الانتخابات الإسرائيلية .. إنجاز وتداعيات
اسعد العزوني
28-01-2013 01:10 PM
أنجز الإسرائيليون انتخاباتهم وسط تجاذبات أفقية بعيدة عن الانقسام العامودي كل البعد وكان شعارهم: الاستيطان ثم الاستيطان ورفض الآخر، والاخر هنا يعني الفلسطيني الذي تلبس باللبوس العربي وصار يفتح مزادا علنيا لحظيا للسلام، على أونو وعلى دويه!!!؟؟
هناك دروس وعبر كثيرة يمكن استخلاصها من هذه الانتخابات، ولا بد قبل الغوص في التفاصيل، من تبيان أن الإسرائيليين يستفيدون من الكنيست كثيرا في التهرب من الاستحقاقات الدولية والإقليمية.
فهم أولا يقفون في وجه الضغوط الدولية عليهم من أجل حلحلة الموقف مع الفلسطينيين، ويقولون أن عندهم برلمانا سيرجعون إليه، وبالتالي يفوتون الفرصة على الجميع، ويخرجون من الموقف بكل يسر وسهولة مع تحقيق مكتسبات إضافية كونهم وحسب ما يدعون "واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"؟؟!!
وإن ازداد الضغط عليهم، ووجدوا انفسهم وقد اقتربوا كثيرا من الحائط، يلعبون لعبة الانتخابات المبكرة وهكذا دواليك، فهم مبدعون في عملية إرباك الآخر والتهرب من الإستحقاقات الدولية.
بالأمس أظهرت الانتخابات الإسرائيلية العديد من النقاط التي يتوجب علينا الوقوف عندها والتمعن فيها عل وعسى ان نستفيد منها ولو أن ذلك من قبيل "أمل إبليس في الجنة"؟!
قبل الانتخابات خرجت علينا الاستطلاعات التي تجريها مراكز البحوث والدراسات بتوجهات ذات مغزى وأهمها أن قائمة اليمين النتنياهوية ستحصل على أكثرية الأصوات وبالتالي ستحوز على الرقم الأعلى في عدد مقاعد الكنيست،ما يعني ان نتنياهو سيتوج ملكا على إسرائيل وسيكون خارج دائرة ضغط اليمين المتطرف الذي يبزه في التطرف ويزاود عليه في الإستيطان.
لكن ما جرى ان نتنياهو واتجاهه اليميني الذي يضم حارس البارات الأوكراني /وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان حصل على 31 مقعدا بخسارة 11 مقعدا.
تعد هذه ضربة في الصميم لمن وجه هذه المراكز لمثل هذه الدراسات،كما ان هذه الاستطلاعات مشكوك فيها لأن المراكز التي أجرتها أساسا تفتقر للشفافية.
ما أفرزته هذه الإنتخابات جد خطير،وفي مقدمته تقدم اليمين المتطرف وحصوله على 11 صوتا بعد ان كان يتربع فقط على ثلاثة مقاعد،وهذا يعني أنهم سيكونون في الحكومة ولهم الثقل الكبير الذي يفوق وزن بيضة القبان وخاصة في موضوع الإستيطان وما يعرف بالسلام مع الفلسطينيين.
لعل من الدروس التي جادت بها علينا هذه الدراسات هي ان الشارع الإسرائيلي يتجه صعودا نحو اليمين المتطرف رغم ما به من تطرف أصلا،ولعل من المفيد التذكير لمن أراد أن ينسى،أن إسرائيل هي المجتمع المركب البشري الوحيد الذي لن يتخلى عن يمينيته حتى لو حكمه يساري متأصل،ذلك انهم مجبولون على التطرف واليمينية.
هذه الإنتخابات بعثت برسالة مسجلة إلى كل من توهم كافرا بأن إسرائيل راغبة بالسلام مع العرب،وسيكون هذا اليمين المتطرف دعامة قوية لليميني نتنياهو وشركائه في الحكم،لعدم إمكانية إستجابة الحكومة الإسرائيلية للضغوط الأمريكية خاصة في ظل الولاية الثانية للرئيس باراك حسين اوباما.
ما أضحكني حد القهقهة في هذه الإنتخابات هو أن الجامعة العربية دخلت على خطها وللمرة الأولى،بنداء وجهته إلى الفلسطينيين في إسرائيل او ما يطلق عليهم" فلسطينيو الخط الأخضر"،ناشدتهم فيها بالمشاركة في الإنتخابات الإسرائيلية كي يحاربوا التمييز.
أما الدرس الأخير من هذه الإنتخابات فهو موجه للفلسطينيين تحديدا،بأن إمكانية الإعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة،أمر مستحيل، وان الهروب من الاستحقاق بالاعتراف بهذه الدولة، كان باللجوء للانتخابات. واجزم ان النتيجة لهذه الإنتخابات لم تأت من فراغ