بيانات كتاب التدخل السريع ..
د.حسين الخزاعي
06-12-2007 02:00 AM
لا يحتاج المواطن لمزيد من الجهد لمعرفة مدى حالة التخبط والازدواجية التي يمر بها حزب جبهة العمل الاسلامي ، وخاصة ان الحزب اصبح ينتهج اسلوبا جديدا في العمل وهو تحميل اخطاء سياساته ومنهجياته للغير وعدم مواجهة الحقائق والاعتراف بالاخطاء والسياسات التي اوصلت الحزب الى النتائج التي حققها في الانتخابات النيابية ، فمن يقرأ البيان الاخير الذي صدر عن الجبهة بتاريخ 30/11/2007 يدرك مدى فداحة الاخطاء التي وردت في البيان والتي كان من الاجدر بالحزب قبل اصدار هذا البيان احترام كل من عمل وراقب وتابع مجريات العملية الانتخابية ولا ينتقص جهد احد في هذا الموضوع . ولا يحمل الحكومة او "كتاب التدخل السريع " كما وصفهم البيان بخفض شعبية الحزب في الشارع الاردني ، ولعلي من باب التوضيح اشير الى الحقائق التالية والتي مصدرها العديد من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وهي جهات محايده طالبت جبهة العمل الاسلامي قبل الانتخابات بأن يكون لهذه المؤسسات والمنظمات دورا في مراقبة الانتخابات النيابية ومتابعة مجرياتها وشاركت هذه المؤسسات بكافة فعاليات الانتخابات واليكم الحقائق كما نشرت من قبل هذه المؤسسات للرأي العام الأردني .
اولا : تابعت كافة الفعاليات التي شاركت في الانتخابات النيابية وبمختلف اطيافها العملية الانتخابية واشادت بنتائج هذه الانتخابات مختلف الفعاليات الحزبية والشعبية والاعلامية العربية والاجنبية في مختلف انحاء المعمورة .
ثانيا : اصدرت مؤسسات المجتمع المدني "التحالف المدني من أجل ديمقراطية الانتخابات" تقريرها الاولي للمراقبة المحلية المستقلة لرصد الانتخابات النيابية بعد قيام ( 550 ) راصدا تمكنوا من رصد كافة الدوائر الانتخابية في المملكة بتعاون مع فريق المركز الوطني لحقوق الانسان ، اضافة الى مراقبة قادها مركز الحياة ، ووفود عربية نظم دعوتها المركز الديمقراطي الامريكي NDI ، قامت بجولات متنوعة لعدد من الدوائر الانتخابية في المحافظات .واكدت نزاهة الانتخابات وشفافيتها .
ثالثا : اكدت مؤسسات المجتمع المدني ان العملية الانتخابية جرت بكل سلاسة ونزاهة وشفافية وهدوء وان نسبة المشاركة مرتفعة مقارنة بالدورات السابقة حيث بلغت 57 %، وهي نسبة فاقت المعدل المتوقع لنسبة الاقتراع .
رابعا : اهم ما يدعم هذه النتائج ان راصدي التحالف التقوا بحوالي ( 13500 ) ناخب أما في داخل مراكز الاقتراع أو على مداخل المراكز حيث أجاب كل ناخب على ( 15 ) سؤالا وضعت وفقا للمعايير الدولية لرصد الانتخابات بعيدا عن اية أجندة سياسية أو حزبية لعملية الرصد وبدون اي اعاقة او تدخل من الحكومة او عرقلة من احد ، بل على العكس كانت الطريقة والاستقبال التي وفرت لهؤلاء مثابة اعتزاز وفخر المنظمات الدولية والعربية التي شاركت في مراقبة وتغطية هذا الحدث الساخن
خامسا: الناخب الأردني كان على درجة من الوعي تمكنه من تقييم المرشحين والاختيار الصحيح ، فالشعارات والوعود ليست حافزا للانتخاب . لهذا فأن ما حملته هذه الانتخابات من مفاجآت بعدم اختيار بعض المرشحين اعضاء مجلس النواب القدامى وبعض الوزراء وكبار المتقاعدين من موظفي الحكومة ، وبعض الاثرياء والمخضرمين الى قبة البرلمان ، وهذا يؤكد حرص الناخب على التغيير ، وفي بعض المحافظات لم ينجح منها اي مرشح كان عضو في المجالس السابقة . وافرزت وجوه جديدة في الانتخابات .
سادسا : لنتحدث وبكل صراحة وشفافية ان كل مرشح كان على معرفة تامة بعدد المؤيدين الراغبين في التصويت له ، وحصر اعدادهم ومتابعتهم اولا بأول . حيث شاهدت كيفية متابعة المرشحين للناخبين وتحديد اماكن وصول الحافلات التي تقل الناخبين وكم حضر ومن تخلف عن الحضور ؟!
سابعا : شاركت جميع الاحزاب السياسية والمرشحين ومؤيديهم ومؤازريهم ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية عن كثب الاجراءات التي تقوم بها الحكومة في في مراقبة تنفيذ هذه العملية والتي اكدت حيادية ونزاهة وعدم تدخل الحكومة في سير هذه الاجراءات ولم تسجل أية ملاحظات على اي تدخل حكومي في التأثير على مجريات العملية الانتخابية. ولعل محاولات التجاوزات والغش في الانتخابات كانت موجهه الى اشخاص مؤيدين ومؤازين للمرشحين ولم توجه للحكومه او التدخل الحكومي .
وبعد ، الى كتاب البيانات وعشاق فضائيات التدخل السريع كفاكم جلدا بالوطن والتطاول على انجازاته ومؤسساته ، وان الآوان ان يكون تقييمكم للامور منهجي ومدروس ومنطقي وعقلاني ، لا خيالي وغوغائي ومواجه الحقائق والاستفادة منها لا تحميلها وترحليها الى غيركم . اذا كانت الاجراءات المتسلسلة التي قامت بها الحكومة والتي توجت باجراء الانتخابات وباحترام واجماع حزبي وشعبي ودولي بنزاهتها وحياديتها ، ولم تسجل ملاحظات وثغرات على سير العملية الانتخابية إلا من قبل المرشحين ومؤازريهم فهذا يؤكد ان الحكومة كانت حريصة كل الحرص على ان تكون الانتخابات مثالية ونموذجية ، وهذا النجاح قطف ثمارة الوطن والانسان الذي هو اغلى ما نملك ، ونجحنا في مواصلة المسيرة والتقدم في اردن العطاء والمجد .
Ohok_90@yahoo.com