facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحب الفيسبوكي .. !


ايهاب سلامة
03-02-2013 08:57 PM

ترسل لي فتاة اجهل اسمها وشكلها رسالة عنونتها بـ " انا عاشقة"..!

قبل الـ فيس بوك .. كان الحب احلى بمليون مرة ! ..كانت النظرة الاولى .. تخلق الف قصيدة وقصيدة.. والكلمة الاولى.. توصلك الى حدود الهذيان .. واللقاء الاول ..يعيدك منه الى منزل غير منزلك.. وحي غير حيك.. ومدن غير تلك المدينة التي ألفت السكن فيها..فتضيع..عن طيب خاطر..بل وتتمنى ان تظل تائها طيلة عمرك..!

في زمن الحب الفيسبوكي .. الحب يكون بنقرة اصبع (!) والمشاعر باتت تتحكم بها مفاتيح الكي بورد.. و"الشركات المزودة لخدمات الانترنت"..وسرعة وصولها ..حسب اشتراكك وسرعة الـ" ميجا بايت" لديك..وان لم تكن تحسن "الطباعة" فلن تصل يوما الى مضارب حبيبتك.. وان قطعت الكهرباء ليلتها .. مليون شمعة وشمعة لن تريك طلة وجهها..!

في زمن الحب الفيس بوكي .. المشاعر بحاجة الى "داون لوود"..! وتخزين في ذاكرة القرص الصلب..لا في قلبك..!

في زمن الحب الفيس بوكي.. القبلة صارت "مووواه "..! والبسمة صارت "هههههههههههه"..! و"الكلمة الحلوة" تحتاج قبل ان تبوح بها الى اسم وكلمة سر ..(!) ودون ذلك فلست بعاشق..ولن تخطب يوماً ود حبيبتك..!

خدعوها بقولهم حسناء ......... والغواني يغرهن الثناء
أتراها تناست اسمي لما ...... كثرت في غرامها الأسماء
نـظـرة فابتسامة فسلام ........... فـكـلام فـمـوعد فـلـقـاء
قبل زمن "الحب الفيس بوكي"..كانت نظرة من عين الحبيبة .. ترفع "الادرينالين" الى مستويات لا يعلم بها الا الله ...ومن جربها (!)..

كانت الاهداب تتكلم ! والرمش يتكلم ! واللسان حين يرف هدب الحبيب ..يتلعثم..! والعين كلما طرفت.. تشعل في القلب المتيم الف حريق وحريق .. والقد حينما يميل..كانت الارض تميل..حيث يميل..وتتوقف حيثما توقف..!
كان الموعد الاول.. لايحتاج لاذن من"سيرفرات" "امريكا".. للسماح بلقاء حبيبتك على "فيس بوك"..!
كان الموعد الاول.. يسبقه سهر شهر واكثر..! وترقبا يحرق الاعصاب.. يكون اجمل من اللقاء بعينه..!
كان الموعد الاول..يعني انك تقف على مفترق عمرك.. وان مصير حياتك .. تحدده بسمة رضا وقبول من ثغر الحبيبة..!

ويأتي اللقاء الاول.. فتاتي معه مواسم الربيع .. تتفتح كل زهرات الدحنون.. تصير الارض.. غير الارض.. والسماء غير السماء.. واللقاء قد ينتهي بجنون .. واي جنون.. !

كانت تشابك اصابع حبيبين .. يوصل ذبذبات الى القلب مفادها .. (لقد توقفت الكرة الارضية عن الدوران(..!
كان اختلاس نظرة لعيون الحبيبة .. يخرج القلب من الصدر للحظات..! ويعيد النبض اليه.. بالنظرة الثانية .. وما بين نبضة واخرى .. يكون هناك فاصل زمني صغير .. ينطق بها الثغر ..احبك.

كانت كلمة "احبك".. تحملك الى السماء .. وتلقي بك على اهداب من تهوى.. فتعاود تشكيل جيناتك من جديد .. تعاود ترتيب اوراق عمرك المبعثرة .. ورقة ورقة.. وتبعثرها مجددا.. وتوصلك الى منتهى النشوة..

في الزمن الفيسبوكي.. قد تسمع في اليوم الف كلمة بحبك .. دون تلك الخلجات .. تلك النبضات .. ودون ان تترك على جدران قلبك ولو شطر قصيدة..!

