بداية أرجو أن أبين للسادة القراء بأنني لم أحظى حتى الساعة بشرف معرفة أو مقابلة هذه السيدة الفاضلة وهي لا تعرفني بكل تأكيد وما دفعني لكتابة هذه السطور التي أخطها اليوم لهذه النشمية الأردنية الكبيرة بمداد الإكبار الثناء والتقدير وليس بحروف وكلمات الحزن والمواساة والمشاعر الإنسانية وما شدني أكثر للكتابة ما كنت أتابعه واقرائه عن نشاطاتها ومواقفها وهي القامة الوطنية التي نعتز بها وبأيديها الخيرة البيضاء الناصعة التي مسحت الحزن والألم عن كثير ممن ابتلاهم القدر بمصاب أو عذاب ولمعرفتي المؤكدة بأن المرشحين المنافسين من الرجال والنساء في الدائرة الثالثة ليسوا أحق منها بما وصلوا إليه وأصدق القول الذي يجمع عليه كل ذي عقل وضمير أن البرلمان هو الذي خسر هذه المرأة الصادقة المثقفة الواعية الأمينة الوفية للوطن والناس والقيادة وهي التي فازت على بعض من ظفروا بالمقعد النيابي بالتزوير وشراء الذمم والنفوس والمال الحرام القذر وهي تعلم أن الدنيا ليست برلمان ومنصب ومكسب بل هي سيرة عطرة بتقوى الله ومسيرة مشرفة بخير العمل وقد حازت العرموطي بكل ثقة وكفاءة على شرف الاثنتين معا وأعتذر لإطالة المقال لكثرة الوقائع والحقائق التي لا بد من طرحها

السيدة خولة إبراهيم نزال صاحبة طلة بهية ومشرقة صادقة التعبير والانتماء والولاء لتراب الأردن تنتسب لعشيرة العرموطي وهي ابنة بيئة مثقفة ووطنية والدها المرحوم إبراهيم نزال العرموطي الذي كان عميد العشيرة وأبرز رجالتها

للمرة الثانية يكسرون أقدام حصانها الأصيل لتخرج من السباق جريحة النفس رغم الأنفة والعزة التي تميزها ففي الانتخابات الماضية التي جاءت بأكبر برلمان مزور في التاريخ الحديث عبر مؤامرة الدوائر الوهمية والتلاعب في الصناديق والفرز حققت مجموع أصوات كانت تؤهلها للفوز عن الكوتا النسائية وحصلت حينها على أرقام عالية ونافست بقوة واصطف حولها الآلاف من المؤازرين والمناصرين من أبناء الدائرة الثالثة إلا أن جهات كانت تعمل في الخفاء وقفت ضد فوزها وعملت على رفع أصوات ودعمت مرشحين أصحاب برامج شخصية تنفعية وصلوا لقبة المجلس السابق وفشلوا في الوصول لموقف وطني واحد شريف وخسرت العرموطي المعركة غير العادلة بحسرة بقيت جاثمة فوق صدور محبيها سنتان بانتظار المستقبل لعل فيه شئ من عدالة وحيادية واحترام لكرامة وإرادة الناخب في حقه المستقل والحر في اختيار من يراه مناسب بعيد عن التدخل والغش والخداع والتزوير

ومع دخول رياح الربيع العربي إلى شوارع وميادين وساحات الوطن وانطلاق مطالب الإصلاح والتغيير واستجابة جلالة الملك لصيحات ومظالم الشعب وبرغبة ملكية صادقة في التحديث والإصلاح والتغيير تم حل البرلمان الذي كان يمثل رأس الحربة في الفساد والمحسوبية والتكسب على حساب المصالح العليا للوطن والاستغلال لقواعد اللعبة التشريعية لتحويل حياة المواطنين إلى إذلال وقهر واستعباد ثم جاء تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات وتحديد موعد الانتخابات وإعلان ضمان جلالة الملك مبدأ الحياد والنزاهة والشفافية في هذه الانتخابات والتشديد على جميع الأجهزة الأمنية والإدارية والتنفيذية بعدم التدخل لصالح أي مرشح

حيث أعطي ذلك الدافع والأمل لجميع القوى الوطنية الحية للمشاركة تسجيلا وترشيحا واقتراع ورفض الانسياق وراء دعوات وتبريرات المقاطعين التي ثبت بعد الانتخابات صدق كثير منها لهذه الدواعي الوطنية وغيرها كانت السيدة العرموطي من أول المبادرين لتلبية دعوة جلالة الملك بأن يكون خيارنا الأردني الواعي والمنطقي والعملي في الإصلاح والتغيير ضمن القنوات الدستورية والأطر التشريعية والقانونية الصحيحة تحت قبة البرلمان والذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال المشاركة في الانتخابات العامة للمجلس السابع عشر

وعلى هذا كانت مشاركتها مستندة للوعد الملكي وظروف المرحلة التي تستدعي انجاز انتخابات نزيهة وحرة وصادقة حيث لا تحتمل الظروف الداخلية والإقليمية أي تلاعب وتدخل أو تجربة وخطأ في الانتخابات وقد اتفقت آراء مناصريها بأننا بحاجة لشخصيات قوية تحارب الفساد وتقف بجانب المواطن كما عهدوا ذلك في الناشطة المرشحة العرموطي أم الخير وأخت الرجال كما اجمع مناصروها على تسميتها وهي التي يجري عمل الخير بدمها بالوراثة والتي وعدت بأن يكون المقعد النيابي مدخلا لتأسيس عمل خيري ووطني جاد غير آبهة ببعض منافسيها الذين كانوا ينظرون إلى النيابة بمنظور الوجاهة والجاه والفرصة المواتية للإثراء والتكسب غير المشروع

ورغم قدرتها المالية الفائقة لم تنحدر إلى الدرك الأسفل لشراء ذمم الناس والتأثير على خياراتهم وبقيت على مبادئها العظيمة وإيمانها الراسخ بقواعدها الشعبية العريضة وزخم المؤازرين لها من جميع الأطياف والشرائح خاصة الفقراء والمحتاجين أصحاب القلوب البيضاء الذين أحاطوها بوافر المحبة والامتنان وهي التي أحسنت عشرتهم وصحبنهم ومساعدتهم والوقوف على احتياجاتهم وتسهيل سبل حياتهم حتى وجدوا فيها الأم الرؤم والأخت الحنون الصالحة لكل خير وأمل ورجاء قبل أن تكون مرشحتهم وصوتهم الحر إلى قبة البرلمان فلماذا تكسر مجاديف امرأة مخلصة قادرة على خدمة الوطن والناس بكل ما يعزز مكانة ودور النائب احتراما وتقدير ويعطي الصورة الأجمل والأمثل عن المسؤول بعطائه وجوده وتواضعه وإنسانيته لماذا نقهر الشرفاء ونحارب الأوفياء ونقتل سبل الخير والتميز والإبداع ونشرع أبواب الفوز والنجاح والسلطة والنفوذ لمنزوعي الضمير والأخلاق ونثبت إقدام الفاسدين والمرتشين والسارقين لمقدرات الوطن ومقومات إنسانه على مسرح التمثيل والاستعراض والشهرة

لقد كانت العرموطي وستبقى بحول من الله مؤسسة خيرية عامرة تمشي فوق كل جزء من تراب الوطن تبحث عن الإنسان الأردني المحتاج لتستر كرامته وتفك أسره من غوائل الدهر وصروف الحياة ' فاقة وجوع وقهر' لا تظهر على الناس في المواسم الانتخابية فقط كما هو حال بعض المرشحين من موزعي الخبز بناقلات الجند في فصل الشتاء والمدفئ والملابس والمواد الغذائية للمخيمات والأحياء الشعبية فقد كانت في حركة دؤوبة لخدمة المجتمع المحلي ولها بصمات واضحة في كل وقت ومكان وزمان في الجنوب المريغة ومعان وفي الشمال في الكورة وفي المفرق والأغوار وغيرها من أرجاء الوطن

بالله عليكم أن تحكموا بالعدل والإنصاف وتقارنوا بالمنطق والحكمة من أحق أن يمثل أبناء الدائرة الثالثة والوطن بعض المرشحين الذين كانوا يجدوا على الدوام الدعم بالتزوير المطلق من قبل الأيدي الخفية التي كانت تعبث بالانتخابات وتعطل مسيرة الديمقراطية أولئك المرشحين الذي كانوا ولا زالوا مثالا فاضحا للمجون والخلاعة والسرقة والفساد والذين أصبحوا نوابا فكان دورهم الطاعة العمياء والبحث عن المكاسب والجوازات واللوحة الحمراء هؤلاء الذين كانوا دوما مفاتيح شر وبلاء على المواطن والوطن

الذين سرقوا أموال الشعب وأكلوا خيراته وباعوا قبوره وتراث أجداده ولم تمتد أيديهم ولو بالصدفة لمساعدة فقير أو مريض أو محتاج أو كفالة يتيم أو ستر عائلة تضورت جوعا واهلك راعيها الدين والجوع والمرض هؤلاء الذين اشتروا كرسي البرلمان بمال الحرام الذي سرقته أيديهم الملطخة بالعار من دماء الفقراء وعرقهم وصبرهم وعذابهم

هنا المفارقة لسيدة نذرت نفسها لخدمتهم المحتاجين والفقراء والمرضى والغرباء المعدمين وهي التي تستطيع أن تمضي حياتها سائحة متجولة من عاصمة أوروبية إلى أخرى استمعت ذات يوم عبر أثير إذاعة أمن أف أم لصرخة ووجع ثلاثة فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة في قرية الدجنية بمحافظة المفرق يفتقرن لأبسط متطلبات الحياة فبادرت إلى زيارتهن وقامت بالتبرع لهن بالكراسي المتحركة وأثاث المنزل كاملا وأهالي حي ضاحية الملك عبد الله في المفرق يتذكرون جيدا حادثة الحريق الذي نشب في احد المنازل والذي أودى بحياة طفلين أعمارهم بين الرابعة والخامسة حيث قدمت السيدة العرموطي دعمها المادي لصيانة المنزل وتأثيثه من جديد دون منة ولا جميل وبأخوة عظيمة وواجب وطني كبير لترسيخ ثقافة العمل التطوعي ومبادئ ديننا الحنيف في بلد الخير وأهل الخير أردننا الغالي

السيدة العرموطي تلقت نبأ وفاة شقيقها وهي توزع مساعدات على المحتاجين في الطفيلة قبل عامين تقريبا وأكملت مهمتها دون أن تشعر احد بهذا المصاب الجلل خوفا على مشاعر البسطاء والمساكين وكم مصابة بداء السرطان التجأت لها وكفتها وأسرتها من التشرد والضياع وكم فقير مكنته من أداء مناسك الحج والعمرة والأروع من ذلك كله مبادرتها المباركة بعلاج خمس سيدات حلمن بالأمومة ولكن ضيق وضعف الحال لم يسمح لهن بإكمال العلاج وإعادة الأمل لهن ليذقن طعم الأمومة إضافة إلى ما قدمت من عون مباشر لقطاع غزة إثناء الحرب ما لم تقدمه دول من أدويه ومستلزمات طبية


وفي مبادرة إنسانية أخرى وعبر قناة محلية وبعد مشاهدتها لتقرير عن أسرة المواطن فادي خشان وهو رب لأسرة مكونه من '5' أفراد إضافة لوالديه المسنين جميعهم مرضى، '4' منهم مصابين بجلطات وفصل في الشبكية ويتقاضى من المعونة الوطنية 160 دينار شهريا يدفع منها '60' دينار بدل قطرة عيون للعائلة وقد تعهدت السيدة العرموطي بتغطية الكلفة العلاجية لهم جميعا ودعمتهم بمستلزمات المنزل والمواد التموينية الأخرى

للاماته نقول إن السيدة العرموطي تعتبر من الشخصيات المحترمة النادرة على مستوى الوطن وسمعتها الطيبة والخيرة المعطاءة على مدار السنين وهذا الرصيد الشعبي الكبير كان قادر على إيصالها إلى قبة البرلمان فلماذ استبعدت عن الفوز و نحن بحاجة إلى أمثالها من الشرفاء المخلصين وقليل ما نجد هذه الأيام من يحمل في ضميره وفي حله وترحاله عبر مساحات الوطن بحجم ما قامات به الفاضلة خولة العرموطي منذ سنوات كثيرة وهي تتنقل بين مدن وقرى وأحياء الوطن حاملة في وجدانه أجمل صور المواطنة والحقيقة فانه لا يكاد يمر يومُ إلا ويتم طرح اسمها كفاعلة خير عبر مد يد العون لإخوتها الأردنيين من الأسر العفيفة ومجموعات كبيرة من المواطنين ممن تعثرت بهم سبل الحياة وانقلبت عليهم

وهي مثال وطني حي أحق بأن يحتذى من قبل جميع الميسورين في تحمل المسوؤلية ومد يد العون والمساعدة دون طرق الأبواب أو ذلة الطلب والاستجداء ولا زال اعتقادنا راسخ بأنها من أحق المرشحين بمقعد الدائرة الثالثة لأنها واعية ومثقفه ولا تتنكر للناس وتعيش بينهم وتشعر بهمومهم وتشاركهم أفراحهم وإحزانهم ليس مثل باقي المرشحين الذين ما عرفوا الناس إلا قبل شهرين وهم يبحثون عن الكراسي والمناصب بعد أن ثبت فشلهم المتكرر في أكثر من موقع ولم يفيدوا الناس والوطن بأي عمل يذكر وهي بلا منازع مثال للمرأة الأردنية الناجحة تعمل بصمت دون إدعاء ودون تبجح هدفها الاسمي خدمة وطنها لإيمانها أن للوطن حق عليها كما هو حق على كل مواطن شريف وهي لا تبحث عن أي تكريم أو احتفاء أو أضواء

يذكر أن أكثر من خمسة ألاف مواطن ومواطنة حضروا الاحتفال الجماهيري الكبير الذي إقامته العرموطي في افتتاح مقرها بعبدون وان لديها قاعدة شعبية كثيفة في دائرتها أعطوها أصواتهم ثم بعد كل ذلك تخسر الانتخابات ويفوز تجار وسماسرة بيع النفوس والضمائر والذمم غالبية مناصريها وقطاع واسع من الأردنيين الشرفاء بكافة أطيافهم يتسألون حول مصداقية الإعلام الرسمي عندما أعلن عن فوزها في الانتخابات النيابية الأخيرة ثم تأتي الهيئة المستقلة للانتخابات لتعلن خسارتها هل كانت العرموطي ضحية مراكز قوى أثرت على خيار الناخبين أم هل كان هنالك تلاعب وتزوير ضدها كما حصل في السابق أم انه كان هنالك تغاضي وغض طرف عن بيع وشراء الأصوات في دائرتها لصالح نجاح مرشحة أو مرشح منافس لها وهل حقا الهيئة المستقلة أفشلت نزاهة الانتخابات المؤكد أن جميع الاحتمالات مفتوحة أمام ما جرى والناس ومؤازرين المرشحة العرموطي في حيرة وشك مطلق ويقين أكيد بأنه تم إسقاطها عن حصان السباق دون مبرر وفي عتمة الفرز

ونحن جميعا أكثر شوقا وترقب لمعرفة الأسباب الحقيقية وشخوص المجهولين الذين كانوا وراء هذه المؤامرة ( أن وجدت ) ونطالب السيدة العرموطي أن تشفي غليل صدورنا بكشف حقائق وثوابت إفشال 'مستقلة الانتخاب' لتحقيق نزاهة العملية الانتخابية وأن تسير بكافة الإجراءات القضائية والقانونية التي تعيد الحق إلى نصابه وتفضح جميع المتورطين وتميط اللثام عما جرى

نقول للسيدة العرموطي لقد فزت وربحت أكثر مما كسبوا وحازوا بالغش والتزوير والخديعة والمال الحرام هم وعلى أكثر توقعات التفاؤل هم باقون ( عام ونصف ) ثم يرحلون إلى ذات الماضي المأفون وأنت باقية أبدا في ضمائر ونفوس محبيك ومؤازريك ومناصريك من الصادقين أصحاب القلوب الصافية الصادقة البسطاء الأوفياء الذين يلتفون حولك بعيون دامعة ويرفعون أكف الضراعة إلى الله بيقين أنك الأفضل عندما وجدوا فيك النائب الصادق مع نفسه ووطنه وقيادته ولا يغرنك تقلب المتسلقين والمتملقين فغدا ينجلي لهم النهار والصبح قريب

ولا يضيرك يا ' أم الخير وأخت الرجال ' ولاتهمك نظرة حاسد أو سخط حاقد أو صمت جاحد هنا أو هنالك فأنت غنية بتقوى الله وخلقك النبيل ومحبة الناس ومواطنتك الصالحة

كوني أيتها الأخت الفاضلة مع الله ولا تبالي والله سوف يؤيدك بأصدق الرجال والنساء المؤازرين والداعمين الذين لن ينسوا أفعالك الطبية وأخوتك الصادقة وإنسانيتك العظيمة وتسلحي بالثقة والمعنويات العالية ولا تجعلي الإحباط واليأس يتسرب إلى قلعتك ورزانتك وأخيرا نقول نحن معشر المواطنين البسطاء مسلوبي الإرادة بحسرة قلوب مفطورة بغيض وغضب لا عزاء لنا إن خسر الوطنيين والشرفاء فالعزاء كله للوطن
mahdimubarak@gmail.com