لقيط مجهول النسب داخل كيس قمامة ملقى اسفل جسر عبدون المعلق وآخر داخل شبكة صرف صحي في لواء الشونة الجنوبية ويليهم عثور الاجهزة المختصة على طفل ذكر بمنطقة الدجنية موضوع داخل كيس بلاستيكي بجانب احدى مظلات الركاب.
لا اخفيكم انه وبعد دراستي للاوضاع التي وجدت بها هذه الحالات من اللقطاء بدأت اشعر بانني لقيط كما هم ومغلف ايضا بكيس بلاستيكي "وبلاستيكي" على وجه التحديد كون غلاف البلاستيك لا يدع مجالا للتسريب او التهريب وعليه كان بلاستيكيا وليس ورقيا كون الاخر يفتح المجال واسعا لتسريب "الدم" مثلا، ولا يعلم صاحب فكرة استخدام الكيس البلاستيكي انه وفي كلتا الحالتين يوجد "مجهول" "لقيط" "جثة" وان مصيرهما واحد سواء اكان هناك تسرب او لم يكن، فالوجع متساو والالم والفضيحة لا يمكن درئهما بعد الوقوع بالجريمة.
اللقيط هو الشخص الذي حرم من الحسب والنسب والجاه وفي هذه الحالة لا يمكن له ان يتبوأ اي منصب حكومي رفيع ومرموق بحسب النظريات والفلسفات العربية في عالم التعيينات والترقيات التي تحتاج في الغالب الى "ظهر" يسنده وبالطبع اللقيط وجد بدون ظهر او سند وعليه لن يقيه الكيس البلاستيكي من التسرب الى الشارع العام ليتحول وبقدرة قادر الى مُعارض مع نوع اخر لا علاقة له بالسياسة او الاقتصاد ولكنه مرتبط وبشكل مباشر بالحياة الاجتماعية التي ستكون هي المخرج الوحيد لبقائه على قيد الحياة فحينها لن يكون مزعجا للحكوميين والسياسيين والاقتصاديين وجملة المتنفذين والخاسر الوحيد هو جاره الذي يقطن حيا شعبيا "بالاكيد" بعد ان يتحول المصدر الوحيد "عنوة" لكفالة ذلك اللقيط.
كثيرون هم من يشعرون بانهم لقطاء علماً بان اباءهم موجودون ويسيرون على الارض اسوة باباء ابناء الذوات والوزراء والحكوميين الاحتكاريين.
وهنا وهنا فقط لا بد لك ان تتأكد مرارا وتكرارا انك شخص عادي وليس لقيطا بالعودة الى الأم لتقول لها بعد ان اكتشفت بانك شبه لقيط بدون "ظهر" او سند رغم مضيها لسنوات العمر جهاداً وكفاحاً "إغفري" لنا ولبيادر مواسم القحط والذبول فموعد القطاف لم يكن في اجندة الحكومات السابقة.. فلم يعد لنا من متسع وان شهادتك هي الوحيدة التي تؤكد باننا لسنا لقطاء.. فلا تغيبي.