عمون - كتب: المحرر الاقتصادي – في المسابقات يقوم المقدم بسؤال المتسابق بأسئلة تؤدي اجاباتها الصحيحة الى تقدمه الى هدفه الاكبر وهو ربح المليون.

هنا سؤالنا يقوم على من انفق الـ 800 مليون . وفي القصة انه في شهر إبريل العام 2008 قام وزير المالية الاسبق د. حمد الكساسبة بالكشف عن ان هناك 800 مليون دينار قد انفقت في السنوات الماضية وتم اظهارها على اساس انها تعود لحساب الخزينة المكشوف وان المبلغ تم اخذه من البنك المركزي الاردني.. هكذا وبكل بساطة.

يوجد هنا اربعة اطراف ,, وزارة المالية, البنك المركزي, ديوان المحاسبة, مدقق حسابات البنك المركزي.

وزارة المالية: يحسب للكساسبة هنا الشجاعة في الكشف عن هذا المبلغ المصروف في الماضي ويتحمل وزراء المالية السابقون مسؤولية صرف هذا المبلغ غير الموجود في موازنات الدولة للسنوات السابقة وذلك خلافا لاحكام الدستور والقوانين المنبثقة عنه.

فكيف لا يظهر هذا المبلغ لا في جانب الإيرادات ولا في جانب النفقات في أي من الموازنات السابقة ولا نعرف كيف قبض وعلى ماذا ولماذا صرف.

البنك المركزي: تظهر ميزانية البنك المركزي للسنوات السابقة أن العام 2008 لا يوجد فيه أي أثر لـ800 مليون وهذا المبلغ يقارب الـ 11% من موجودات البنك المركزي في ذلك التاريخ وهذا يعني ان 11% من الموجودات قد (تبخر) اي لا وجود لها.
ويتحمل مسؤولية ذلك المحافظ الاسبق للبنك المركزي د. امية طوقان فعلى أي أساس تم اقراض الحكومة 800 مليون دينار من موجودات البنك المركزي ولم يتم الاعلام عنها وجرى اخفاء ذلك المبلغ.

ديوان المحاسبة: ورئيسه مصطفى البراري من المفترض وحسب القانون انه يقوم بالتدقيق والمراقبة على البنك المركزي الاردني فكيف يغفل عن مبلغ 800 مليون دينار من الموجودات وهي غير موجودة. وحتى بعد الكشف عن هذا المبلغ كيف لم نرَ اي تقرير او رأي حول ذلك المبلغ, وقد يكون مشغولاً بمخالفة السيارات الحكومية تحت حر الشمس وقيظها وبرد الشتاء ومطره.

مدقق حسابات البنك المركزي: فيتحمل كامل المسؤولية عن عدم كشفه لاختفاء ذلك المبلغ من ميزانية البنك المركزي الاردني في السنوات السابقة لـ 2008 ورأيه للسنوات اللاحقة بأنه قد تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة المالية والبنك المركزي لتسوية رصيد الحساب المكشوف. (اي بكل بساطة وبالعامية حط بالخرج)

الخلاصة، لاول مرة نجد اربع جهات من المفترض ان تكون مناقضة لبعضها في العمل تتفق ولو ضمنيا على إخفاء صرف مبلغ 800 مليون دينار من أموال الشعب الأردني.


ويبقى السؤال.. لماذا وعلى ماذا وكيف ومن امر بصرف هذا المبلغ ولماذا هذا الصمت؟!!