لا اعرف إن كان يحق لنا التعليق على قضايا منظورة أمام القضاء , لكن بالإمكان تناول هذه القضايا على الأقل في ظلال ما تتناقله وسائل الإعلام , وقد بات حقا للرأي العام .
على مدار أكثر من عام احتلت قضيتا الكازينو والفوسفات صدارة إهتمام الرأي العام , ليس لطبيعة المتهمين فيهما فحسب , بل لحجم الأموال التي إرتبطت بهما , لكن الإثارة تبدت أكثر عندما إنتقلتا من التكهنات الى قاعات المحاكم , وسرعان ما عكست كل منهما صورتين متناقضتين .
في قضية « الكازينو « وقد دخلت في باب التسلية الشعبية في تسلسل حلقاتها وكثرة الشهود وأغلبهم وزراء فإن ما يلفت الإنتباه هو أن الشهود فيها لا يعرفون شيئا عن القضية وقد سمعوا عنها في وسائل الإعلام , أما في الفوسفات وقد إستمعت المحكمة الى أكثر من عشرة شهود حتى الآن فإن معظمهم إكتفوا بنقل معلومات سمعوا بها وهي ذات المعلومات التي سبق وأن تناقلتها وسائل الإعلام , وقد زعموا معرفتهم بمخالفات كانت تتم , لكن أيا منهم لم يعلق الجرس بحجج واهية وهي سطوة الإدارة !! .
لا أعرف ما هو حكم التستر على جريمة يدرك من يعي أبعادها الجرمية وملايين الدنانير التي أهدرت فيها بينما يلوذ بالصمت لأكثر من خمس سنوات , ولا أعرف ما هو حكم من يزعم جهله بتفاصيل قرار حمل بالنهاية توقيعه , لكن ما أعرفه هو أن التستر على جريمة بعدم التبليغ عنها أو إنكار العلم بها بينما يقع الدليل على ما هو خلاف ذلك ، يعد جريمة تستوجب الملاحقة والمساءلة والعقاب أسوة بمرتكبها ، إن ثبتت فيها الجريمة ، وإن ثبتت فإن التستر عليها طيلة هذا الوقت جريمة تستحق الملاحقة والمساءلة , ولا يزعم أحدهم الخوف بأثر رجعي وهو ما لا يعترف به القضاء , أو الشجاعة بأثر لاحق وهو ذنب لا يغفر .
هل إعتراف الشهود ، امام المدعي العام وامام المحكمة، بعلمهم بهذه بالأفعال وقت حدوثها هو إعتراف بجرم التستر ما يستدعي المساءلة ولو كان بأثر رجعي ؟. وهل إنكار العلم بقضية ما بينما تظهر كل الوثائق والكتب ما هو عكس ذلك إنكار لما هو مثبت ما يستحق المسائلة ؟ .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي