العدد رقم ( 1 )هاني العزيزي
19-02-2007 02:00 AM
قال محدثي : عملت نحو عقدين من الزمن في مؤسسة حكومية ذات تخصص علمي إلى حد بعيد ، وقد رأى أول مدير عام لها إصدار نشرة دورية تحت اسم " ...... " بهدف تعريف القارئ من المواطنين والمسؤولين بمهام المؤسسة وواجباتها . وصدر العدد الأول سعيا لتحقيق الهدف المنشود ، وتتابعت الأعداد وكادت أن تحمل رقما من ثلاث خانات ، عندما أحيل المدير العام على التقاعد ، وتحققت مقولة " لو دامت لغيرك ما آلت إليك " بحلول المدير الثاني ، والذي جاء من خارج المؤسسة ، على كرسي الإدارة ، وأمر بإصدار العدد الأول من " ...... " بعد تغيير أبعاد النشرة إلى الشكل المربع ، عوضا عن الشكل المستطيل الذي عرفت به ، وبعد بضع سنين ، أحيل صاحبنا على التقاعد ، رغم أنه لم يكن يؤمن بمقولة " لو دامت ... " . وحل مدير ثالث لم يغفل عن إصدار النشرة إياها ، وصدر العدد الأول من جديد ، ولم يفته أن يأمر بأن يكون الغلاف ملونا .ويتابع محدثي القول : لا يختلف العدد الأول الذي صدر في عهد المدير الأول عن العدد الأول الذي صدر في عهد المدير الثاني ، ولا يختلف العدد الأول الذي صدر في عهد المدير الثالث عن العددين السابقين في الغاية المعلنة والمضمون ، وهو التعريف بالمؤسسة وأعمالها ، وإن تفاوت عدد صور " عطوفته " مستقبلا ومودعا ومحاضرا ، ليلفت أنظار " معاليه " إلى منجزاته وإبداعاته ، أما الغاية غير المعلنة فهي أن كل مدير يعتبر أن التاريخ يبدأ بعصره ، وإن ما سبق من عصور هي عصور انحطاط وتخلف ، وأن عصره سيكون العصر الذهبي في تاريخ المؤسسة ، بدليل صدور العدد رقم ( 1 ) على طريقة البيان رقم ( 1 ) الذي عجت به وسائل إعلام دول العالمين الثالث والرابع - ولا تزال - . إن من ينسخ أو ينكر جهود الغير هو جاحد ، ناكر للدور الجماعي للمؤسسات ، ولروح الفريق التي يجب أن تسود جميع المؤسسات ، عامة وخاصة . إن كل موظف ، ووفق ترتيبه بالتسلسل الهرمي ، والبنية الوظيفية هو عنصر فاعل ، وحلقة في سلسلة طويلة من العمل والإبداع ، وإن تفاوتت درجة العطاء ، واختلت الموازين . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة