فيلم «لينكولن» درس في التاريخ الأميركي
01-02-2013 08:25 PM
عمون - لا يعد فيلم "لينكولن" المرشح لـ 12 جائزة أوسكار من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج، والذي بدأ عرضه أخيراً في دور السينما المحلية الأول عن حياة الرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لينكولن، فمنذ عام 1902 وحتى الآن تناولت السينما شخصية إبراهام لينكولن نحو 207 مرات، وتعرضت لها في اعداد مواضيع مختلفة تقلبت بين الجادة أحياناً والخيالية في أحيان أخرى، ما يشير إلى أن لينكولن لطالما مثل شخصية مركبة ومثيرة للاهتمام، كما في هذا الفيلم الذي يعتبر بمثابة درس في التاريخ الأميركي.
من خلال هذا الفيلم الذي عرضته شركة امباير انترناشيونال أول من أمس في غراند سينما بدبي فستيفال سيتي، نطل على أحلك فترات التاريخ الأميركي، وتحديداً آخر 4 أشهر من حياة الرئيس لينكولن والتي شهدت إقرار التعديل 13 للدستور الأميركي القاضي بإلغاء العبودية في الولايات المتحدة، كما تخللتها نهاية الحرب الأهلية الأميركية بين شمالي البلاد وجنوبها واغتيال الرئيس لينكولن في واشنطن عام 1865.
ويستند الفيلم الذي تجاوزت ايراداته حتى الآن 182 مليون دولار، إلى سيناريو للكاتب السينمائي توني كوشنر، والمبني على كتاب للمؤلفة دوريس كيرنز جودوين بعنوان "فريق متنافسين: العبقرية السياسية لأبراهام لنكولن" الصادر في 2005، وكان الكاتب توني كوشنر قد أمضى 6 سنوات في كتابة وتطوير وصقل سيناريو الفيلم الذي يبدو أن المخرج ستيفن سبيلبيرغ كان ينتظره بفارغ الصبر، ليحتل هذا الفيلم مرتبة 29 في قائمة أفلام سبيلبيرغ الروائية الطويلة من بين 51 عملاً سينمائياً قدمها خلال مسيرته.
مشروع التعديل
أحداث الفيلم الذي جاء فاتر المضمون وقائماً على سعي الرئيس لجمع ما يكفي من الأصوات لتمرير مشروع التعديل، تبرز بشدة الصراع بين الرئيس لينكولن وأعضاء حكومته الأقوياء قبل الوصول إلى قرار إلغاء العبودية في الولايات المتحدة وانتهاء الحرب الأهلية، ومن خلالها نتعرف على شخصية الرئيس لينكولن كمتواضع وعملي وعصامي، والذي كان مستعداً لخوض معترك السياسة بأسلوب واقعي مرن ليقود الولايات المتحدة في أحلك فترات تاريخها خلال الحرب الأهلية وإلغاء العبودية، رغم المعارضة الكبيرة التي واجهها من خصومه.
ويبدو لنا أن سبيلبيرغ قد اجتهد كثيراً في تقديم الرئيس لينكولن على حقيقته من خلال إبراز قدرته على التعامل ببراعة مع الظروف السياسية الصعبة التي كان يواجهها، مع المحافظة على إدارة دفة الحكم وسير البلاد قدما خلال أصعب فترات تاريخها من دون الخوض في تحليلات سياسية أو حتى واقعية لما حدث آنذاك، وهو ما يشير إلى أن سبيلبيرغ تمكن من تقديم عمل سينمائي متميز رأى فيه كثير من النقاد أنه أفضل أفلامه الروائية الطويلة، والذي جمع بين مقومات الأعمال السينمائية المتفوقة من حيث الإخراج والسيناريو والتصوير والموسيقى والمونتاج والمستوى الفني والماكياج وأداء الممثلين.
فرصة جيدة
لقد مثل الفيلم فرصة جيدة للجمهور للتعرف على قدرات الممثل البريطاني دانيال داي لويس (لينكولن)، الحائز على جائزتي أوسكار وجائزة غولدن غلوب، والذي بدا متفاعلاً مع شخصية لينكولن بتلقائية عفوية بجميع مكنوناتها وأحاسيسها، كزعيم سياسي هادئ الطبع رغم التحديات التي تواجهه، لدرجة أن بعض النقاد اعتبروا أن دانيال أعاد إلى ذاكرتهم شخصية الرئيس لينكولن الأصلية.
معركة الغولدن
يجمع "لينكولن" بين أفلام السيرة الذاتية والدراما والأفلام التاريخية والحربية، ورغم أنه ينافس في ماراثون الأوسكار على 12 جائزة، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج، سيتم معرفة نصيبه منها خلال فبراير الجاري، إلا أنه خرج من معركة الغولدن غلوب بجائزة واحدة وهي أفضل ممثل من أصل 7 ترشيحات.
أرقام
شارك في إنتاج هذا الفيلم 46 من مهندسي وفنيي المؤثرات الخاصة والبصرية، و50 في التصوير والمعدات الكهربائية، و46 في الماكياج، و43 في القسم الفني، و30 في تصميم الأزياء، و28 من البدلاء و25 في قسم الصوت و20 في المونتاج و10 في الموسيقى، بالإضافة إلى 7 من مساعدي المخرج.
"دبي"