التواضع الجم ، وحسن التعامل والتلاقي والحوار، وصدق السؤال والجواب، وتجنب الفوقية العدمية ، لا ينظر إليها كما يجب أن ينظر إليها بالاحترام الذي تستحق والقدوة التي تستقطب الانتشار الواسع. بعضهم يعتبرها من ضعف القيادة ؛ لكن القائد الذي يعتنقها ويتقن التعامل بها لا تخيم على قراراته غيوم الوهم وتشرد الحقائق؛ بل هي دون أدنى ظن من أهم عناصر قيادته.
تستحق هذه الحقيقة مثلا يوميا دارجا: ما هي ردة فعل قائد مؤسسة عندما يستمع إلى قائد أدنى منه أو موظف عنده حول شيء معين معروف جيدا من قبله ؟. هل يقاطعه بقوله أنه يعرف ذلك ؟. أم هل يسمح له بالاستمرار في قوله حتى نهايته بانتباه ولطف ؛ ثم يستفسر منه عن معلومات جديدة إضافية لما هي معروفة لديه ، ومما يمكن الاستفادة منها في خدمة المؤسسة ونجاحها بالقيام بواجباتها ومسؤولياتها. القائد الجيد يعرف أن العالم حوله يتحرك بسرعة أكبر من أن يدرك العاملين معه الحاجة الماسة إلى اللحاق بكل متغيرات تلك الحركة ، ولذلك يتخذ كل فرصة ممكنة لمعرفة المزيد من المعلومات وتعزيزها إن كانت نافعة ، وتجنبها إن كانت مضرة أو معوقة.
القائد الناجح هو الذي يقدر على نسج حكمته ومقدرته ومعارفه في اللقاء أو الاجتماع أو الحوار ، شريطة أن لا يحاول السيطرة المطلقة على الآخرين ، أو يشعرهم بأنه الأعلم أو الأحكم منهم ؛ لأن تلك السيطرة تشعرهم بأنهم أقل علما أو معرفة أو حكمة ، فتخمد في نفوسهم روح الإقدام والتعطش للمعرفة والنمو. القائد الذي يتمتع بفضيلة التواضع الجم هو الذي يقدر على جعل الآخرين يشعرون بأهميتهم وقيمتهم ومكانتهم عنده ، ولذلك يستنهض فيهم روح الثقة بالنفس والاحترام له.
أخيرا ، لا بد للقائد أن يعرف أن الغطرسة والتعالي على الآخرين تموت فجأة بعد بدايتها ؛ ولا يدوم تأثيرها أكثر من دقائق قليلة ، وبعد أن تبث النفور ، وربما النقمة ، على القائد المتغطرس المتعالي المتكبر. أما التواضع الجم ولطف الوجود وإنسانية الهيبة ، فهي أقوى المثيرات لشعور الآخرين بأهميتهم وقيمتهم لدى قائدهم ، ولذلك يحترمونه ، ويثقون به ، ويطيعونه طاعة عفوية ، ويقتدون بمناقبه.
على القائد الجيد أن لا يأبه لما يقال بأن الاستماع أو الإصغاء المنتبه الفطن عملية استسلامية خاملة. بل على العكس عليه أن يعتبرها عملية تحقيقية استطلاعية استكشافية مهمة جدا لقيادته وتأثيرها. ويتطلب الاستماع المنتبه الفطن من القائد كل تركيزه ، وجهده العقلي ، وانتباهه الحاد. ذلك لأن عقل الإنسان يعمل بسرعة أعلى في التفكير فيما يقال، من سرعة قدرة الإنسان على الكلام أو النطق. وفي الاستماع يثب العقل إلى مدى أبعد من القول أو الكلام أو النطق ، فيفقد فرص الفهم الصحيح لمن يقول ، وهدفه ، والمعلومات التي يقدمها. هذا عدا عن فهم حقائق القول ، فالنقد ، والرفض ، وإظهار الأخطاء وما شابه ، قد ينفر القائد المستمع فيفقد قدرته على التحليل الصحيح ؛ مثلما قد يؤدي الثناء ، والنفاق ، والاستحسان ، والتقرب ، إلى رضى وارتياح القائد حتى ولو كان القول معاكسا لمصلحته أو مصالح مؤسسته. القائد الجيد هو الذي يستمع بدقة وانتباه وفطنة وتركيز إلى كل ما يقال.
المقدرة على الاستماع الصحيح من أهم فنون القيادة الحديثة ، وقد كاد العارفون في هذا الميدان أن يجمعوا على مناقبه المؤثرة التالية:
المستمع الجيد هو الذي يبدو مهتما بما يقوله الآخر ؛ فلغته البدنية خاصة ملامح وجهه تظهر الكثير : تلاقي العيون ، الثبات والاستقرار ، الميل القليل باتجاه الآخر ، إيماءة الرأس للموافقة ، وما شابه تساعد الآخر وتشجعه على المضي فيما يقول.
المستمع الجيد هو الذي لا يتكلم خلال استماعه ، أو يبدو وكأنه قد نفذ صبره ، أو أنه يحاول أن يتكلم ، أو أن يقاطع الآخر مهما قال. على المستمع أن يظهر اهتمامه وانتباهه بكل اللطف وحسن المجامله. وعليه أن لا يتدخل بتقديم الحلول للمشاكل خلال الاستماع ، بل عليه أن يستمع وحسب حتى نهاية الحديث.
بعد انتهاء الآخر من قوله ، للمستمع أن يسأل عن توضيح القول.. أو أن ينتهز فرصة توقف المتكلم عن الكلام . وعليه أن يعيد بعض ما قاله المتكلم قبل طرح سؤاله مثل: هل تعني ...؟ أو: إذا فهمت قولك فهما صحيحا ، هل تقصد منه؟. وما شابه.
على المستمع أن يحافظ بكل دقة على بقاء عقله وتفكيره منفتحا. فالإصغاء يعني الحصول على المعلومات. ويجب على المستمع أن لا يهتم بما يتوافق مع رأيه أو رؤيته . بل عليه أن يحاول الحصول على كل جديد.
من حسن المجاملة ولطف الشخصية أن لا يترك المستمع محدثه واقفا ، بل يعرض عليه كرسيا مريحا ، فلا يظهر متعاليا أو فوقيا. المعاملة الحسنة للآخر تنهض ثقته بنفسه ، وتعزز احترامه لقائده ، ولذلك ينفتح بحرية لما يريد قوله.
على القائد المستمع أن ينتبه للتلميحات الخفية، حيث أن ما لا يقال أو يفصح عنه قد يكون أهم من الإفصاح والجهر. وكما تنفع اللغة البدنية التي يستخدمها القائد المستمع ، عليه أن يراقب بانتباه اللغة البدنية التي يظهرها المتكلم دون وعي منه. ولذلك على المستمع أن يراقب تعبيرات الوجه ، والموقف ، والعينين ، والإيماءات ، وغيرها.
على القائد المستمع أن يمتنع عن استخدام الشجب أو رفض ما يقال. وهو قد لا يوافق على ما يقال ، لكنه يجب أن لا يقدم دفاعا عن نفسه أو قراره أو سياسته أو أن يناقش ما قيل خلال اللقاء. الأفضل الأجدى والمفيد أن يسجل ما يقال باهتمام ، وبعد انتهاء اللقاء يفكر في تجاوبه الصحيح المفيد الحاسم.
على القائد المستمع أن يعبر بكل احترام عن شكره وتقديره للمتكلم ، حتى ولو كان فيما قاله شكوى عليه. وأن يكون عادلا في دراسة ما قيل والتجاوب الصحيح معه.
القائد الذي لا يتقن الاستماع للقادة الأدنى منه أو الموظفين أو العاملين معه لا تكتمل رعايته لهم ، وقدرته على توجيههم. وفي عالمنا الحديث الذي اختصرت فيه المسافات والأوقات ، ماتت فيه ما تسمى التعاميم العثمانية وأصبحت بلا جدوى. اللقاء وجها لوجه مع المعنيين هو أسلم وأفضل وأسرع وسيلة للحصول على المعلومات الضرورية لنجاح أية وزارة أو مؤسسة أو إدارة ، حيث يلعب الاستماع والإصغاء المنتبه الفطن الدور الأهم.
لا يمكن أن ينجح قائد محروم من الأخلاق الحميدة والتصرفات الحسنة. وكل قائد يتمتع بالأخلاق الحميدة والتصرفات الحسنة ، يفوز بشرف القيادة والأمانة وثقة الآخرين سواء كانوا أعلى منه درجة أو أدنى منه رتبة أو من العاملين معه. الأخلاق الحميدة والتصرفات الحسنة حاضنة المودة المخلصة، والصداقة المتينة ، وروح الفريق ، والانتماء الوفي للمؤسسة.
كثيرا ما يقال أن القيادة تلد مع الطفل ، وتنمو معه حتى فراش موته حيث يتصرف نحو أسرته بأخلاق حميده تخفف عنهم أثقال وأعباء وعواطف فقده. من يتمتع بموهبة القيادة عليه أن يعرف أن حصنها الحصين في مناعته ضد كل ما مكروه من الآخرين حوله. وأهم من ذلك في حسه وطموحه وشوقه بأن يكون قائدا أو يكون تابعا. والقائد الجيد الناجح هو الذي يعتد بأخلاقه وتصرفاته ويثق بها وبجدواها ؛ لا لكي يحقق مصالحه الشخصية، بل لتحقيق مصالح الآخرين والوطن كله. القائد الجيد الناجح هو الذي يؤثر على الآخرين بما يقوم به ، وليس فيما يقول وحسب.
أما الأتباع فيريدون من قائدهم أن يخبرهم بما يريد منهم عمله وإنجازه. أن يعرف قدراتهم وطاقاتهم فلا يحملهم ما لا يقدرون عليه أو يطيقونه . وبذلك وحده يتأكد من حسن إنجازاتهم ، وأن يحقق باستخدام معارفه ومواهبه وخططه المحكمة رغد عواطفهم وأشواقهم لما هو أفضل لهم وله ... أن يكون القدوة الخلقية لهم .
الأخلاق الحميدة والتصرفات الحسنة منارة القائد الخلقية التي تنير الطريق لأتباعه ، وتذكي العواطف الجياشة والحماس الدافع بأكبر جهد ممكن في العمل المنتج المؤثر. وهي قيمة تغذي قوى القيادة الطبيعية غير المصطنعة أو المدعية. من يتولى القيادة لا يدعيها ، فهي التي تسعى إليه ، وتعتنقه ، ليمارسها بعفوية وإتقان وبسر نحو أتباعه.
الأخلاق والتصرفات هي التي تقبل الأهداف التي توكل إلى القائد وأتباعه. فإذا تمكن القائد من جعلها أهدافا خلقية الفحوى ، يصبح العمل لتحقيقها عملا تشع منه الروح المعنوية العالية التي تتشبث بالقانون والنظام الذاتي ، وتعزز روح الالتزام والانتماء، وتفجر طاقات المقدرة والإبداع ، وتجعل القيام بكل مهمة أيسر وأتقن.
لقد اتفق العديد من العارفين في فنون القيادة ، العسكريين منهم والمدنيين ، في القطاعين العام والخاص ، على عشرة عناصر لقوة القيادة وهي التالية:
على القائد أن يكون قدوة حسنة لأتباعه؛ وأن يكون خلقيا ، شريفا صادقا، موثوقا به ، ويعتمد عليه في الشؤون الخاصة والعامة؛
أن يتقرب من كل من يشاركه في مواقفه الخلقية ، ويشابهه في عواطفه القوية لتحقيق النجاح؛ وأن لا يبعد من لا يشاركوه أو يشابهوه بها ؛ بل يحضهم على الانتماء إليها؛
أن يعلم ويدرب أتباعه على تحقيق الأهداف المرجوة منهم والقيام بمهامهم بنجاح؛ خاصة في تحقيق المتغيرات والمحدثات والتطورات الجديدة على واجباتهم ومسؤولياتهم؛
أن يعطي الثناء الصادق الوفي إلى من يستحقه نتيجة لجهوده؛
أن يظهر شكره وعرفانه مهما أمكن لكل من يستحق الشكر والعرفان؛
أن يسيطر سيطرة تامة على نفسه بانضباطه الذاتي ، قبل أن يطلب تلك السيطرة من أتباعه؛
أن لا يجعل الخوف عاملا من عوامل قيادته ، وأن يمنع الخوف عن أتباعه خاصة الخوف من الاعتراف بالخطأ؛
أن يكون لديه خطة محكمة وبرنامج متقن لأوقاته ، ومواعيده؛
أن يعرف كيف يحصل على النصيحة والتوجيه من قيادته التابع لها عند الحاجة؛
أن يؤمن بقوة الإيمان بالله تعالى ، والولاء الكامل للوطن والقائد الأعلى، وحق المواطنين بخدمته الأمينة.
القيام بالتفكير بهذه المصادر المهمة ، وتنفيذ قيادته بموجبها وبموجب غيرها التي تنجم عن تفكيره، هو الذي يحقق للقائد حسن قراراته وإجراءاته ، ويجعل له ميزة أن يكون على أحسن ما يريد أن يكون من قدوة حسنة لجميع العاملين معه ، والذين يعتبرهم الوطن أمانة مقدسة لديه. القيادة الخلقية والمعنوية هي أعظم ميزات القائد الناجح.
أخيرا ؛ لقد اتفق عدد لا يستهان به من الدارسين والباحثين في فنون القيادة الحديثة ، خاصة في عصر العولمة وتسارع التغيير الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم، على أهمية الحكم والقواعد التالية في ممارسة القيادة ، مهما كان نوعها ، ولأي مؤسسة تمارس القيادة فيها ، وهي التالي ذكرها:
أقدر القادة هم الذين يستخدمون أيسر وأبسط الوسائل المؤدية إلى تحقيق الأهداف المطلوبة؛
لكي يقدر القائد على الوصول إلى غير الحال الذي عليه مؤسسته ، عليه أن يغير وسائل قيادته أولا؛
القائد المؤثر هو الذي يبرز طاهرا من تداعيات كارثة أو صعوبة ، ويجدد همته لإنقاذ مؤسسته وأهدافها من تلك التداعيات؛
أدنى درجات القيادة هي التي يحبس القائد فيها تجاوبه مع المصاعب أو النجاحات في قفص الثواب والعقاب ، بدل التغيير والإصلاح والتقدم؛
عدد كبير من القادة يسعون للحصول نتائج بوسائل صحيحة ؛ أو نتائج صائبة بوسائل غير صحيحة ؛ أم الموقف الأفضل فهو الحصول على النتائج الصحيحة بالوسائل الصحيحة ؛
القيادة المؤثرة قمة المعارف، والخبرات ، والمواهب ، في كل اختصاص ، لا يصلها إلا من يتمتعون بها؛
القائد الذي يعتقد أن جميع قراراته وإجراءاته وتصرفاته العامة أو الخاصة صحيحة لا تخطيء ، كثيرا ما يخطيء؛
لن يعرف أي إنسان من هم القادة الناجحين ، إلا بعد قناعة أتباع القائد بأنهم نتيجة لقيادته هم أفضل وأقدر مما يعتقدون ؛
التصرفات والإجراءات والقرارات الضعيفة التي يتخذها القائد ، أقل ضررا من التصرفات والإجراءات والقرارات المتوسطة الجودة المغلفة والمموهة بالتصرفات والإجراءات والقرارات المدعية بالجودة؛
مواصلة العمل لمجرد مواصلته ، لا تعني الحصول على النتائج المرجوة. التقدم نحو الأهداف المنشودة هو السبيل الوحيد للوصول إليها؛
أفضل أسلوب لممارسة فنون القيادة الحديثة ، هو في إخفاء مظاهر القيادة ، وتحريك عناصرها من عقل وقلب القائد ، ووجدانه وضميره ، إلى عقول وقلوب أتباعه ، وغرسها في عمق وجدانهم وضمائرهم؛
عدم اتخاذ إجراء أو قرار في حالات معينة ، أفضل بكثير من اتخاذ إجراء أو قرار ، وقد يكون أحيانا أفضل إجراء أو قرار؛
في غالبية الحالات ، ليس ما يقوله القائد هو الأهم ؛ الأهم هو العمل الذي يقوم به أتباع القائد تجاوبا مع ما يقول؛
في أهم عنصر قيادي ، تعتبر قيمة أي شيء أو حاجة أو عنصر في استخدامه ، وليس في حوزته وحسب؛
القائد الفاشل هو نفسه المعوق الأول والأهم في فشله كقائد؛
القائد الجيد هو الذي لا يكتفي بتوضيح الإجراء وأسلوب تنفيذه وحسب ، بل الذي يدفع اتباعه ويقنعهم بالاندفاع للقيام به؛
معظم عناصر الاستماع والإصغاء الناجح تكمن في القدرة على الصبر وانتظار نهاية الاستماع، ثم التصدي لما هو مطلوب؛
لحصول القائد على الأفضل من أتباعه ، عليه أن يرعى بعناية فائقة الأفضل في قدراتهم وخبراتهم وقابلياتهم للنمو والحداثة والتغيير؛
معظم الناس لا يعرفون معرفة حقيقية ما هو أفضل ما يقدرون عليه ، والقائد الجيد هو الذي يريها لهم ويثيرها ناهضة في عقولهم وقبولهم ليحسن استخدامها؛
في فنون القيادة على القائد أن يأخذ بعين الاعتبار أسوأ حال يمكن أن يواجهه ؛ لكنه يجب أن يتجاوزه وينهض منه إلى الأفضل ليبقى قائدا جديرا بمن يقودهم والقيام بواجباته ومسؤولياته؛
في المدى البعيد لا يقاس نجاح القائد وأهم نتائج جهده بما أنتج ، ولكن يقاس بما أصبح عليه هو وأتباعه ومؤسسته من تقدم وتحديث يناسب الحال القائم ، ويعد للمستقبل المنشود.
في زيارة رمضانية للجيش العربي الأردني عبر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، من أعماق وجدانه وضميره عن حقيقة قيادته العليا التي يشعر بها ، ويقود من خلالها ، بكل التواضع واللطف الإنساني الذي عرفناه فيه ومنه بقوله:
" ليس هناك اسعد ، ولا اجمل ، من اليوم الذي اكون فيه بين اخواني النشامى ، رفاق السلاح الذين عشت بينهم اجمل سنوات عمري وشبابي ، في كل معسكر ، وكل خندق ، على تراب هذا الوطن الذي نفديه بارواحنا ودمائنا . انني لا اعتز بشيء اكثر من اعتزازي بكل واحد منكم او اكثر من اعتزازي باني كنت ولا زلت وساظل بعون الله جنديا من جنود هذا الوطن الفخورين بالانتساب لجيشنا العربي ".
هكذا فنون القيادة الحديثة .. صادقة .. أمينة .. مخلصة القلب والعقل.