التلفزيون الأردني لم يستطع تغطية الانتخابات النيابية بالحد الأدنى من المهنية المطلوبة
باسل الرفايعة
06-12-2007 02:00 AM
نقلا عن الغد
..................................................
"هناك توجه لإعداد استراتيجية كاملة للإعلام، خصوصا فيما يتعلق بالإعلام الرسمي، وإنه لا يوجد عودة لوزارة الإعلام بالمفهوم الذي كانت موجودة عليه في السابق، و(نحن) نتابع موضوع الإعلام منذ سنوات، وما حدث بوجود وزارة لشؤون الإعلام والاتصال ليس استحداثا لوزارة بقدر ما هو استحداث لمنصب وزاري في هذا الإطار".
وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال ناصر جودة
5 كانون الأول (ديسمبر) الحالي وهكذا نكتشف فجأة أن معضلة الإعلام المزمنة في حاجة لاستراتيجية جديدة و"كاملة" بعد سنوات من التجريب الاستعراضي لاستراتيجيات وأفكار ذهبت بعيدا في الإنشاء، وقفزت عن أي إنجاز، ولم يستفد منها سوى موظفين بدرجات عليا، ومديرين هنا وهناك، ومستشارين برواتب وامتيازات، والحصيلة وزارة ملغاة تطلّ برأسها على خجل في حكومة جديدة، وإخفاق يتواصل في هياكل الحكومة الإعلامية، وإصرار على تملك الصحف وإدارتها في زمن شيوع الخصخصة!!.
تجدُّد الحديث عن استراتيجية لا يعني لمن يتابع ملف الإعلام في الأردن أكثر من انزعاج حكومي عارض من أداء مؤسسة تابعة لها، ربما تكون التلفزيون الأردني الذي لم يستطع تغطية الانتخابات النيابية بالحد الأدنى من المهنية المطلوبة، وصوّر الحدث كما لو كان معركة استقطاب تدور رحاها في الشارع بين الحكومة والإسلاميين، أو انزعاج من إدارة أخرى، ستجد الحكومة أن الحلّ المناسب لها يكمن في العودة إلى لعبة الكراسي المألوفة والمعروفة.. وهكذا!.
وتتويجا للإخفاق التاريخي في هذا الملف بات لدينا منصب وزاري (من دون وزارة) للإعلام والاتصال، من أجل تشكيلات مرتقبة في المناصب الإعلامية العليا، ومن أجل "التشاور والتنسيق" مع المجلس الأعلى للإعلام الذي لم ينجح حتى الآن في أن يكون جهة استشارية، أو من أجل الحديث عن دور "دائرة المطبوعات والنشر" في الرقابة على الإنترنت، وربما من أجل البحث عن دور لمركز الإعلام الأردني!.
سوف تتبع كل الهياكل الإعلامية الرسمية ضمناً إلى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، وسيظل الوزير يؤكد كل مرة أن وزارة الإعلام ملغاة، وأن لا عودة لها، وإن كان من عودة فإنها لن تكون "بالمفهوم السابق"!!.
أليست هذه أحجية مضحكة حدّ المرارة؟!
baselraf@gmail.com
..............................................................................................................................
الكاتب الرفايعة كاتب زاوية "مرايا" لسنتين ماضيتين بدأ يكتب بإسمه الصريح بعد ان كان يكتب تحت اسم مستعار "مراقب" وذلك بمناسبة التغييرات في رئاسة تحرير الصحيفة.