بدأت البارحة المفاوضات الرسمية لتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة غداة تكليف رئيس الوزراء المنتهية ولايته (بنيامين نتانياهو) من قبل الرئيس الاسرائيلي (شمعون بيريز)..
جهود نتانياهو ستكون مليئة بالتنازلات على صعيد السياسة الداخلية لضم حزب (يش عتيد) بزعامة (يائير لابيد) والذي فاز بـ 19 مقعداً في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) كي يتكون الائتلاف الحكومي الذي يسعى الية الثنائي (نتانياهو - افيغدور ليبرمان) بعيداً عن اي مساعدة من قبل اليسار الاسرائيلي..
اسمع كلاما كثيرا بشأن التفاؤل (المفرط) الذي ينتاب البعض ممن يتمسكون بفكرة السلام والتعايش مع (صقور اليمين المتطرف) في اسرائيل..
نتانياهو.. من هذا الرجل؟
لا يمكن وصفه إلا بكلمات قالها الكاتب بصحيفة هآرتس الإسرائيلية (جدعون ليفي) ذات يوم.. قال عنه (هذا ليس نتانياهو.. بل محتالياهو)..
ولكم ان تصدقوا كاتبهم.. لكم ان تتمعنوا اكثر في الوصف..
بل يمكن وصفة ايضاً بـ (رجل السياسية المحترف براغماتيا)..
هذا الرجل (بي - بي) ناجح في عالم المراوغة السياسية، هو لا يريد سلاماً مع الفلسطينيين ولا حتى الحديث عنه، يستمر بالاستيطان الشرس (بكل ما أوتي من قوة) .. هكذا برهن خلال ولايتين في الحكم، ولا اظن الامر مختلفا في ولايته الثالثة..
ينجز (لليمين المتطرف) أشياء لم تكن في الحسبان، وبالمحصلة (يفعل ما يريد) ويجعل إدارة البيت الابيض ترضخ، في نهاية المطاف، لمطالب (اليمين المتطرف).. يماطل ويماطل (يكسب وقتاً) ليغيّر معالم الجغرافيا، يُهوّد كل الأماكن باسم الدين والتاريخ الزائف، وليس بذهنه مبدأ تقسيم (أورشليم القدس).. يجعل من يلهث وراء السلام (يلهث أكثر وأكثر) وهو يعلن ليل نهار بانه (مؤمن بالسلام)!..
يؤمن بان السراب لا يأتي إلا بالسراب!.. يستمر بممارسة الاضطهاد بكل أشكاله, يسعى لان يجعل الآخر (المضطهد) يَملُّ من الملل (وهو ينجح لحد بعيد), يمارس (براغماتية البراغماتية) ولا يوجد بمخيلته (خريطة طريق) كما يظن البعض (ممن أدمنوا فعل التفاوض لأجل التفاوض)!..
يخلط (الدين بالسياسة)، ويشكل الامور كيفما يحب.. تسقط عينه على تلة في الارض المحتلة، تعجبه؛ فيقرر توسيع الاستيطان باسم الدين.. يقول:
هنا مرت (ليئة وراحيل - زوجتا يعقوب), هنا إذن (طريق مقدس لأحفاد يعقوب)!، وهنالك جلست (سارة - زوجة إبراهيم) .. في مخيلته (سارة) وحدها (من تستحق نسيم المكان) ومن تبعها من أحفادها (لهم حق سارة في قدس الاقداس).. وفي تلك الزاوية الجغرافية هرولت (سيبورا زوجة موسى) أمام زوجها في لحظة رومانسية يهودية .. وفي ذاك المكان جلس (موسى ويوشع بن نون وحبقوق وبن يائير), هنا مروا، هنا جلسوا، هنا في (المكان) أسسوا لحياة أحفادهم..
لهذا ولذاك: (لا مكان للغرباء الاغيار هنا)، وعلى الغرباء ممن يقطنون (الارض) ان يجدوا زوايا أخرى للعيش في هذا العالم، ومن يعترض، فـ(كل الوسائل مشروعة لردعه)!..
كم هو (مُخزّنٌ) هذا الفكر المتطرف اليهودي الممثل بشخص يسمى (نتانياهو)..
فلا تأملوا كثيراً مع امثال هؤلاء فهم (حفنة من العكاريت والزعران)..
تبقى فكرة الحديث..
هذا الرجل (محتالياهو) ينسى الكلمات التاليات
(إن اضطهاد الآخر, تقويض للنفس)..
enad.salem@gmail.com
"الرأي"