تعقيب على تعقيب حول ما قاله زهراب (أهمية الحوار)
أ.د. سعد ابو دية
02-02-2013 02:19 PM
بالنسبه للمقابلة مع الاخ زهراب على فضائية اردنية صباح الجمعة 1 شباط كانت مقابلة مفيدة معه ومع اخرين من نشامى ونشميات الوطن لهم التحية والتقدير.
وبالنسبه لزهراب ابدع كثيرا عندما تحدث عن الناحية الخاصة بعمله واخطأ عندما قال ما يفيد انه يشجب الحراك وهي عبارة عرضية سريعة. وهي فرصه الان للتوضيح للاخوة والاخوات الذين يظنون ان كل انواع الحراك هي ضد الوطن.
ان الحراك الراقي في التعبير مظهر من مظاهر الديموقراطية والحرية ودائما اقول الحريات مثل الهواء النقي وبدون الهواء النقي نختنق وعلى هذا الاساس سار الاسلام العظيم ووصل الاندلس والصين في اطار حرية التعبير ولا خير فيكم اذا لم تقولوها ولا خير فينا اذا لم نسمعها.
ان كل شيء بالتعبير السليم الراقي حق مكفول دستوريا وعندي بالنص ما قاله الحسين رحمه الله بعد احداث 1989 وبالرغم انها اخطأت في طريقة التعبير فان الحسين اعتبرها من سمات المجتمع الحي.
قليلون الذين انتبهوا لعبارات القائد الفذ العملاق وكأني به يسبق كل ما قيل في عبارات الربيع العربي وما قاله من قبل قائد عملاق –ديغول- (لقد فهمتكم) وبدأ الحوار والاصلاح فورا وبدأ الحسين شخصيا رحلة البحث عن المعلومة من المكان الذي بدأت فيه الاحداث هو معان وكنت ضمن غيري في استقبال الحسين في معان ويومها وعند دخول الحسين الى معان انطلق حداء رائع جدا.. حداء معان في استقبال الحسين (يا حسين لينا حقك علينا).. اتذكر المقال الرائع الذي كتبه الاخ نصوح المجالي عن تلك المناسبه بعنوان حداء معان.
التقت القيادة العظيمة والشعب الوفي الامين. لحظات تصل الماضي العظيم من تاريخ الوطن بيمن الحاضر. كان الحسين مشتاقا والشعب اكثر شوقا.
كنت تشعر ان العيون تتكلم وعلى لسان الاطفال قبل الكبار كانت المشاعر وكأنها اغنية تخرج على الشفاه لا شعوريا وقيلت كلمات لم تكن في (البروتوكول –برنامج الزيارة) وكانت افضل مما اتفق عليه وكانت السعاده بادية على وجه الحسين.
ووسط هذه العفوية انطلق صوت ابو خالد قائد فرقه الدبكه في معان وطالب الحسين بجامعة وكان لمعان ما أرادت وحملت اسم الحسين وذهبنا الى القاعه الضخمه لتناول الغداء.. كان الامير رعد في معية الحسين وتكرم ودعاني ان اكون مع الحسين على نفس المائدة وعليها اربعة اشخاص ومنهم جلالة الملك ومحافظ معان الاخ عيد القطارنه والامير رعد ولم نتحدث على المائدة كان الحسين سارحا بفكره وخمنت انه يحضر نفسه للحوار في القاعه وبعد الغداء مباشره طلب الحسين ممن حوله فسح المجال حتى يستطيع اي شخص الحديث.
لقد فتح الحسين الباب على مصراعيه للمعلومة يومها كان الكثيرون كالعادة يحللون ويرمون باللوم على الاخرين وعلى دول مجاورة طبعا دون ادلة ما عدا المخابرات العامه التي كان تشخيصها صحيحا ومع ذلك فان الحسين كان جادا كل الجد في البحث عن المعلومة من كافة المصادر.
كنت بعد الاحداث بيوم 18 نيسان 1989 ارسلت رسالة للحسين و(عندي نسخة منها) واستقبل الرسالة الاخ العزيز المرحوم ذوقان الهنداوي رئيس الديوان الملكي العامر وطلبني وذهبت للديوان الملكي وكان الاستقبال مميزا من مدير مكتبه انئذ( زميل سابق بوزارة الخارجيه عبدالله سراج ) وقال لي ان رسالتي قرأت على اعلى المستويات وطلب وثائق وزودته بها .
كنت اعرف معالي الاخ ذوقان وكان اخا عزيزا لا انسى مااغدقه عليَّ من اخوة وكرم اثناء العمل بالقاهره العزيزه ويومها عملت معه في السفارة بالقاهره دبلوماسيا.
وعودة للموضوع كان الحسين يبحث عن المعلومة وبدأ رحلة اللقاءات وتحسس نبض الشارع بعيدا عن الحواجز والنواب وغيرهم وذهب الحسين الى جامعه اليرموك وكنت هناك ايضا وكان الاستقبال مميزا وشارك الطلاب الاساتذه في اللقاء وبدأ حوار بكل معنى الكلمه في مدرج كلية الانسانية واستمع الحسين للطلاب والدكاتره وتركز اللقاء على الحوار وحتى عندما اراد دكتور (مهنا حداد) القاء قصيده القاها على مدخل الكليه وبسرعه كانت الاولويه للحوار والحديث ونجح اللقاء وكان له سمة مميزه عبرت عن سعادة الجميع بهذه اللقاءت لاحظت القاسم المشترك في لقاء معان ولقاء اليرموك –اربد وهي ان الحسين كان يبحث عن المعلومه الصحيحه لان المعلومه الصحيحه هي الاساس للقرار الصحيح ولا يمكن ان نصل لحل اي ازمة دون الحوار.
واذا كانت الناس على دين ملوكها فاني ارجو ان اذكر باهمية الحوار وفتح الباب للتعبير الراقي السلمي وحمايته من البلطجية وساورد مثلا قبل اختتام هذا المقال، قبل ايام من الانتخابات النيابية الاخيرة 23 كانون الثاني ومع عطلة عيد المولد النبوي اضرب شباب عددهم 200 ويتدربون في شركة الفوسفات في معان ولاحظت ان احدا لم يحاورهم وينقل وجهة نظرهم في وقت استخدمت فيه القوة من الحكومة قبل الحوار وفي وقت غابت فيه الفعاليات الشعبية عن التدخل للمصالحة وتوفير الوقت والجهد الثمين وغير المضمون في نتائجه تدخلت من عمان وعلى الهاتف تابعت قضية الشباب ومرة اخرى اقول وجدت صمام الامان في الديوان الملكي العامر وهناك في الديوان من يؤمن بوضع العربة قبل الحصان وان الحوار والتعامل مع المعلومة هو الاساس وانا عاتب على الاخ العزيز دولة الرئيس كان بالامكان ان يكون موقفه غير ما كان عليه (...) في التوجيه الصحيح لحل المشكلة في معان والعتب ان الرئيس يجد وقتا للسفر والقيام بواجب التعزية وهذا عمل يشكر عليه ولكن معالجة قضية 200 شاب يمكن ان تتم بمكالمة هاتفية وباقل جهد ولم يعمله ولكن اقول الحمد لله هناك عين ساهره لاتنام لقد قام الديوان الملكي العامر بالتوجيه للحل وبنفس صمان الامان و كان موجودا بهمة لا تعرف الكلل ولا الملل واخيرا اقول لمن فاته ان يعرف الشخصيه الاردنيه التي تأسرها باللطف والحوار الجاد وتفهم المشكله وبعدها تمتع بما يقدمه لك الاردنيون.
لا تستعرض العضلات كن صادقا وسترى مايرضيك. والله يكفي الاردني احيانا الاستقبال الجيد امام جماعته. وللاسف في الاوانة الاخيره فقدنا لغة الحوار. اشاهد مسؤولين احيانا يحتاجون للتدريب نعم نحن بحاجة ماسه لتدريب المسؤول.. نحن بحاجة لمدرب يدرب كل مسؤول قبل ان يعمل وان يسأله سؤالا بسيطا (ماهي خطتك ؟) قبل ان يوكل اليه العمل فعليا. واذا لم يكن عنده خطة ينتظر حتى يعد الخطه بجدول زمني يحاسب عليه