كان خبيرا في الاقتصاد، و تفتق ذهنه على فكرة استثمارية ، تستند الى قانون العرض و الطلب ، تساعده على تكوين ثروة طالما حلم بها، فكان ان عاد الى قريته المحاطة بالقرود .دعا سكان القرية و عرض عليهم مبلغ عشرة دنانير لقاء كل قرد يجلبوه و يسلموه اياه حيا ، فبدأ اهل القرية السعي جادين لتأمينه بأعداد من القرود ، كان الخبير يحتفظ بها في مزرعته.
تباطأ اهل القرية لشح العدد من القرود، فكان للخبير أن رفع السعر الى عشرين دينارا للقرد الواحد ، و هنا بدأت عزيمة أهل القرية ترتفع من جديد في توسيع دائرة البحث و جلب القرود بكميات الى مزرعة الخبير ، الذي كان يدفع الثمن نقدا دوان ابطاء او خصم أية عمولات.
و بعد حين ، نفذت القرود من الغابات المجاورة ، و قل العرض الى شبه الاضمحلال ، و هنا رفع الخبير السعر الى خمسين دينارا للقرد الواحد ، عدا و نقدا.
و بدأ اهل القرية بالسعي المحموم للحصول على القرود و بأي ثمن علهم يجنون ثروة من مشروع الخبير العظيم و على حسابه.
و كان للخبير و سيط و مساعد مؤتمن ، اوكل اليه ادارة مزرعة القرود، و غادر الخبير القرية في زيارة الى خارجها ، في فترة انهماك الناس بالبحث عن القرود ليبيعوها بالسعر الجديد الاعلى .
و هنا تكفل الوسيط المؤتمن و الساعد الايمن للخبير بحل مشكلة اهل القرية ، فعرض عليهم شراء موجودات المزرعة من القرود باربعين دينارا للقرد الواحد ، فتدافع اهل القرية للشراء ، كلا يحلم بالثروة الهابطة من السماء ، فما هو باربعين دينارا اليوم من الوسيط ، سيكون بخمسن دينارا غدا للخبير.
و باع الوسيط كافة موجودات المزرعة ، و غادر لاحقا بالخبير و معه حصيلة بيع القرود بالسعر العادل البالغ اربعون دينارا للقرد الواحد .
و احتفظ اهل القرية بالقرود بعد ان ضاعت النقود !!