كلهم يا عزيزي عاشقون..! يعشقون في اليوم الف (ليلى)..! ويعشقن في (الليلة) الف قيس وقيس..وينام كلاهما قرير العين ..دون لوعة..!

دون غصة.. دون رعشة قلب.. دون ضلوع اتعبها التقلب ذات اليمين.. وذات الشمال.. دون دمعة تنساب على خد يتمنى ان تلامسه ذات حلم ..اصابع من تهوى..!

كلهم يا عزيزي شعراء.. والشعر يقرأ عليهم سورة "البراء"..! وتنصب القصيدة مشنقتها بيديها على عتبات كلماتهم "المقتبسة" وتنتحر"..!

(وتسألين ما الحب؟ وكيف يكون الحب؟ وتدعين انك عاشقة ..! وان الليل يقض مضجعه.. سهرك)..!
كانت المراة قبل عصر فيس بوك .. احلى ..واشهى.. وكان البعد عنها ..يجّملها بانظارنا..! فتزداد فوق الحسن حسناً.. ويشعل في القلب نار الاشتياق.. والمسافات - رغم البعد - كانت "تقرب" قلوب العاشقين..وتخلق في القلب لوعة ..واي لوعة..!

الان ..كل من على فيس بوك صار "قيساً"..! وكل من عليه صارت "ليلى" ..! ومضارب "العامريين" صارت اصغر من "بوست" على صفحة مفترضة..!

المشاعر الان اصبحت "يا صغيرتي" ..مفترضة .. ومنقرضة ..! وكل "العابرين" صاروا بلحظة وضحاها يعشقون عينيك..! كلهم صاروا شعراء يتغزلون بشفتيك..! و(ينقلون) الكلمات "المقتبسة" دون ذكر المصدر..!
ليلى صار اسمها "الدلوعة".. وصار تعليقاً واحدا منها (كيفكم اليوم) ..! ينال رضا الف شاعر وشاعر ..! والف معجب يبصم لها عن طيب خاطر (LIKE)..!

في صفحة ثانية ...... صفحة مهملة ثانية .. (انتقل الى رحمة الله تعالى الاديب والشاعر....) فلا تجد سوى تعليقين من عابرين يجهلان من هو الراحل..! وما يسمى بـ "لايك" واحد مجاملة ..!

ونعاود ندعي باننا "اسياد الهوى" .. وان العشق اختراع عربي .. وكبيرنا .. مسيلمة !
أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ..ولكن حب من سكن الديارا
قيس.... اعذرنا يا رفيقي.. كلهم يعشقون ليلى..!





  • 1 ايمن المحسيري 03-02-2013 | 09:05 PM

    ههههههههههههه اقسم بالله بلاغة ولا اروع وكلام جميل جميل جدا جدا.. رائع ايها الكاتب

  • 2 منال 03-02-2013 | 09:36 PM

    راااااااااااااااااااااااائعة جدا

  • 3 نادية 03-02-2013 | 09:46 PM

    كلامك رائع والأروع أنه منطقي وسليم وصحيح مئة بالمئة لكن يظل الحب حبا بلوعته للفؤاد وسهرالعاشق الولهان وترقب الحبيب وإنتظار مروره بغض النظر عن الكيفية .... زمن مسيلمة لم ينتهي ولن ينتهي ربما تختلف الظروف والزمان والمكان و الحب في زمننا بات محكوما بهذه الأشياء والفيس بوك أصبح هو القبيلة التي إلتقى فيها قيس بليلى طبعا هناك إختلاف على مستوى الأشخاص وصدق مشاعرهم لكن هناك من أحب وسيحب بلوعة وصدق وغذاب الحب بالرغم من إفتراضية الزمان والمكان والأشخاص ولعل هذا ما يزيد لوعة المحب في سره لأنه يجهل مصير مشاعره التي يتحكم فيها إنقطاع الكهرباء و سيرفرات وغياب الحبيب و أنه لا يمكنك الوقوف عند باب بيته تتقصى أخباره لما لم يفت ع الفيسبوك ؟ هذه كلها أمور تعذب المحبين في هذا العالم الملعون ... لكن زمن الحب لم ينتهي رغم كل شئ فمازال هناك قيس وليلى
    وما حب الديار شغفن قلبي ..ولكن حب من سكن الديارا وما حب الفيسبوك شغفن قلبي وجعلني أسهر الليالي وأعتزل العالم من حولي ..ولكن حب من عرفته في الفيس شغف قلبي

