عندما صهلت الأصايل .. كان يوماً عـظيماً
محمد حسن التل
24-01-2013 09:18 AM
كان امس الاربعاء، يوماً من أيام التاريخ في الأردن، حيث نفر الأردنيون، شيباً وشباباً، رجالاً ونساء، ليقولوا للعالم: هنا وطن الحرية والديمقراطية والشورى.. هنا وطن الشومات. هذا ما كان ينتظره الأردن منا؛ فقد صهلت الخيل الاردنية، في السهول، ومن على الجبال، ومن عمق الصحراء، وعلى كل مساحة أرض أردنية، صهيل المجد والوفاء للوطن.
الأردنيون أمس، أعلنوا النفير العام، ليس لأنه كان يمثل محطة مهمة، في مسيرة البناء والديمقراطية فقط، بل لأنهم مشتاقون، متعطشون، للتغيير والإصلاح، فاشرأبت أعناقهم، لتعانق المجد، الذي يخفق بجناحيه على الأردن، منذ كان هذا المجد، وكان هذا الأردن.
شمس الأربعاء، كانت مختلفة عن شموس كل الأيام، فقد أشرقت على شعب، أعدَّ عدته جيداً، لدخول عصر جديد، كله أمل وإشراق وتطلُّع، إلى الذرى، بقيادة ملأت الوطن، عدلا وعزما.
هبّ الأردنيون أمس، كما السيل الهادر، ذي الماء العذب، يُهدون وطنهم وقيادتهم، هدية الوفاء والامتنان. كان أمس، يوم الحصاد، لزرع استمر طويلاً، عملت به كافة مكونات الوطن، حكومة وهيئة انتخابات مستقلة ومؤسسات مجتمع مدني، وأجهزة دولة وأجهزة أمن، وصحافة، وكل وسائل الاعلام، على مدار الساعة، للوصول إلى اليوم الاغرّ في تاريخنا، حيث جاءت هذه الصورة الجميلة، حيث وقّع الشعب عليها، وتوقيعه كان بمثابة انتخاب الأفضل والأجدر، الذي يضع مخافة الله تعالى، ثم حب الوطن والقائد، نـُصب عينيه، بعيداً عن المصالح الضيقة والمكاسب الصغيرة، حيث ان أبسط المواصفات، التي يجب أن تتوفر في الإنسان، الذي يتطلع إلى أن يتقدم الناس، في ظل المتغيرات الجديدة، التي أحدثت نقلة كبيرة، في تفكير المجتمع، هي نظافة اللسان واليد، وصفاء المقصد والنية، في الخدمة العامة.
من عمل على أن يتقدم الصفوف، عليه أن يثبت، أنه يشارك الناس بالبديهيات، التي على رأسها، وحدة الفكر والتصور والأمانة على مصالحهم، وتجاوز الذات، ويجب أن يكون سلوك جلالة الملك عبدالله الثاني، قدوة لمن يريد أن ينخرط في الخدمة العامة، حيث وسَّع جلالته دوائر الاتصال، بين الشعب والسلطة، وأصبحت الأبواب مفتوحة، بوجه كل من يقصدها، وجلالته يسبقنا جميعاً، في فهمه بالتطورات، التي طرأت على تفكير الاجيال الجديدة. وعلينا جميعاً، أن نحثّ الخطى خلف جلالته، لبناء مجتمع حديث، تساند به الأدوار بعضها بعضاً، من اجل الوصول إلى الغاية المنشودة، في مستقبل مشرق للوطن والأجيال.
أثبت الأردنيون أمس، أنهم ينبذون العنف، وأن هذه الظاهرة غريبة على مجتمعهم، وكان تعبيرهم عن إرادتهم بحضارة، مؤشرا على رقي تفكيرهم وتماسك مجتمعهم، وقوة صلة أرحامهم، ويجب ان تكون كذلك، بعيداً عن كل أنواع العنف والصدام.
قال الأردنيون «أهل الشومات»، وجباههم مرفوعة كلمتهم، وانحازوا لوطنهم وقيادتهم، وملأوا سماء أردنهم، أملاً وعزاً وعزماً وإصراراً، على التقدم نحو مستقبل أفضل، عندما أقبلوا على صناديق الاقتراع، بكل لهفة وصدق، ليختاروا مجلسهم النيابي السابع عشر، ويثبتوا للعالم، أنهم على قدر أهل العزم، وأن الأردن، بعد الإيمان بالله تعالى، هو أولاً وأخيراً، وان راياتهم، ستظل تخفق عاليا، والتي لم ولن تنحني، الا لربها الاعلى.
سلام على الوطن، سلام على كل الأردنيين.
الدستور