(موقع التعارف الاجتماعي الشهير يحول مستخدميه إلى «مروجين» للماركات المختلفة)
سان فرانسيسكو: جيسيا غوين*
يسعى موقع «فيس بوك» للتعارف الالكتروني الى تحويل اعضاء مجتمعه الانترنتي الى مروجين للمنتجات التي يعلن عنها على الموقع. وفي محاولة للتنقيب عن قدراته التجارية، اعلن الموقع مؤخرا استراتيجية اعلانية تعول على احد ابرز ميزاته وهي «وكالة الانباء»، التي تمكن المشتركين في الموقع من معرفة تطورات حياة اصدقائهم المشتركين كذلك. ويأمل «فيس بوك» في تحول «وكالة الأنباء» هذه الى خدمة يمكن ان يستفيد منها المعلنون. ولفعل ذلك، تأمل الشركة في ملاحقة المستخدمين عندما يزورون مواقع مشاركة مع «فيس بوك». مثلا، عندما يرغب احد مستخدمي "فيس بوك" في اضافة فيلم للاستئجار من موقع «بلوك بوستر» لتأجير وبيع الافلام، سيجد سؤالا يطرح عليه ليعرف اذا ما كان الشخص يريد ان يبلغ اصدقاءه على «فيس بوك» بخياره الجديد. كذلك، سيستطيع المستخدمون اعلام اصدقائهم في حالة وضعهم لغرض ما للبيع على موقع مثل «إي باي»، وسيتكمن المعلنون من وضع اعلانات موجهة ضمن هذه الرسائل مقابل مبلغ معين. وفي حين قد يرى البعض هذه الوسيلة مريبة، الا انه من شأنها جعل الاعلانات على مواقع التعارف الالكتروني اكثر جدوى من أي وقت مضى، بحسب رأي بعض الخبراء. وتقول المحللة ديبرا اهو وليامسون ان مثل هذه الخطوات قد تكون «تغير قواعد اللعبة كليا». وتقول وليامسون ان ما يسعى «فيس بوك» فعله هو تحويل طريقة الاعلان، من استهداف شريحة معينة برسالة اعلانية محددة، الى اقتحام ما يقوله اشخاص في دائرة محددة من الاصدقاء بين بعضهم بعضا، وهذه نقطة مهمة للغاية بالنسبة للمعلنين. وبحسب ما يرى دوايت كاينز، نائب الرئيس التنفيذي للاعلام الرقمي في شركة «كولومبيا تراي ستار»، فإن اكثر الادوات التسويقية تأثيرا هي قيام شخص باقتراح منتج او خدمة معينة لصديقه، مضيفا «نحن نحيا ونموت بكلمة يقولها المستهلك». وتزايد الاهتمام بموقع «فيس بوك» اكثر في الشهر الماضي، عندما اعلنت شركة «مايكروسوفت» موافقتها على شراء جزء صغير من «فيس بوك» مقابل 240 مليون دولار، وقد تسببت هذه الصفقة بتحديد قيمة «فيس بوك» بـ 15 مليار دولار، مما جعل الموقع تحت ضغوط اكثر لجذب المزيد من كبار المعلنين. وكان «فيس بوك».فيس بوك» أسس في احد مساكن الطلاب بجامعة «هارفرد» عام 2004، ومن المتوقع له ان يولد 150 مليون دولار من الدخل هذه السنة. ويعتمد نجاح استراتيجية «فيس بوك» الاعلانية بشكل اساسي على امر واحد، كيف سيتقبلها ويتعامل معها الـ 52 مليون مستخدم المسجلون بالموقع.(الشرق الاوسط).