تتواصل احتفالات الأسرة الأردنية الواحدة بعيد ميلاد قائد الوطن الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين والذي يعتبر وبحق أحد أبرز القادة في القرن الحادي والعشرين لما تمتع به من رؤية ثاقبة وقدرة على استشراف مستقبل الأردن الزاهر، فآمن بالإنسان الأردني وبالأرض الأردنية وسعى لأن تكون الدولة الأردنية واحة أمن واستقرار لينعم الإنسان الأردني بالحرية والمساواة والحياة الفضلى، ومنذ اليوم الأول لتسلمه مقاليد الحكم حرص جلالته على النهوض السريع بهذا الوطن رغم شح موارده وإمكانياته واليوم يقف العالم بأسره شاهداً شهادة حق لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لما تمتع به من قدرة وحكمة في جميع المواقف وسعيه الدؤوب لبلورة وإحقاق السلام العادل والشامل مبشراً الأجيال بمستقبل واعد وحياة كريمة أساسها المساواة والرخاء وأن مبادئ الثورة العربية الكبرى ثورة العرب سوف تبقى نبراساً لهذا الوطن ومنارة يهتدي إليها الأردنيون جميعاً.
لقد عمل الملوك الهاشميون منذ بداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا على إعلاء هذا الصرح الكبير مواصلين الليل بالنهار بعزيمة لا تلين لخدمة أردن الخير والسعي نحو تحقيق طموحات الأمة العربية وآمالها في الحرية والمساواة والازدهار والسلام.
الملك عبد الله الثاني هو السليل الثالث والأربعين من عترة النبي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم وقد تولى سلطاته الدستورية كملك للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شباط عام 1999 في ذات اليوم الذي انتقل فيه الملك الحسين إلى رحمة الله تعالى.
ولد الملك عبد الله الثاني في عمان يوم الثلاثاء الموافق الثلاثين من كانون الثاني عام ألف وتسعمائة واثنان وستون ميلادية وهو الابن الأكبر لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وصاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين، تلقى جلالته علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمان 1966م. ثم التحق بعد ذلك بمدرسة سانت إدموند في ساري بإنجلترا. أما تعليمه الثانوي فقد تلقاه في مدرسة "إيجلبروك" وأكاديمية "ديرفيلد" في الولايات المتحدة الأمريكية وتلقى علومه العربية والإسلامية على يد مدرس خصوصي عين خصيصاً لهذا الغرض طوال سنين الدراسة. وفي إطار تدريبه كضابط في القوات المسلحة الأردنية التحق جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عام 1980 بأكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، حيث تلقى جلالته ثقافته العسكرية فيها وتخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1981. ثم عُين بعد ذلك كقائد لفصيل الاستطلاع في الكتيبة الثالثة عشر/ الثامنة عشر من الوحدات العسكرية الملكية "الهوصارز" أي الجيش البريطاني فيما كان يعرف سابقاً بألمانيا الغربية وانكلترا وفي عام 1982، التحق الملك عبد الله الثاني بجامعة اكسفورد منتظماً في دورة الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط لمدة عام واحد.
وعند عودته إلى أرض الوطن التحق الملك عبد الله بالقوات المسلحة الأردنية برتبة ملازم وخدم فيها كقائد فصيل ومساعد لقائد سرية في اللواء المدرع الأربعين، حيث أقام وعمل وسط رفاقه من الجنود الأردنيين ثم التحق بدورة المظليين والقفز الحر بالمظلات وفي عام 1985 التحق بالدورة المتقدمة لضباط المدرعات في "فورت نوكس" بولاية كينتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية، وعُين في عام 1986 قائداً برتبة نقيب لسرية دروع في اللواء المدرع الحادي والتسعين في القوات المسلحة الأردنية، وخدم بعد ذلك في جناح مقاومة الدبابات في القوات الجوية الملكية حيث تقلد شارة الأجنحة وتأهل كطيار لطائرة الكوبرا العمودية الهجومية. وفي عام 1987 انتظم جلالة الملك عبد الله الثاني في كلية الخدمة الأجنبية بجامعة تاون في واشنطن العاصمة، وأقام فيها "كزميل وسط مهنته" حيث أجرى دراسات وأبحاث متقدمة في إطار برنامج الماجستير في الشؤون الدولية تحت إشراف رئيس برنامج علوم الخدمة الأجنبية.
