الاعلام مقصّر بحق النساء في المحافظات. هناك خلية نحل دائمة الحركة والعطاء في الكرك ومادبا ومعان والمفرق والزرقاء، في البلقاء والطفيلة وجرش وعجلون والعقبة. هناك في الأرياف والبوادي نساء كسرن القيود والجمود وساهمن بجهدهن في التنمية المحلية ونهضن بمجتمعهن الصغير بعيدا عن فلاشات الكاميرات واستوديوهات التصوير.
الظروف القاسية في أماكن من المحافظات التي تفتقر للكثير من الرفاهية والخدمات التي تتمتع بها العاصمة عمان، لم تكن عائقا أمام المرأة في المناطق الأقل حظا ً ، فقد كان التحدي لتحقيق انجاز حقيقي وهو ما يؤكّد أن النساء قادرات تحت عصف الظروف القاسية أن يندفعن بمزيد من الارادة والاصرار نحو الإبداع ويتمتعن بالعزيمة لتحسين الواقع المعيشي بدل الرضوخ إلى الظروف الصعبة.
نشميات المحافظات التي تغيب عنهن فلاشات الأضواء الاعلامية يمارسن أعمالاً تنموية لمناطقهن ويعملن بجهد جبّار فردي أو من خلال مؤسسات أو جمعيات نسائية، بعيدا عن المكتسبات والمنافع واكتساح الواجهات الاجتماعية التي تحتلها عادة نساء عمّان.
رأيت بنفسي سيدات لا يملكن سوى قوت يومهن ، لكنهن يثابرن في الميدان ويعملن لخدمة المجتمع ويتابعن متطلبات الأهالي بالإضافة لدورهن الإنساني ضمن عوائلهن، فقد ساهمت المشاريع الصغيرة التي أبدعن فيها بتوفير حياة مستورة وكريمة للعائلة كلها.
قصص النجاح والانجاز مذهلة في المناطق التي يقضّها الاحتياج لخدمات وموارد أساسية غائبة، فقد خلقت تحديا ً سطـّر أنجح التجارب للنساء في العمل الإجتماعي والتطوعي وإدارة مشاريع فردية صغيرة غيّرت حياة كثير من الأسر إيجابا ً .
أقل ما تستحق تجربة المرأة خارج العاصمة أن نرفدها بالدعم المعنوي ولو بالالتفات إعلامياً إلى احتياجاتها وإلى مساهماتها في منطقتها التي تعتبر في ظل شح الإمكانات من حولها انتصارا ً لجميع النساء وأصل الإبداع الحقيقي.
الرأي