  • 4 ام يزن 03-02-2013 | 10:30 PM

    يقولون لكل زمان دولة ورجال وهذا الزمن الالكتروني يناسبه الحب الفيسبوكي الذي لا طعم له ولا احاسيس ولامشاعر وشكرا للكاتب الذي نقلنا من جو الانتخابات والسياسه

  • 5 الدكتور فخري العكور 03-02-2013 | 10:53 PM

    لا فض فاك ايها الشاعر المرهف ولقد كتبت فابدعت فواللة لقد اصبح الحب والغرام بلا طعم او لون او رائحة واصبح الحب يباع ويشترى ولم يعد الفؤاد يضخ الدم مخلوطا بالغرام بل بالكولسترول ثقيل الظل .......

  • 6 زميل (الراي) 03-02-2013 | 11:03 PM

    ذكرتني بالذي مضى يا صديقي ، وكلماتك تلك تكاد تكون انا ذات يوم لكن الشعر تعرف اين اصبغه ؟؟ كلام ولا اروع

  • 7 سوسن 03-02-2013 | 11:58 PM

    من اجمل ما قرات والله بدون مجاملة شكراااااااااااا لك ولصحيفة عمون

  • 8 Khadeja 04-02-2013 | 12:20 AM

    كل شي كان زمان احلى وإلو جماله والحب كان احلى وأصدق أما هالايام ماعاد شي إله قيمه بوقتنا ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ

  • 9 بهجت منكو 04-02-2013 | 12:34 AM

    الى الفيسبوكيون الذين يؤمنون بالحب على هذه الصفحة منغمسون بالوهم والخيال ....
    ترسل لي فتاة اجهل اسمها وشكلها رسالة عنونتها بـ " انا عاشقة"..!مهزلة القدر (Im sorry#) ~ Download to see & send fun emoticons on Facebook
    ..


  • 10 واهم 04-02-2013 | 12:58 AM

    واهمون ومقال اجمل

  • 11 بلال العقايلة 04-02-2013 | 01:16 AM

    رائع صديقي الله يعطيك العافية أخ ايهاب

  • 12 eman salameh 04-02-2013 | 01:41 AM

    والله يا عمو انت انسان رائع و دائما كلامك حكم و قمه في المنطقيه

  • 13 sara 04-02-2013 | 11:14 AM

    من اجمل النصوص التي قراتها واثرت في بحق كلمات جميله بشكل رائع شكرا جزيلا لك سيدي

  • 14 saleh khawaldeh 04-02-2013 | 02:46 PM

    very nice

  • 15 حسن الحسيني 04-02-2013 | 04:21 PM

    كلمات فيسبوكية رائعة حد الهذيان صديقي انت جميل وكلماتك اجمل .....تحياتي لك

  • 16 هاشم خليل 04-02-2013 | 06:26 PM

    أنت شاب وسيم وجميل , وكلماتك اكثر جمالاً ووسامة , أين هذا الزمن الذي تتباكى عليه ؟ هل ولى وانقرض ؟ كل شيء فينا تغير , ولكن للأسف للأسوء , فالإنحدار رهيب , والله يستر !!

  • 17 هاشم خليل 04-02-2013 | 06:26 PM

    أنت شاب وسيم وجميل , وكلماتك اكثر جمالاً ووسامة , أين هذا الزمن الذي تتباكى عليه ؟ هل ولى وانقرض ؟ كل شيء فينا تغير , ولكن للأسف للأسوء , فالإنحدار رهيب , والله يستر !!

  • 18 آية مازن المعايطة 08-02-2013 | 07:24 PM

    كلام منطقي جداً

  • 19 غادة 17-03-2013 | 08:49 AM

    بيجنننننننننننننننن

  • 20 taleb mohamed 15-04-2013 | 05:53 AM

    جميل جدا استمتعت

  • 21 صاحب رأي 25-04-2017 | 12:09 AM

    شكرا لك ولجريدة عمون الرائعة يا ايها الكاتب الرائع من اجمل ما قرأت حقيقة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :