ان ما ذكرني فيه موقف البارحة موقف الكثير من الاباء المنتظرين لنتائج التوجيهي من اجل ابنائهم فتراهم يكدون ويعملون حتى يدرس "نوارة العين" ابنهم في افضل المدارس والمراكز وعند الامتحانات يعود الى اهله مبتسماً وكأنه نيوتن في الفيزياء او أبو القاسم الشابي في الادب حتى اذا ظهرت النتائج فوجئ الاب بالإكمالات والابداعات لإبنهم الفطحل فما يكون لذلك الاب الا ان ينفجر , لا من ابنه بل من وعود ابنه المضلله التي وضعته في موقف صعب امام الجميع فبعد المفاخرة به وقت الامتحانات وجد انه لن يجد الا الإختباء بعدها هتى لا يظهر خيبة آماله.
هذا ما حدث البارحة مع شبلي حداد , طبعاً مع الفارق الكبير لكن الشبه اكبر , فقد ظهر علينا شبلي قبل فترة ليست بطويلة انه مرشح لإنتخابات مجلس النواب الاردني وحصل بجدارة على لقب اغرب برنامج انتخابي اضافة الى الابداعات التي تجاوزت الخيال في الدعاية الانتخابية وبساطتها ومحاولته لإيصال فكرته وبرنامجه الانتخابي.
حتى وصل عدد الى ارقام تجاوزت الالاف في يوم واحد من اطلاق صفحة الفيسبوك الخاصة به فأصبح حديث الشارع ونجم الانتخابات بلا منازع فلم تكاد تخلوا أي جلسة عائلية أو لمة صحاب الا ويذكر فيها برنامج شبلي الانتخابي , حتى اذا هلت الانتخابات وبعد احتفاله بمقره الانتخابي بدأ يعطينيا لمحات عن عدد المصوتين له 1263صوت أي 1263 اعطوه كلمة مثل ما يقال , الا ان الصناديق كان لها رأي آخر فوجدنا عدد المصوتين له بين ١٤٥ او اكثر بقليل وبدأ شبلي بأغاني الخيانة فقد اعطاه الناس وعداً ان يكونوا معه ويدعموه حتى اذا ظهرت النتائج كانت كالفاجعة على قلب شبلي.
انا لست مع شبلي او مع غيره في الانتخابات , لكني حزنت عليه لما وجده وتمنيت أن اعطيه صوتي , فعلى الاقل هو احسن من غيره ممن يشترون الذمم بنقودهم وأفضل من الفاسدين المتفاخرين بفسادهم فقد اعتمد على طيبة قلب الاردنيين في نجاحه , انا صراحة احيي ال 20 ممن صوتوا لشبلي ولا الوم الباقون على عدم تصويتهم له فالصوت حق وأمانة ولكل رأيه.
لكني حزين على استهتار الناس به واستغلالهم له , فتعجبت كم غير الزمان طيبة الاردنيين وكان الله في عون اهالي طلاب التوجيهي !
المحامي المتدرب
عماد القرعان