنفيذ عمليات.

أما على الوفد المصري رفيع المستوى الذي بعث به مرسي الى دبي – بقيادة رئيس المخابرات رأفت شحادة – لطلب تحرير المعتقلين، او على الاقل نقلهم الى مصر كي يحاكموا هناك، فقد رد خلفان بان المعتقلين سيقدمون الى المحاكمة في دبي. ولاحقا أعلن على الملأ بانه "سيحظر على نشطاء الاخوان المسلمين دخول دولة اتحاد الامارات" فيما ذكر بانه في كل أرجاء الامارة محظور نشاط أحزاب دينية. وشرح الشرطي الاعلى فقال ان "الاسلام هو الاساس، وليس فيه أحزاب". وبالمناسبة، فقد أثارت هذه الزيارة غضبا شديدا في مصر وذلك لان وفد مرسي عمل فقط من أجل تحرير سجناء الاخوان، ولم يهتم على الاطلاق بمصير نحو 350 مواطنا مصريا محتجزا في الامارات على جرائم مختلفة.

للاخوان المسلمين يوجد حساب غير مغلق بعد مع دبي. فخصم مرسي، احمد شفيق، الذي تنافس في الانتخابات على الرئاسة وخسر بفارق 3 في المائة فقط، مطلوب في مصر على الفساد وتهريب الاموال الى خارج الدولة. شفيق وجد ملجأ له في دبي، وهي غير مستعدة لان تسلمه الى السلطات المصرية.

وتعد العلاقات المتوترة لدولة اتحاد الامارات مع مصر نتيجة ليس فقط للنزاع بين الدولتين بل لمذهبين مختلفين بالنسبة للاسلام السياسي. حتى الان لم يسيطر على أي دولة عربية رجل دين. في مصر أيضا، ظاهرا، لا يحكم رجل دين ولكن الخوف – المبرر على ما يبدو – هو أن الحكم في مصر موجه، حتى لو لم يكن بشكل مباشر، من زعيم الاخوان المسلمين، الذي يمكنه أن يقطع الفتاوى. لمثل هذا النوع من الثورة، فحتى السعودية المحافظة، فما بالك دولة اتحاد الامارات المتساهلة، غير مستعدة لان توافق.



نتنياهو ليس شريكا

معاريف - نوعام شيزاف

(المضمون: بتنا عميقا في عصر الدولة الوحدة. بعد عشرين سنة من اوسلو لم يقم زعيم اسرائيلي لا يبيع أوهام السلام في الوقت الذي يعمق فيه الابرتهايد).

بالذات عندما كان يبدو ان اقامة الائتلاف آخذة في التعقد، حظي رئيس الوزراء نتنياهو بهدية غير مرتقبة من الرئيس الامريكي براك اوباما في شكل اعلان عن زيارة مخطط لها الى البلاد في الربيع. وسيرفع هذا البيان الى رأس جدول الاعمال في المداولات الائتلافية ما يسمى في اسرائيل "الموضوع السياسي"، وسيخفض سعر كل الشركاء المحتملين. تسيبي لفني ويئير لبيد سيحصلان على ذريعة جيدة للزحف الى الحكومة، ونفتالي بينيت سينال نموذجا عن الحياة القاسية التي بانتظاره اذا ما واصل اظهار سياسة مستقلة.

المشكلة هي انه لا توجد اي صلة بين "الائتلاف السياسي" الذي قد ينشأ هنا وعلى الفور يحاول الانحشار في الصورة الاحتفالية مع الرئيس اوباما وبين المسيرة السياسية نفسها – وبالتأكيد ليس لكل هذا صلة بانهاء الاحتلال. يجدر بالذكر أن اوباما سبق أن نجح بان يجمع نتنياهو مع ابو مازن في ولايته السابقة – مهزلة سخيفة انتهت بلا نتائج. وفي ظل الضغط المناسب، يمكن للامريكيين مرة اخرى أن يقودا الزعيمين على البساط الاحمر ويدفعونهما الى رسم ابتسامات مجمدة امام الكاميرات. دولة فلسطينية لن تخرج من هذا.

المشكلة هي قبل كل شيء عندنا. تحت حكم نتنياهو طرأ في السنوات الاخيرة تراجع جدي عن المواقف الاسرائيلية في المحادثات التي عقدت مع قيادة السلطة الفلسطينية. وفي كتابه الجديد، "حدود بيننا وبينكم"، يصف شاؤول ارئيلي، رئيس مديرية المفاوضات تحت حكم رئيس الوزراء باراك – كيف أنه رغم الانتفاضة الثانية اغلقت بالتدريج معظم الثغرات بين الطرفين في مسألة الحدود وتبادل الاراضي والقدس. نتنياهو، كما يشير ارئيلي، هو رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول منذ اكثر من عقد الذي يرفض أن يرى في حدود 67 الاساس للمفاوضات. في سلسلة من خطوات احادية الجانب تحاول حكومة نتنياهو منع امكانية حل وسط في القدس، والذي بدونه من الصعب تصور تسوية (حسب معطيات منظمة "عير عميم" في العام 2012 كان رقما قياسيا في بدايات البناء واقرارات المشاريع في شرقي المدينة، بل ان الحكومة تشجع دخول اليهود الى اعماق الاحياء العربية).

في أعقاب نتنياهو، فان باقي الساحة السياسية ايضا تستقيم مع اليمين. والان حتى لبيد يوهم نفسه ويوهم الجمهور وكأنه يمكن الامتناع عن تقسيم المدينة. فاضافة الى تنكره للمواقف التي طرحت في الماضي في المفاوضات يعرض نتنياهو مطالب قاطعة جديدة ترمي الى منع التسوية، وعلى رأسها الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية. وهذه مسألة اسرائيلية داخلية لا يفترض أن تكون من شأن القيادة الفلسطينية، تماما مثلما هو رأي ابو مازن لا صلة له بالنقاش حول طريقة الحكم في اسرائيل.

بين معاذير اسرائيل لمواصلة السيطرة على الشعب الفلسطيني يبدو أن هذا العذر هو الاسوأ. فأكثر من اي شيء آخر، فان المشكلة المركزية هي نهج نتنياهو تجاه المسيرة السياسية والذي يبث للجمهور رسالة معاكسة للاستعداد للاتفاق. وبينما أعد رئيس الوزراء اسحق رابين، وبقدر ما اولمرت وباراك ايضا، الجمهور للانسحاب من المناطق، وهكذا مهدوا التربة لخطوات سياسية، فان نتنياهو يوجه رسالة رفض واضحة. حكومته توضح بان السيطرة الاسرائيلية في معظم يهودا والسامرة – من اريئيل وحتى الخليل – هي موضوع نهائي ومطلق. والعبث هو أن بالذات بعد عمليات الانتفاضة الثانية كان في اسرائيل استعداد للتنازلات اكثر مما هو اليوم عندما يكون الهدوء الامني غير مسبوق.

في اسرائيل يستطيبون الحديث عن الرفض العربي، ولكني لا اعتقد بانه يوجد أحد ما يفكر بجدية بان رئيس الوزراء يؤمن بحل الدولتين او يعتزم حقا اخلاء مستوطنات. الحقيقة هي أننا بتنا عميقا داخل عصر الدولة الواحدة، غير أن هذه الدولة توجد فيها اقلية من عدة ملايين بلا اي حقوق. عشرون سنة بعد اوسلو، لم يقم بعد زعيم اسرائيلي لا يبيع الاوهام عن السلام من جهة ولا يعمق الابرتهايد والاستيطان في المناطق من جهة اخرى، بل ببساطة يعد بانهاء الاحتلال، بكل سبيل، ورغم المخاطر والثمن الذي ستضطر اسرائيل الى دفعه لقاء ذلك.

نتنياهو، الرجل الذي كل حياته هي تقديس للوضع الراهن، يمثل النقيض التام للزعيم الذي تحتاجه اسرائيل. هذا لا يمكن حتى للرئيس الامريكي أن يغيره.





لا للابتسام

هآرتس - جدعون ليفي

(المضمون: يُفضل ان تنشأ في اسرائيل حكومة يمين – حريديين سافرة تستدعي ضغط العالم عامة والولايات المتحدة خاصة لاحداث التغيير المرجو).

إن خطرا يترصد اسرائيل وهو حكومة ابتسامات. ويتوقع لها الآن واحدة من حكومتين: ائتلاف بين اليمين والحريديين أو ائتلاف الابتسامات. سيكون الاول متشددا وحقيقيا يجمع القومية والارثوذكسية معا. أما الثاني فسيهش ويبش مُبرزا أسنانا ناصعة نقية؛ وهو تأليف بين الليبرالية والعصرية المتوهمتين معا. وستكون السياسة هي نفس السياسة، والاحتلال نفس الاحتلال، وستكون الوجوه البارزة فقط هي المختلفة. إن المبتسم الرئيس يئير لبيد سيكون في الداخل أو في الخارج مع جوقة من المبتسمين من الخلف من الحركة وكديما وربما من العمل ايضا في الداخل أو في الخارج.

إن حكومة الابتسامات سيُرد عليها بابتسام العالم الذي يئس تماما من اسرائيل ويتمنى جزءا من ابتسامة منها كي يستمر في الايهام على الأقل: إن هذه الابتسامة العالمية تنذر فقط بسني مراوحة (مبتسمة) اخرى في نفس المكان. أما حكومة يمين حريديين فستجعل وجه العالم أكثر اكفهرارا في مواجهة اسرائيل. لكن اكفهرار الوجه هذا خاصة قد يُبشر بنهاية عصر اضاعة الفرص.

أُعطيت الاشارة في مراسم أداء الأيمان الدستورية في الكنيست الـ 19. فقد ابتسم الجميع للجميع وبخاصة للبيد – لبيد لبنيامين نتنياهو ولنفتالي بينيت ولموشيه غفني بل لابراهيم صرصور ايضا – والقلب واسع. انه جلوس الاخوان معا. وقد علمتنا الديمقراطية الاسرائيلية درسا في هذه الانتخابات وهو انه يكفي الابتسام الآسر للقلب كي تنجح فيها. فقد ابتسم لبيد للجميع فارتفع يوجد مستقبل ارتفاعا كبيرا. ويحسن ان ننسى هذا الدرس الآن فليس هو درسا في الديمقراطية الجدية.

ليس لاسرائيل اسباب كثيرة كي تبتسم ومن المؤكد أنها ليست لها كي تستعمل الابتسام غطاءا لافعالها. إن الهرب الى الصغائر ايضا سيميز حكومة الابتسامات التي قد تنشأ لا سمح الله: المساواة في عبء الخدمة والحريديون في الملابس العسكرية و18 وزيرا وعدم وجود وزراء بلا حقائب وزارية. انها ابتسامات وصغائر لكن الاختيار بين نوعي الحكومتين جدي خاصة: فلا يصعب ان نُخمن كيف ستبدو مثلا الزيارة المرتقبة لبراك اوباما عند كل واحدة منهما. يمكن ان نتخيل وان نجد الفروق وان نقرر أي احتمال هو الأفضل.

سيهبط اوباما في حضن حكومة الابتسامات فيستقبله وزير الخارجية لبيد، وتشارك في المحادثات معه وزيرة الدفع بالمسيرة السياسية قدما، تسيبي لفني، وقد تكون الى جانبها ايضا وزيرة المالية أو الرفاه شيلي يحيموفيتش. ويكرر نتنياهو التزامه بحل الدولتين ويغني لبيد لااوباما اغنية "مع قليل من المساعدة من اصدقائي" للخنافس ويعبر عن تأييد حماسي للتفاوض مثل لفني ويحيموفيتش ايضا بالطبع. ويصبح اوباما مرة اخرى أسير السحر. وقد حدث هذا معه في المرة السابقة بعد خطبة بار ايلان.

ويُجر محمود عباس مرة اخرى مرغما الى مكرر المحادثات والتقاط الصور والمراسم ويبتسم العالم. وبعد ذلك بثلاث سنين أو أربع تُسفر الحقيقة وهي: لا للسلام – كما هو مذهب نتنياهو؛ والقدس موحدة الى الأبد وطلاق الفلسطينيين – كما هو مذهب لبيد؛ ودولة يهودية – كما هو مذهب لفني؛ وعدالة اجتماعية لليهود فقط – كما هو مذهب يحيموفيتش. وماذا عن الاحتلال في تلك الاثناء؟ ستكون مستوطنات اخرى واعمال تنكيل اخرى وهدم بيوت آخر وقتل آخر وكوارث اخرى. وماذا كسبنا؟ لا شيء. وماذا خسرنا؟ آخر فرصة.

