مَن يدفع للزمّار .. و مَن يُقرر له النغم .. ؟!
عودة عودة
06-02-2013 02:03 AM
بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد و وادي عربة و أوسلو بين ( اسرائيل ) من جهة و مصر و الأردن و منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى انتشرت منظمات يصفها كثيرون ب " الفطر السام " بين المثقفين و الفنانين و الشعراء و الكتاب و الصحفيين في هذه البلدان و بشكل أوسع من أي مكان عربي آخر " منظمات التمويل الأجنبي " و التي تعطي لنفسها اسماء ملطفة أو محببة " منظمات غير حكومية N.J.O " هدفها زرع فكرة جديدة مؤداها أن العالم في حاجة الى " سلام أمريكي " و الى عصر تنوير جديد و إن كله سيكون اسمه " القرن الأمريكي " .
قبل أيام عُقد في عمان و قريباً من وزارة الداخلية ..! مؤتمر مناهض لمنظمات التمويل الأجنبي هذه أعدته رابطة الكتاب الأردنيين و المكان هو " المنتدى العربي " و هو محفل قومي ناصري أُقيم قبل نحو عشر سنوات و يحظى باهتمام و احترام الجميع و قد غاب عن هذا المؤتمر جماعات مهمة و معنية مع الأسف كالأحزاب و النقابات و النواب الحاليين و السابقين و الحكومة كما أعلم و جميع وسائل الإعلام الأردنية و العربية و الأجنبية و إن كان قد حضره خيرة من الكتاب و المثقفين الملتزمين و استمر من الصباح و حتى السابعة مساءاً و من المحاضرين البارزين الدكتور عباس خلف سفير سابق للعراق في موسكو و الدكتور موفق محادين و الباحث عبد الله حموده و آخرين .
لقد أسف المتحدثون لإنخراط بعض المثقفين و الفنانين و الصحفيين و الكتاب و الشعراء ( المتساقطين وفق وصف الدكتور محادين لهم ) في هذه المنظمات الحكومية و الذي كان لهم دور في الثقافة العربية الطلعية و التقدمية في وطننا العربي و كل ذلك بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و بعد غزو أمريكا و أخواتها للعراق .
و اعتبر محاضرون إن ما جرى في مصر و الأردن و فلسطين نتيجة هذا الغزو الثقافي و من خلال منظمات التمويل الأجنبي قد سبقه غزوات مماثلة للدول في أوروبا و ما سمي في حينه بالثورة البرتقالية في منظومة الدول الإشتراكية و كل ذلك جرى بوسائل قذرة و المال أولها و استغرب المحاضرون و الحضور ابتعاد هذه المنظمات عن أي حديث في القضية الفلسطينية و الوحدة العربية و إلغاء صفة العروبة عن بلدنا و البحث في قضايا هامشية جداً على سبيل المثال فقد انجزت " شبكة الإعلام المجتمعي " و هي شبكة اردنية ..! دراسة مؤخراً تناولت " الأقليات الدينية في الأردن " كالبهائية و الإنجيلية و الشيعة و يقول واضعو هذه الدراسة الذين يطالبون بتعديل القوانين لهذه الغاية إن هدفها ( يأتي لتحقيق مزيد من السمو في العدل و تحقيق مزيد من الحريات بما لا يتعارض مع الإسلام و المعتقدات الأخرى داخل الأردن ) وفق السيد حمدي مراد في مقدمته التي وضعها لهذه الدراسة .
و علق الكاتب و الباحث عبد الله حموده و من المحاضرين في المؤتمر على كلام السيد مراد : إننا نتساءل , اذا عرفنا الجهات الممولة و المعروفة بأجنداتها الخاصة سواء في تفتيت الوطن العربي و خلق عناصر فكرية تصبح أولوياتها هي أولويات الممول و إن هذه الجهات الأجنبية تدعم سياسة العدو الغاصب الصهيوني في فلسطين و تنادي بالسلام معه فكيف تكون هذه الجهات الممولة ليس لها أجندات ؟ و كيف تكون الدراسة بعيدة عن الأجندات الخارجية و تمويلها من جهات أجنبية معادية للعروبة و الوطن ؟ , مضيفاً : و من هنا فإن التمويل الواضح المعترف به من قبل " شبكة الإعلام المجتمعي" راعية الدراسة هي أولاً و قبل كل شيء ممولة من جهات لا تضمر لوطننا إلا الخراب بالرغم من ادعاء الدراسة أنها نحو مواطنة كاملة . فهل الأردن يعاني فعلاً و بشكل كبير من التمييز ضد الطوائف الإنجليلية و البهائية و الدرزية و الشيعية بحيث يفرد لها هذا العدد من الدارسين و الراصدين و المستشارين على كافة القضايا الأخرى . و نحن بالضرورة ضد أي تمييز ضد أي مواطن في بلدنا . فالأردن يعاني من الفساد و الفاسدين و يعاني من القوانين و الدستور التي بحاجة الى تغيير جذري و يعاني من التخلف و يعاني من ضعف في التعليم و الصحة للجميع و يعاني من العدو الغاصب الصهيوني و من ثقافته العنصرية الصهيونية , و بوصلتنا هي العروبة و أن المواطن الحر في الوطن الحر هو الذي يستطيع أن يقدم الكثير لخدمة وطنه و أننا أبناء أمة عربية واحدة تعاني و منذ عقود من التجزئة و التبعية للغرب و نهب خيرات امة و غياب الحريات .
و في الختام فقد كشف المؤتمر الغطاء تماماً عن هذه المنظمات فهي تعمل ليل نهار بعيداً عن القضايا الهامة و الرئيسية للشعب الأردني و على رأسها القضية الفلسطينية و الوحدة العربية و عرفنا في نهايته : ( من يَدفع للزمّار .. و مَن يُقرر له النغم ..؟! )
Odeha_odeha@yahoo.com