أحجار تتحرك: "حراك الموالاة" أخطر بكثير!!
د. وليد خالد ابو دلبوح
03-02-2013 11:58 PM
المجالي: هل أصبح "ورقة" ... أم لا "زال لاعبا" يُحرّك الأوراق!
في مقولة "مجنون يحكي وعاقل يسمع": هل تستطيع اليوم أن تُميّز ... "من هو المجنون ومن هو العاقل في السياسة الاردنيه اليوم" ؟!! رولا الحروب و"الاسلاميون" في البرلمان ... والمجالي خارجه؟؟! هل نتوقع يوما ما, المجالي أن يتظاهر بعد صلاة الجمعة طلبا للاصلاح؟ هل سيكون بطل المعارضة يوما ما؟ هل سيكون "أحمد عبيدات" اخر؟ أم هي بداية مرحلة طويلة الأمد, لخلق "معارضة موالية" تمتص الحراك الداخلي, وملئ فراغ التحدي الاسلامي عن طريق رجال الحرس القديم؟ ما مفهوم "الموالاة" اليوم؟ وما مفهوم "المعارضه" في الغد؟ هل مفهوم "الموالاة" يتغير أم يتطور؟ وهل هو في مرحلة الانتقال أم في مرحلة التحول؟ أم في مرحلة اعادة البناء أو اعادة تقسيم الكعكة؟ والأهم من ذلك, هل موقف الباشا رسالة موجه الى الشعب أم للنظام؟ يصعب الاجابة الاّن, ولكن كل الذي أدركة أن الاحداث والأحجار تدخل لتنتقل في نفق عميق... لا نعرف, مدى عمقه, و كيف يبدو نهايته, الا هؤلاء من شقوا هذا النفق ويقفون في الطرف الاخر منه!!
ماذا حدث في "مؤسّسة" الموالاة؟ هل هو شرخ أم هي اعادة خلط الأوراق؟ ؟ ومن هو الجوكر القادم ... ومن يحتفظ به الى الان؟ ما الذي "أزعل" المجالي؟ هل هو "زعل" جوهري أم سطحي؟ هل هو خلاف حقيقي باطني أم تكتيكي ظاهري؟ هل هي فعلا حول نسبة المقاعد؟ أنا لا أعتقد بتاتا موضوع الحصص والمقاعد سبب شافي لهذا "الزعل"... قد يبدو أنها في الظاهر "القشة" التي أفرزت هذا المشهد "الخلافي", ولكن يبقى الموضوع أخطر من هذا بكثير... وأكاد أجزم, لو عُرف سبب "زعل" الباشا الحقيقي, الباطن لا الظاهر, يمكننا أن نفهم جلّ "سر وخفايا" السياسة الاردنيه اليوم ... وكيف تُحاك ... ومن أبطالها ... والأيادي الخفية والاجندات التي لا تهدأ ليل نهار!
اعادة بناء مؤسّسة الموالاة: من يُدير من؟!
من يملك القوة الحقيقيه في الأردن؟ من يّدير ويوزع الأدوار؟ وتحت غطاء من وكيف ولماذا؟ هل كان مقصود اثارة البلبلة للانتخابات بعد كل هذه الوعود والضمانات؟ هل هناك يد تُحيط ب عبداله الخطيب؟ هل هنالك قوة أكبر من النسور؟ هل هناك يد داخل اليد؟ هل هناك جهاز داخل الجهاز أو دائره داخل دائرة؟ ولماذا عاد الطراونه سريعا؟ وعلى حساب من عاد؟ ما معنى الطراونه اليوم في المعادلة السياسية الاردنيه اليوم؟ لماذا لا يكتمل "النصاب" الاصلاحي والديموقراطي اليوم الا اذا كان الطراونه في مؤسسة الرئاسة او في مؤسسة الديوان؟ من يدير من, ومن يحرك من, ومن هم الأوراق ومن هم الاحجار؟ ومن هم الاعبون؟
الخاتمه: هل سيأتي يوم أبو زنط من "الموالاة" والمجالي من المعارضة؟!
كان أسهل علينا "تقبُل" صدور الارادة الملكية لأحمد عويدي العبادي بتشكيل حكومة الاردنية وليث شبيلات رئيسا للديوان الملكي و توجان الفيصل رئيسة للهيئة المستقله للانتخابات, من خبر "استقالة" المجالي من مجلس النواب. فالمجالي, شئنا أم أبينا, هو ليس رجل من الموالاة فحسب, بل هو أحدى رجالات النخبة القليلة الذين جبلوا وصمّموا مفهوم "الموالاة" وطبيعته في الاردن لعقود.
أين الكرة في الملعب السياسي اليوم؟ والأهم من ذلك ... هل يوجد كرة بالأصل في الملعب؟ كثر الاعبون في المشهد السياسي الاردني, بعضهم داخلي وبعضهم خارجي, وبعضهم مرئي وكثير منهم غير مرئي, ولا نعرف "الموالي" منهم من "المعارض"... والأهم من ذلك لا يوجد كرة في هذا الملعب يُخرج الاردن مما هو فيه, وعلى الاقل في المدى القصير... ربنا ولا تحمّل الاردنيون مالا طاقة لهم به!
Dr_waleedd@yahoo.com