والسيناريو الثاني هو ان يهبط نتنياهو في حضن حكومة يمين – حريديين. وهم يفهمون العربية والانجليزية ايضا. ويعد وزير الخارجية بينيت اوباما بضم المنطقة (ج) وانشاء دولة الفصل العنصري الثانية بصورة نهائية كما التزم في الانتخابات؛ ويُبين له وزير الدفاع يئير شمير انه "لا يتم انشاء دولة من اجل مليون أو مليونين"؛ ويهدد رئيس لجنة الخارجية والامن افيغدور ليبرمان العالم كله ويُذكر بأن كلمته كلمة؛ ويعيد وزير الداخلية ايلي يشاي ايضا الضفة لا غزة فقط الى العصور الوسطى؛ ويعد رئيس الوزراء بدولتين لكن اوباما لم يعد يصدق أية كلمة منه.

وتكون النتيجة ان يعود رئيس الولايات المتحدة غاضبا الى واشنطن ويستقر رأيه في اسوأ الحالات على ترك اسرائيل تنزف أو في أحسن الحالات على بدء استعمال ضغوط حقيقية عليها آخر الامر. وهذه النتيجة الثانية هي الأمل الوحيد وهي لن تحدث أبدا بازاء حكومة الابتسامات.




مشكلات ايران في سوريا

اسرائيل اليوم - أفرايم كام نائب رئيس معهد بحوث الأمن القومي:

(المضمون: تدعم ايران النظام السوري بما أوتيت من قوة لأن سقوطه سيعرضها ويعرض حزب الله للخطر).

ايران لا يعوزها القلق. فهي تحت ضغط متزايد كي تغير توجهها في الشأن الذري. وأخذ وضعها الاقتصادي يزداد سوءا بسبب عبء العقوبات الاقتصادية التي يشعر بتأثيرها جيدا ايضا الشخص في الشارع والنظام ايضا الذي يجب ان يخشى ان يفضي الضيق الى غليان داخلي. ولم يزُل امكان عمل عسكري وإن كان قد نُحي قليلا الآن.

وأُضيف الى ذلك في السنة الاخيرة قلق ايران على مستقبل نظام الاسد، والخوف من معاني انهياره. فسوريا هي حليفة ايران الوحيدة. وكلتاهما تشارك في الطريق: طريق نضال اسرائيل والتدخل الامريكي في الشرق الاوسط وفي الجهد لصوغ شرق اوسط متطرف. وكلتاهما في مقدمة قائمة الدول التي تستعمل الارهاب وتؤيدان حزب الله بالمال والسلاح. فقد انشأت ايران حزب الله وهو متصل بها اتصالا شديدا، أما سوريا فهي حلقة الربط الرئيسة به. وتستعين ايران بسوريا لبناء لبنان بقيادة حزب الله لتكون جبهة أمامية في مواجهة اسرائيل. فلا عجب من ان الحلف بين ايران وسوريا هو أطول حلف بين دولتين في الشرق الاوسط منذ أكثر من ثلاثين سنة.

كل هذا قد ينهار ويوقع ضربة استراتيجية بايران. إن هذا الشيء غير مؤكد في الحقيقة فقد يبقى نظام الاسد بعكس جميع الاحتمالات، وقد يبقى النظام من غير الاسد والمقربين منه بمصالحة بينه وبين معارضيه. وقد ينشأ في سوريا اضطراب تستطيع ايران استغلاله للاتصال بمنظمات مختلفة فيها بالتزويد بالمال والسلاح كما فعلت في العراق. لكن هذه تسليات صغيرة. لأنه حتى مع هذه السيناريوهات لن يكون الحلف بين ايران وسوريا كما كان. واسوأ سيناريو في نظر ايران هو ان ينشأ مكان نظام الاسد نظام ينشيء علاقات قريبة بالولايات المتحدة وبالغرب عوض مساعدة مالية، ويبتعد عن ايران ويقطع العلاقة بينه وبين حزب الله ولبنان. وقد يشجع سقوط نظام الاسد ايضا المعارضة في ايران النائمة منذ 2009. لهذه الاسباب تبذل ايران كل ما في وسعها لمساعدة نظام الاسد. فقد نقلت الى سوريا مئات من ناس قوة القدس من الحرس الثوري يساعدون على التخطيط للمعركة مع معارضي النظام وعلى مهمات توجيه وتدريب اعتمادا على تجربة ايران لقمع المعارضة في 2009. وبعد ان اعتقلت المعارضة السورية عددا منهم اضطر قائد الحرس الثوري الى الاعتراف علنا بارسال ضباط كبار من ناسه الى سوريا لمهام استشارية "لا عسكرية". وتبني ايران لسوريا عصابة مسلحة تشتمل على شيعة وعلويين تساعد نظام الحكم. وأرسلت الى سوريا ايضا معدات للتشويش على قنوات اتصال وانترنت وبريد الكتروني وهواتف محمولة يمكن ان تساعد المعارضة. وتعطي ايران للاسد مساعدة مالية كبيرة كي يواجه الازمة الاقتصادية، وتساعده على الالتفاف على العقوبات المفروضة عليه كالمساعدة على تصدير النفط.

برغم هذه الجهود فان لايران قدرة محدودة فقط على مساعدة الاسد وقد يؤثر دعمها فقط في هامش الصراع في سوريا. فايران لا تستطيع ان تحارب مكانه والوحدات التي أرسلتها لا تشتغل كما يبدو بمهمات قتال. ولم يُجرب النظام الايراني قط محاربة معارضة مصممة كهذه التي تحارب الاسد. وسيُحسم مصير الاسد آخر الامر بحسب تصميمه وقدراته في مواجهة تصميم المعارضة وقدراتها لا بحسب المساعدة الايرانية.

وعلى هذه الخلفية فان الضربة الأخيرة التي وجهت الى منظومات السلاح التي كانت توشك ان تُنقل الى حزب الله هي تحدٍ لايران ايضا. فالايرانيون في وضع غير مريح حينما أصابت اسرائيل – بحسب انباء اجنبية – حليفتين لها دونما رد الى الآن. وقد يخاف الايرانيون ان يُرى عدم الرد ضعفا وانه قد يشجع اسرائيل على ان تهاجم ايضا المنشآت الذرية في ايران برغم الفروق الجوهرية بين الحالتين. ومن المهم لايران كسوريا ايضا ان تردع اسرائيل عن هجمات مكررة على سوريا ولبنان لاسباب مشابهة. وبرغم ذلك من المنطق ان نفترض ألا تبادر ايران الى أي عمل عسكري موجه على اسرائيل لا لأنها ليست طرفا مباشرا في القضية فقط بل وفي الأساس لأنها ستمنح اسرائيل بذلك تسويغا حقيقيا للهجوم على منشآتها الذرية.




زيارة اوباما هي اشارة تسكين من الولايات المتحدة

اسرائيل اليوم - البروفيسور ابراهام بن تسفي:

(المضمون: تأتي زيارة اوباما القريبة الى منطقة الشرق الاوسط تهدئة لجأش حليفات الولايات المتحدة واشارة الى ان الولايات المتحدة لم تنفصل ولن تنفصل عن مشكلات هذه المنطقة).

في 16 حزيران 1974 هبط في اسرائيل رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون، وكانت تلك أول زيارة لرئيس امريكي للارض المقدسة وجسدت بصورة جيدة مثل أكثر الزيارات الرئاسية التي تلتها حقيقة انه يوجد فيها ايضا مضمون سياسي – استراتيجي واضح يُضاف الى التعبير عن العلاقات المميزة بين الحليفتين.

كان ذلك جهدا يائسا أخيرا من الرئيس الذي وجد نفسه أكثر اختناقا واعتقالا بالرباط الخانق لفضيحة ووترغيت، ليتحرر من الحصار بجولة انتصار ملكية في الشرق الاوسط. وأراد نيكسون ان يشير للرأي العام الامريكي ولمجلس النواب الامريكي انه لا بديل عن القدرات الدبلوماسية للبيت الابيض، وانه بسبب نجاحه المدهش في ادخال مصر في نطاق التأثير الامريكي لن يكون من المسؤولية قطع ولايته قبل أوانها – برغم مشاركته الجنائية في قضية ووترغيت وتوابعها. وفي تلك الحال على الأقل انتهت الزيارة الى فشل ذريع لأنه برغم الجموع المتحمسة التي استقبلت نيكسون في القاهرة والاسكندرية (كان الاستقبال في القدس أكثر تحفظا بكثير) اضطر الرئيس الى الاستقالة بعد ذلك بأقل من شهرين.

