المال اينما وجد وكيفما وجد يستخدم للانتفاع به متى احتاج مالكه ذلك فهو مال سياسي اذا قام احد بشراء اصوات ناخبين سواء لصالحه او لغيره على حساب الصداقة او لاقرار محبة او لاظهار قدرة وهو في النهاية يخضع لمنطق السوق في العرض والطلب.
والمال هو الذي نشتري به اغراضنا من السوق فمن كان لديه المال يشتري بيتا او عمارة او يختا او سيارة او دراجة او قصرا والقدرة المالية عند فلان هي التي تجعله يتحدث حسب قدرته المالية فهو قادر على شراء كل ما يريد من السوق او من المطعم او من معرض السيارات وهذا ينطبق على الحروب التي تشترى فيها شعوب وتخمد اخرى وتنتهك فيها الحرمات ويتجرا مالك المال على كل شيء.
فمن دفع لك مالا سياسيا او اسود او ابيض او على شكل صدقة اليوم لا تستطيع ان ترفع راسك فيه غدا لانه سبق وان سامك بحسب وبقدر ما دفع لك انت وقبلت هذا العرض وهذا المبلغ.
اما انت الذي وقع عليك فعل الشراء فأنت مجرد بضاعة او سلعة يحركها صاحب المال كيف يشاء فانت سلعة ولا تعدوعن اكثر من ذلك فانت لديه بقيمتك التي دفعها لك وليس كما تتوقع انت نفسك وها هي التجارب تثبت ان التاجر وصاحب المال هو القادر على تقديم العرض وتقديم المال وتقييم كم تستحق انت من الثمن فلا احد يستطيع ان يعطيك اكثر من نفسك انت.
اما المال الذي حصده صاحبه من حرام فهو لن يستخدمه الا كما اكتسبه واذا هانت عليه نفسه فان نفوس الاخرين تهون عليه ومن باع نفسه في يوم من الايام يعتقد انه يستطيع ان يشتري اي انسان مهما بلغ قدره ومستواه لانه يرى في الناس والوجوه سلعا يمكن ان تباع وتشترى فالصوت في الانتخابات يخضع للعرض والطلب وصاحب المال المرشح هو الذي يحدد هدفه وناخبيه ويخضع الامر للعرض والطلب ويتدخل سماسرة محترفون في هذا المجال لدرجة انك تباع وتشترى ولا تعرف في كثير من الاحايين انك تخضع لمثل هذا الامر الا عند تسليم البضاعة وهو هنا في الانتخابات مثلا الصوت فاذا بعت الصوت بصورة مباشرة او غير مباشرة فانت سلعة وانت حددت قيمتك عند هذا الشاري الذي هو المرشح الذي انت في النهاية عنده رقم لانه يريد ان يحسب كم صوتا حقق حتى الان وكم عدد الذين سيقومون بالادلاء باصواتهم لصالحه.
البيع والشراء في هذه الحالة يخضع للمال السياسي او المال القذر او المال الاسود او المال الذي حصل عليه صاحبه بطريقة غير مشروعة لينفقه في وجوه غير مشروعة ولكنه هذا اليوم يستخدمه ضدك انت فهو فاسد استخدم المال السياسي في شراء ضميرك وصوتك وجاء الى الموقع ليشرع لك وليقول من هؤلاء؟.
في السابق كان الغني يعطف على الفقير فيسعد الفقير ويعود الغني الى بيته مسرورا انه ادخل السرور الى عائلة ذلك الفقير وكان الغني يحمد الله انه اجرى على يديه سعة المال ليتصدق بها على المحتاجين لكننا اليوم نجد اصحاب رؤوس الاموال يحمدون مصانعهم ومشاريعهم وقصورهم وارصدتهم المكدسة في البنوك التي جعلتهم يبيعون ويشترون الناس وهنا انتزعت البركة وخسرنا قيمنا وانتقم الفاسد منا وانحنينا لمن لا يستحق وكله بايدينا.
hamdan_alhaj@yahoo.com
الدستور