استأنف جلالته مسيرته العسكرية في وطنه الأردن بعد إنهاء دراسته حيث تدرج في الخدمة في القوات المسلحة وشغل مناصب عديدة منها قائد القوات الخاصة الملكية الأردنية وقائد العمليات الخاصة. عَمِلَ جلالته كمساعد قائد سرية في كتيبة الدبابات الملكية 17 في الفترة من كانون الثاني 1989 ميلادية وحتى تشرين الأول 1989م. وحضر جلالته دورة الأركان عام 1990 في كلية الأركان الملكية البريطانية في كبمربي في المملكة المتحدة. وفي الفترة من كانون الأول عام 1990 ميلادية وحتى عام 1991 ميلادية خدم جلالته كممثل لسلاح الدروع في مكتب المفتش العام في القوات المسلحة الأردنية. قاد جلالته كتيبة المشاه الآلية الملكية الثانية عام 1992م وفي عام 1993م أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الأربعين ومن ثم أصبح مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية ومن ثم قائداً لها عام 1994م برتبة عميد. وفي عام 1996 أعاد تنظيم القوات الخاصة لتتشكل من وحدات مختارة لتكون قيادة العمليات الخاصة ورقيّ جلالته إلى رتبة لواء عام 1998 ميلادية، وبالإضافة لخدمة جلالته العسكرية كضابط، فإنه قد تولى مهام نائب الملك عدة مرات أثناء غياب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن البلاد.
تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شهر شباط 1999م يوم وفاة والده جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه علماً بأنه تولى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية سامية صدرت وفقاً للمادة 28 من الدستور يوم ولادة جلالته في 30 كانون الثاني 1962 ولغاية الأول من نيسان 1965م.
وقد حذا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حذو والده المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في التوجه نحو تحقيق الديمقراطية وتنمية الموارد الاقتصادية والاجتماعية بهدف تحسين حياة المواطن الأردني. فعمل على تقوية العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى بهدف السعي قُدماً لتطوير علمية السلام في المنطقة وتحقيق الاستقرار الإقليمي وعَمِل جلالته ساعياً لإدماج الأردن في الاقتصاد العالمي عن طريق ضم الأردن إلى منظمة التجارة العالمية وتم توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع ست عشرة دولة عربية وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية واتفاقية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي واهتم جلالته بالمرأة وعزز مكانتها الاجتماعية وسعى لإشراكها في مختلف المجالات وسن التشريعات التي تؤمن للمرأة دوراً كاملاً غير منقوص في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة.
لقد اهتم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بالإنسان الأردني وسعى لتحسين حياته على مختلف الأصعدة لذلك تجده بين الحين والآخر يحرص على إطلاق مبادرات ملكية تسمو بالمواطن الأردني فاتهم بقطاع الثقافة كرافد من روافد الاقتصاد الوطني وكعامل أساسي في الحركة التنموية لذلك تم إقرار جائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع بتوجيه كريم من عميد آل البيت وتتألف الجائزة من ثلاثة حقول هي الآداب والفنون، والعلوم وقضايا المدينة العربية ومشروعاتها العمرانية وبحوثها.
لقد حبى الله الأردن بقيادة هاشمية حكيمة فقد عَمِل جلالة الملك عبد الله الثاني على اتخاذ كافة التدابير للارتقاء بمستوى حرية الصحافة في المملكة، كما كان لجلالته دوراً هاماً ونشيطاً عندما شارك بنفسه في الكفاح من أجل تحقيق الإصلاح الإداري في جو من الشفافية والمساءلة الحكومية.
اقترن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في العاشرة من حزيران عام 1993م بالملكة رانيا ورزق جلالتهما بنجلين هما سمو الأميرة حسين الذي ولد في 28 حزيران 1994، وسمو الأمير هاشم الذي ولد في 30 كانون الثاني عام 2005م وبإبنتين هما سمو الأميرة إيمان والتي ولدت في 27 أيلول 1996 وسمو الأميرة سلمى والتي ولدت في 26 أيلول 2000م ولجلالته أربعة أخوة وست أخوات.
ويحمل جلالة الملك عبد الله الثاني من الأوسمة من الدول العربية والأجنبية، وهو مؤهل كطيار، وكمضلي في مجال الهبوط الحر بالمظلة. ومن هواياته سباق السيارات (وقد فاز ببطولة سباق الرالي الوطني الأردني) وممارسة الرياضيات المائية والغطس خاصة أنه تدرب على أعمال الضفادع البشرية. ومن هواياته الأخرى اقتناء الأسلحة القديمة.
عَمِل جلالة الملك عبد الله الثاني منذ تسلمه مقاليد الحكم على الاهتمام بعملية التنمية الشاملة فعمل جاهداً لبناء اقتصاد وطني ذا أساس قوي عن طريق استثمار الإمكانات وجذب رؤوس الأموال كما وضع جلالته ضمن أبرز اهتماماته الدفاع عن القضايا العربية وقضايا الإنسان بشكل عام. وتحتل القضية الفلسطينية أهمية كبيرة لدى جلالة الملك عبد الله الثاني باعتبارها التحدي الأكبر أمام المجتمع الدولي لحلها واتخاذ خطوات ملموسة على أرض الواقع في إطار تنفيذ بنود خارطة الطريق تنفيذاً كاملاً وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة. وقد ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني خطاباً في الجلسة الرئيسية للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس أكد أهمية الملف الفلسطيني فقال: إننا نشهد حالياً فرصة نادرة لإحلال السلام بإحداث التغيير في النزاع العربي الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني في تموز عام 2006 مبادرة كلنا الأردن من أجل تأسيس منظور وطني شامل يستند إلى رؤى مشتركة بين مكونات المجتمع الأردني عبر مشاركة واسعة وفاعلة ليس في صياغة بنية القرارات العامة ذات العلاقة بالحراك الوطني فحسب، ولكن أيضاً وبالمقدار نفسه في تنفيذ هذه القرارات ومتابعتها.
أولى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين قطاع التعليم جل اهتمامه فعمل ساعياً إلى تطوير التعليم ووضعه على طريق التقنية والمعارف الجديدة لمواكبة أهداف البلاد وحاجاتها. وعَمِل جلالة الملك المعزز على توجيه الحكومة للاهتمام بالجانب الإنساني وتدني مستوى معيشة شرائح عديدة في البلاد لمواجهة حالات الفقر عن طريق توفير الخدمات الصحية المناسبة لهم وتحسين مستوى التعليم والصحة والإنسان والدعم الاجتماعي لفئات محرومة كالطفل والمرأة والمسن والشاب فعمل على رفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل. لقد حققت مبادرات جلالة الملك عبد الله الثاني نقلة نوعية فعملت على تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي لتحسين واقع الإنسان الأردني.
وبالنسبة للجيش العربي فقد اعتبره جلالة الملك المعزز درع الوطن ورمز كرامته وعينه الساهرة وذراعه القوية وهو موضع ثقة وفخر واعتزاز وعمل جلالته على توفير كل ما يحتاج إليه لتطوير مقدرته وإمكانياته بما يتلائم مع التقدم السريع في عالم الإعداد والتجهيز فالجيش العربي هو الأقرب إلى نبض قائده الأعلى فقد عرف ميدانه، وحمل بكل أمانة وإخلاص مسؤولياته تجاه وطنه وقائده وأمته ونسج من تاريخه العابق بالمجد والبطولة معاني الولاء والانتماء وقد شكل الجيش الأردني ركناً أساسياً في أركان الدولة الأردنية وكان له منذ بداياته الأولى مساهمة كبير في تطور الدولة وتحديثها وكان ينمو ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة وهو اليوم يحظى بكامل الرعاية والاهتمام الشخصي من لدن قائده الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ليواكب تطلعات العصر والخطط والبرامج المستقبلية وقد أدخل جلالة الملك المعزز العديد من الأسلحة والمهمات والتقنيات الحديث المتطورة التي تخدم أهدافه وبرامجه المستقبلية وقد استطاعت القوات المسلحة أن تحقق حضوراً متميزاً ومؤثراً في مجال حفظ الأمن والسلام وتقديم يد العون والمساعدة في بقاع شتى من العالم إسهاماً منها في أداء رسالة المحبة والأمن والسلام وهي تحظى بالاهتمام دولي بين دول وجيوش العالم من خلال فتح آفاق التعاون وتبادل المعارف والخبرات.
وبالعودة للمبادرات التي أطلقها قائد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين تجد أن جلالته قد أولى السلطة القضائية عظيم الاهتمام فأمر جلالته بالعمل الفوري على الإصلاح القضائي الذي يسجد النزاهة والتجرد كذلك تفعيل دور أدوات الرقابة الرسمية لمحاربة الفساد بشقيه الإداري والمالي واستغلال الوظيفة العامة. واليوم وإذ نقف وقفة إجلال وإكبار لقائد الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه مثمنين جهوده النهضوية للسعي بالإنسان الأردني فإننا نتقدم من جلالة الملكة رانيا العبد الله رفيقة درب الملك المعزز بأسمى آيات الشكر والامتنان لما تقدمه للمواطن الأردني من خدمات جليلة وفي مختلف القطاعات والمجالات لتطوير المجتمع الأردني ويكفينا فخراً مقولة جلالة الملكة رانيا العبد الله ملكة القلوب بأن الإنسان الأردني مصدر فخري وإلهامي واعتزازي أينما ذهبت. فهنيئاً للأردنيين جميعاً هذه القيادة الهاشمية الحكيمة.
أولى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين العمل الاجتماعي التطوعي اهتماماً بالغاً وكبيراً منذ توليه سلطاته الدستورية وبادر جلالته بإجراء الزيارات الميدانية للمناطق الأكثر حاجة للمشاريع والمعونات الطارئة والآنية للأسر الفقيرة حلاً آنياً لأوضاع بعض الأسر المحتاجة، لقد آمن جلالة الملك المعزز بالإنسان الأردني وآمن بقدرته على تغيير واقعه رغم شح الموارد والإمكانات فما كان من المواطن الأردني إلا أن يكون كما أراده القائد المفدى وعند حُسن ظنه به.
ولد هذا القائد الهاشمي ليكون ملكاً عظيماً فهو العاقل المتعقل صاحب الرؤية المستنيرة المستندة إلى إرث تاريخي كبير وضع نصب عينية نقل الأردن إلى عالم العصرية والتحديث والإصلاح ومواكبة الجديد في التطورات العلمية والتكنولوجية واستثمارها لخدمة المصالح الأردنية مهتماً ببناء وتنمية الموارد البشرية وقد شهد الأردن منذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية تطورات مهمة في المجالات الاقتصادية تمثلت بتعديل أنظمة وقوانين الاستثمار وتوقيع اتفاقيات عربية ودولية فتحت أسواق تصديرية جديدة بانضمام الأردن إلى منظمة التجارة العالمية وشهدت النهضة العمرانية والبنى التحتية في عهد جلالته نقلة نوعية هائلة تمثلت بإنشاء المناطق التنموية في عدد من المدن الأردنية وتنفيذ مشاريع عمرانية وسكنية متعددة شملت جميع محافظات المملكة. وجاءت رسالة عمان التي أطلقها جلالته لتشرح منهج الإسلام القائم على احترام قيم الإنسان ونبذ العنف والتطرف والدعوة للحوار، وتبرز صورة الإسلام الحقيقة المبنية على أسس الخير والعدالة والتسامح والاعتدال والوسطية.
سار جلالة الملك عبد الله الثاني على خطى الراحل الكبير طيب الله ثراه في الوقوف إلى جانب السلام العادل والدائم الذي يشمل كافة المسارات على أساس الحقوق الكاملة في الأرض والسيادة التامة وحق تقرير المصير ... وجلالته يدعو دوماً إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق أحلامه وتطلعاته في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على ترابه الوطني. الأردنيون ليسوا بحاجة لمن يثقفهم بمليكهم، فهم أدرى الخلق به وبأصله فسيد البلاد منهم ولهم، وهو معهم في كل لحظة وهم يتابعون كل خطواته لكنني وددت وبعد أن حظيت بخدمة أشرف الرجال في الصف الأول أن أشارك الناس ببعض من الأحاسيس الصادقة".
ويعد جلالة الملك عبد الله الثاني قائداً جديداً يَخِلفْ رمزاً عربياً وعالمياً تعلقت به القلوب وهو يبني الأردن واحة أمن واستقرار، صارع أمواج الخطوب المدلهمة فصرعها وخرج الأردن منها جميعاً أقوى من حين أحاطت به وتسلم الراية خليفة شاب أحاطته القلوب بالحب متوسمة فيه الخير متوقع منه قيادة السفينة بنجاح في بحار متلاطمة. استقر الحكم الدستوري في لحظات ونهض أبو الحسين للمهمة العسيرة فالتوقعات كثيرة والآمال كبيرة والأعباء عديدة فأعلن أنه على الثوابت الوطنية أمين، يحمل الرسالة كابراً عن كابر لا تلين له قناة مهما أدلهمت الخطوب. فاخترق المحافل الدولية تسبقه جهود أبي عبد الله فعززها وأثبت أن القيادة على العهد باقية، وأضاف إليها قدرة فائقة متميزة على مخاطبة الآخرين بلغة يفهمونها واهتمامات يدعونها، واستطاع بجهد جهيد، عززه تفويض العرب له النطق باسمهم وفق مبادرتهم فاقتنع العالم أن لا حل للقضية إلا بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وإعطاء الفلسطينيين حقهم في العدوة وفق قرارات الأمم المتحدة. وتساوت مع هذا الجهد العربي والدولي جهد داخلي امتد لجميع المجالات وكل المواقع وفق رؤية مستقبلية شمولية، غايتها الإنسان الأردني، ثروتنا الطبيعية التي لا تعدلها ثروة وبالاستثمار في خدمة الإنسان الأردني واستشراف حاجاته وتطلعاته. لقد تم التوسع في الخدمات أفقياً وعمودياً بتسارع فاق التوقعات وكان التوجيه في هذا الاتجاه يسبق الحكومات ويسابق الزمن للوصول إلى الخدمة المثلى بأيسر الطرق وأسهلها حتى ظن الناس أن الأردن دولة رفاة فازداد الطلب وتنامى التوقع وتزايد الانجاز وتسارع.
هنيئاً للأردن بأبي الحسين خير خلف لخير سلف الأمين على رسالة الأجداد وحافظها كما ورثها من أجداده الميامين. إن المتتبع للنهج الملكي السامي منذ تولي جلالة الملك عبد الله مقاليد الأمور في هذا البلد الطيب، يرى بأم العين الشواهد الجسام التي تدل على عظم الانجازات التي تحققت في عهد جلالته والتي جاءت ثمرة للعمل الدؤوب والجهد المخلص والقيادة الرهينة والاهتمام الجاد بكافة قضايا الوطن صغيرها وكبيرها دون كلل أو ملل شهد القاصي والداني بخصال جلالته وما سنه من ممارسات حميدة في هذا المجال. متلمساً بذلك خطى الآباء والأجداد. واضعاً مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ساعياً لرفعته وعزته كأولى الأولويات.
منذ أن تولى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عرش المملكة الأردنية الهاشمية خلفاً للراحل العظيم المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، أولى جلالته جل اهتمامه لاستكمال البنية التحتية للدولة الأردنية الحديثة التي أرسى دعائمها والده رحمة الله وقد وضع جلالته نصب عينيه استشراف آفاق جديدة يتم بموجبها بناء نمط جديد للدولة الأردنية الحديثة من أجل أن يصبح الوطن بموجبها نموذجاً ريادياً وقصة نجاح يحتذى بها في المنطقة سواء من حيث توفر الاستقرار السياسي وتدعيم الممارسات الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وصيانة حريته وكرامته. وإنما روح الشراكة بين قطاعاته المختلفة من أجل خدمة الوطن أولاً وأخيراً.
لقد برهن الملك عبد الله الثاني على أنه خير خلف لخير سلف وأظهر صفات قيادية عظيمة وأدهش نشاطه على الساحتين الدولية والمحلية وفي المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم وفي مقدمتهم شعبه الوفي. فعلى المستوى المحلي اتسم نشاطه الدؤوب بالتركيز على قضايا أساسية شكلت في مجموعها إطاراً واضحاً ورؤية مستقبلية مشرفة للأردن الحديث حامل الرسالة القومية والإنسانية وهي رسالة مستمرة ومتواصلة حملها المغفور له الملك الحسين ويتابع حملها الملك عبد الله الثاني.
لقد أثبت جلالة الملك عبد الله خلال هذه الفترة الصعبة التي يعيشها العالم قدرته أن يقود الأردن بمأمن تام عن كل العواصف التي تجتاح المنطقة والعالم وأن يحول الأردن إلى دولة عصرية لتستفيد من منافع العلم والتكنولوجيا في جو الحرية والديمقراطية التي يحظى بها الأردن منذ عقود.
إننا نضيء شموع المجد والعز والفخار ونرفع الرايات فوق الذرى والأعالي وننقش في سمع الزمان، وذاكرة التاريخ أحلى المعاني وأجمل العبارات، إنه ليوم أغر ما بين الأيام وأبي الحسين فينا مبعث الأمل وعنوان الحمى وحادي الركب. هذا بعض ما يذكره المرء في يوم ميلاد الملك القائد، فلندع الله مخلصين صادقين أن تستمر مسيرة الخير والعطاء التي يقودها جلالته بكل همة واقتدار.