وكانت الزيارة الرئاسية الثانية لاسرائيل مشحونة ايضا بمعان سياسية وإن يكن ذلك في الأساس في سياق اسرائيلي داخلي. ففي 12 آذار 1979 جاء جيمي كارتر ليستعمل ضغطا على رئيس الوزراء مناحيم بيغن كي يُمرن مواقفه في الصعيد الفلسطيني، لكن الرئيس الامريكي لم ينجح كما في 1974 في اقناع رئيس الوزراء بالموافقة على انشاء "كيان فلسطيني"، يكون جزءا من اللبنة الفلسطينية في اتفاق السلام الاسرائيلي – المصري (الذي شُكل اطاره في مؤتمر كامب ديفيد الذي انعقد في ايلول 1978). وبعد اسبوعين من الزيارة تم التوقيع على معاهدة السلام الرسمية بين القدس والقاهرة برغم ان اسرائيل بقيت صلبة في معارضتها كل خطوة ثورية تتعدى خطة الحكم الذاتي الاداري لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة.

يُعلم لزيارة اوباما المتوقعة لاسرائيل في الشهر القادم ايضا معنى سياسي واضح. والرسالة التي يريد البيت الابيض ان ينقلها واضحة جدا وإن لم يكن الحديث عن استعمال ضغط مباشر. فبخلاف الصورة التي تُصور عن انطواء امريكي متزايد في الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي الداخلي، يريد الرئيس ان يشير برحلته الى المنطقة الى انه لا يتجه الى انفصال من طرف واحد عن ساحة الشرق الاوسط. وهذه الاشارة مهمة ولا سيما في الوقت الحالي بسبب التعيين المحتمل لتشاك هيغل وزيرا للدفاع ومذهبه ان مقدار المشاركة الامريكية المرادة وراء البحار ينبغي ان تكون في الحد الأدنى.

أمام علامات السؤال الكثيرة المتعلقة بمبلغ استعداد الادارة الامريكية للعمل في جد وتصميم على مواجهة تحديات وأخطار في المحيط الاستراتيجي الاقليمي (في مواجهة ايران أولا)، وبازاء التقليص الكثيف المتوقع لميزانية الدفاع الامريكية، ترمي الزيارة الرئاسية اذا الى ان تُهديء جأش شريكات الولايات المتحدة الاقليمية خاصة ومنها اسرائيل من احتمال يقض مضاجعها وهو الانطواء والانسحاب الامريكي من غير استعمال أدوات تأثير قوية من القوة العظمى. وذلك ايضا في مواجهة التهديد الذري الايراني ومواجهة أخطار الفوضى والتطرف اللذين يميزان الشرق الاوسط اليوم.

وفي الزيارة الرئاسية رسالة اخرى أكثر تركيزا ايضا. إن استقرار رأي اوباما على ان يشمل في هذه المرة وبخلاف الماضي اسرائيل ايضا بجولته في الشرق الاوسط، هو مقالة عن الدور المخصص لاسرائيل في المخطط الذي أخذ يتشكل. فعلى خلفية عدم الاستقرار المتواصل في محيط اسرائيل القريب، تريد واشنطن ان تؤكد مبلغ أهمية هدف الحفاظ على الاستقرار وزيادته في المجال الاسرائيلي – الفلسطيني.

حتى لو لم يكن الحديث عن توقع مثالي لشق طريق يغير صبغة الميدان ويُسهل على الولايات المتحدة جهودها لتجنيد المعسكر السني المعتدل في مواجهة التهديد المتطرف فان القصد هو الى تحريك مسار بناء ثقة. ونجاحه، ولو كان جزئيا، سيمنح الهيمنة الامريكية مهلة تُمكّنها من مواجهة جملة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها.





  • 1 .... 08-02-2013 | 09:10 AM

    هم أحرار .....

  • 2 ابو رمان 08-02-2013 | 10:44 AM

    اسم ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، ليس غريبا على الاسرائيليين...صحيح مليون بالمية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :