هل يحق للقوائم أن تتفاجأ ؟
احمد ابوخليل
04-02-2013 05:25 AM
جميعها تفجأت بنتائجها، وحتى بالنسبة لأعلى قائمتين، فإن الفرح بالمركز المتقدم هو الذي أخفى المفاجأة. أما عند الآخرين، فإن المفاجآت كانت معلنة. في الواقع لقد كنا بحاجة الى ما لا يقل عن 300 مقعد لتلبية أبسط التوقعات للقوائم. ومن يدري؟ ربما تنشأ قاعدة انتخابية تقول: "إذا رأيت مفاجآت الآخرين هانت عليك مفاجأتك".
لم يلتفت قادة القوائم بجدية الى الأثر "الساحق" لتكاثر عدد هذه القوائم، هنا فقط يمكن لمن يريد، أن يتقصى عن "مؤامرات"، وقد تبادل الناس بالفعل تحليلات و"معلومات" عن قوائم أسست لغايات سحب الأصوات من قوائم أخرى، لكن حتى لو حصل ذلك، فإن "خبراء الانتخابات" يعرفون أن هذا السلوك أصبح -وعلى أيديهم- تكتيكاً مقبولاً.
إذا تجاوزنا ذلك، فإن هناك عوامل أخرى:
عدد من رؤساء القوائم المتوسطة والضعيفة، أقام كل منهم ما يشبه الدائرة الوهمية على المستوى الوطني (كي لا نقول وطناً وهمياً) وراح يقيم حساباته وفقاً لها. فهناك عشائر بحثت عن امتداداتها خارج منطقتها وأسست قائمة، وبعضهم أعلن عن تطبيقات خاصة للوحدة الوطنية بما يتلاءم مع حدود أصواته المتوقعة، وهناك "أهالي مناطق" منتشرين في عدة محافظات أسسوا قوائمهم وفق ذلك.
اما القوائم الكبيرة، فقد اعتمدت على حسابات "قديمة"، فالذي تزعم قائمة الى جانب عدد من زملائه المقتنعين بزعامته في العاصمة، لم يدرك أن حسابات الناخبين ستكون مختلفة، ثم أن زملاءه "الكبار" في مناطقهم، لم ينتبهوا الى أن مجرد إبلاغ ناخبيهم بالترشح لا يكفي لنيل أصوصاتهم، لقد انتشر سؤال المراكز على نطاق واسع في وجه أصحاب الأرقام التالية للمركز الأول، وبالنتيجة نشأت في أكثر من منطقة قوائم محلية هدفها الاحتجاج على مراكز ناخبيها "الكبار". وهناك بعض الحالات التي تشكلت فيها قوائم، لكن ممولاً "سقط" عليهم مطالباً بالموقع الأول مقابل الانفاق.
هذا في الجانب "السلبي"، لكن هناك ما هو إيجابي، لقد صمدت عدة قوائم أمام إغراء التمويل، وأعرف مرشحاً "فقيراً" حقق إجماعاً عند جماعته وجاءه من "يشتري الاجماع" على أن يكون أولاً، ولكنه أبى وشكل قائمة وفقاً لمبادئ اخلاقية بسيطة حددها لنفسه، وهناك قائمة اخرى شكلها مجموعة من النقابيين العماليين رفضوا الرضوخ لخطة "كبار النقابيين" التي أجّرت اسمها لممول، وهناك عدد من الأكاديميين أقاموا كتلتهم وفق شروط خاصة بهم، وبالطبع الى جانب بعض القوائم التي تأسست على فكرة حزبية او شبه حزبية.
كما تلاحظون فإنني هنا أقدم وصفاً لا تقويماً لما جرى، وذلك كي أشير الى العمليات التي أسهمت في توزيع الأصوات بطريقة "منطقية" لا يمكن الاعتراض عليها إلا في سياق الاعتراض السياسي على القانون وعلى الحياة السياسية عموماً.
مع كل ذلك، هل تعتبر القوائم مساهمة إيجابية أم سلبية؟ هي بكل تأكيد إيجابية، وسأوضح رأيي في مقالة الغد، بعون الله .
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم