"يوتيوب" يتراجع عن قراره ويعيد حساب أشهر مدون مصري
06-12-2007 02:00 AM
عمون - عن cnn- واشنطن: بعد أقل من أسبوع فقط من وقف اشتراكه، تراجع موقع يوتيوب الشهير لبتادل ملفات الفيديو على الإنترنت عن موقفه السابق تجاه حساب نشط مصري بارز يناهض التعذيب حيث أعلن الموقع أنه بإمكانه إعادة وضع تسجيلات تصور انتهاكات لحقوق الإنسان بشرط وضعها بشكل مناسب.
وذكرت يوتيوب المملوكة لشركة جوجل العملاقة لخدمات الانترنت في بيان لها أنها ملتزمة بالحفاظ على موقعها "كمنصة مهمة للتعبير بأي شكل" مع ضمان أن تبقى مكانا آمنا للمستخدمين.وتابع البيان: "سياستنا العامة المعارضة لأي صور للعنف أدت إلى إزالة لقطات الفيديو التي تصور انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان لأن فحواها لم يكن واضحا".
وأضاف: "وبعد مراجعة القضية أعدنا اشتراك المدون المصري وائل عباس، وإذا اختار إرسال لقطات فيديو ثانية يكون فحواها كافياً بشكل يجعل المستخدمين يفهمون رسالته المهمة سنترك هذه اللقطات بالطبع على الموقع"، إلا أن البيان لم يوضح كيف يمكن أن يكون الفحوى كافياً.
وكان وائل عباس قال الأسبوع الماضي إن يوتيوب أوقفت اشتراكه وان نحو 100 صورة أرسلها بينها لقطات تصور ما قيل انها وحشية رجال شرطة وتجاوزات في انتخابات ومظاهرات مناوئة للحكومة لم تعد متاحة لمتصفحي الانترنت.
وكان نشطاء من المدافعين عن حقوق الانسان شكوا من أنه بوقف اشتراك عباس فإن يوتيوب تغلق ناقلاً مهماً للمعلومات المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان في مصر في الوقت الذي تصعد فيه مصر حملة كبح ضد المعارضة ووسائل الاعلام المستقلة.
وكان لعباس دور مهم في نشر الفيديو الشهير الذي ظهر فيه رجال شرطة يغتصبون سائق الميكروباص " عماد الكبير "، وكان من نتيجة بث التسجيل على الانترنت أن أجري تحقيق أدى الى محاكمة نادرة لضابط شرطة وأمين شرطة حكم عليهما بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد ادانتهما بالتعذيب.
موقع-يوتيوب-1
وقال المدوّن ، المعروف بمراقبته لانتهاكات حقوق المحتجزين وممارسة التعذيب عليهم، لموقع CNN إن الأفلام التي كان يتضمنها حسابه على الموقع الشهير تناهز المائة وأنها تتضمن صورا للتعذيب وعنف الشرطة والمظاهرات والاعتصامات والإضرابات وانتهاكات معايير الانتخابات ، تعد كل المواد التي كان يبثها موجودة على الموقع.
وأوضح أنّ You Tube أرسل له بريدا إلكترونيا يخبره فيه بقرار إلغاء حسابه ، مشيرا إلي أن الموقع لم يطلب منه سحب هذه المواد ، فقد أخبروه أن حسابه لا يعمل .
وتشير لائحة سياسة الموقع إلى أنّ العنف "التصويري أو المجاني" غير مسموح به ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إلغاء حساب من ينشر مثل هذه المواد وسحبها من الموقع.
وقال المتحدث إنّ الموقع يمنع "المضامين غير الملائمة "ومجموعتنا تفعّل سياستها حيث أنّه بإمكان المستخدمين أن يؤشّروا على المواد التي يرونها غير ملائمة ومن ثمّ نطّلع عليها ثمّ نقوم بحذفها في حال تأكدنا من ذلك، ونلغي حساب من يقف وراءها إذا كرر ذلك في غضون دقائق."
واعترف عباس بأنّ بعضا مما نشره على الموقع يمكن أن يكون "تصويريا" غير أنّه أوضح أنّه من المهمّ أيضا إظهار صور قوية للفت النظر إلى مسائل انتهاكات حقوق الإنسان للتأثير في الرأي العام.
وربط عباس أهمية هذه المواد "التصويرية" والأفلام التي انتشرت عام 2004 وأظهرت العنف في سجن ابوغريب بالعراق وما أثارته من غضب في العالم.
وأضاف "نحن نعمل على لفت انتباه الناس إلى شيء كان يعدّ ممنوعا، شيء لم تتمّ مناقشته من قبل وهو عنف الشرطة والتعذيب داخل مراكز الأمن."
ويدير عباس، 33 عاما، واحدا من أشهر المدونات المصرية على الانترنت misrdigital.com وتعود شهرته في جزء مهم منه لنشر عنف الشرطة.
واعتبر عباس أنّه يعيش في حالة صدمة بسبب قرار You Tube لأنّ كل الأشرطة التي جمعها على مدى سنوات ضاعت الآن وأنّه يفكّر في تنظيم حملة ضدّ الموقع.
وقال "لقد اعتقدنا أنّ You Tube حليفنا لاسيما مع مساعدته في نقل حقيقة ما يجري في بورما...ولكن مع ما فعلوه الآن، لا يبدو أنّ الأمر بقي على حاله."
وأضاف أنّ له مشكلة أيضا على موقع Yahoo الذي ألغى حسابين له، بعد أن اتهمه بكونه يرسل بريدا طفيليا.